شبح حياتي بقلم نورهان محسن
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الاول شبح حياتي
عزة النفس ليست شخصا ساخرا أو طبعا متعجرفا بل أنها إحترام للذات والابتعاد عن كل ما يقلل من قيمتك.
فتاة في ريعان الشباب إنتبهت من شرودها علي صوت سائق التاكسي الذي قال بصوت أبح يا انسة .. وصلنا يا انسة!!
نظرت من النافذة المجاورة لها ورأت أنها توقفت أمام مبنى يكاد يكون قديما بعض الشيء لكنه لم يفقد رونقه في حي هادئ وأنيق في محافظة القاهرة.
حدقت في هاتفها لترى كم مضى منذ أن خرجت من محطة القطار وركبت معه ثم تساءلت بإستنكار 30 جنيه ليه يا اسطا دا المشوار كله نص ساعة!!
واصلت حديثها بصوت حاد عندما شعرت أنه يعتقد أنها ساذجة ويمكن أن يستغلها لمجرد كونها بمفردها والمفروض كنت تقول من الاول ولا عشان شوفت المكان هنا نظيف شوية هتفكر اني من ولاد الذوات يعني
ساعدها السائق في تنزيل الحقائب بينما كانت عيناه تتبعها واقفة صامتة تعبث في هاتفها ببرود وعندما أنهى تلك المهمة تركها و رحل في حال سبيله.
مشيت إلى الداخل بخطوات هادئة وهي ترتدي ذلك الحذاء الرياضي الذي تفضله على الآخرين لسهولة الحركة فيه ثم توقفت بعد أن رأت طفلة صغيرة تجلس على مقعد عريض بجوار الحائط فقالت بابتسامة صغيرة صباح الخير
تجولت عيناها بإهتمام في المكان بعد أن خلعت نظارتها ووضعت حقائبها على الأرض بجانبها ثم تساءلت بينما يدها إرتفعت تلقائيا و أصلحت وضع حقيبة يدها التي كانت تحملها على كتفها هو في حد كبير موجود اكلمه يا امورة!!
ارتفعت ابتسامة على وجهها وقالت بنبرة رقيقة بعد أن استندت على حقيبة السفر التي بجانبها ماشي
مرت عدة لحظات قبل أن يطل رجل في أوائل الستينيات من عمره ذو طول فارع و جسد عريض مما يشير إلى أنه لا يزال محتفظا بقوته لكنه بدا كهل قليلا بسبب شيب شعره وتجاعيد وجهه البشوش و يبدو أنه حارس المبنى قائلا باحترام بصوت أجش أمري يا بنتي اي خدمة!!
تنفست الصعداء براحة و شكرت الله سرا على وجود شخص مازالت تتذكره في هذا المبنى وتساءلت بابتسامة عريضة ايه دا يا عم حمزة!! انت مش فاكرني
ضيق العجوز عينيه على تلك الفتاة التي تكاد تكون ملامحها مألوفة له لكنه لم يستطع التذكر بسبب تقدمه في السن وقال بإستفهام لا مؤاخذة يا بنتي مش واخد بالي مين حضرتك!
سحبت نفسا عميقا في صدرها قبل أن تقول بنبرة هادئة تتناقض تماما مع الحدة التي تحدثت بها للسائق منذ قليل وكأنها شخص آخر انا حياة مجدي يا عم حمزة .. كنا ساكنين هنا في الدور الخامس من 12 سنة تقريبا
ظل ينظر لها في صمت مطول ثم إرتسمت ابتسامة واسعة على فم