شبح حياتي بقلم نورهان محسن
حمزة قائلا بصدق بعد انتعاش ذاكرته من خلال وميض الصور الذي مر علي مخيلته عن تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر البرتقالي الله اكبر .. مصير الحي يتلاقي .. لسه فاكرك طبعا وفاكر شقاوتك .. معلش حقك عليا يا ست حياة اصلك اتغيرتي اوي خصوصا شعرك
ثم أسترسل كلماته بعتاب واضح في نبرة صوته ليه كدا يا بنتي تغيري لونه هو كان فيه حد مميز في الشارع كله بلون شعرك الا انتي!!
أومأ حمزة برأسه بفهم ثم قال لها باحترام وهو يمد يده لحمل حقائب السفر الخاصة بها ايوه عندك حق ما تأخذنيش مش وقتها الحكاوي دي .. هاتي عنك الشنط انا هطلعهالك عشان الاسانسير بايظ بقاله مدة
تبعته حياة ثم بدأوا في صعود الدرج الرخامي ثم هتفت بسؤال مازحة الله يكرمك يا راجل يا طيب .. حرام الشقا دا ماصلحتهوش ليه يعني هطلع خمس ادوار علي رجلي كل يوم!!
لم تكن تعرف سبب ضربات قلبها السريعة التي طرقت صدرها بشدة.
رغم أنها لا تتذكر ملامحه مطلقا لكنها شكرت ربها على تأجيل لقائها به فهي لا تريد أن تراه على الأقل الآن لأن ما تعانيه يكفيها.
قالت حياة وهي تتنفس بسرعة إذ أخرجت مفتاحا من حقيبة يدها بعد أن وقفت معه أمام باب الشقة ربنا يرجعه بالسلامة يا عم حمزة .. اتفضل المفتاح اهو يارب بس يفتح معاك زمان قفل الباب صدي
ارتابت حياة من نبرة صوته القلقة وكأنه يضمر عنها شيئا ثم قالت بتركيز مشوب بالفضول لترى ماذا سيقول لها ايه هي .. قول!!
تحدث الحارس ببعض التوتر وهو يخفض عينيه إلى يده وهو يعبث بالمفتاح بين أطراف أصابعه بينما عقله يعمل سريعا محاولا التفكير في طريقة لحل هذا المأزق انتي عارفة انكو غيبتو سنين كتير و البيت اكيد مش مناسب عشان تقعدي فيه
ضحك حمزة بداخله سخرا منها ثم أعطاها مفتاح المنزل و قال محاولا إقناعها بعدم الدخول لا يا ست حياة انتي مافهمتنيش البيت متبهدل اوي
تلاشى صوتها فجأة و فرت الحروف من لسانها هاربة بسبب الصدمة التي تلقتها بمجرد ضغطها على زر الضوء الصغير الموجود بجوار الباب من الداخل.
أردفت حياة بشك مضحك وكأن عقلها ېكذب ما تراه عيناها التي اتسعت أثر صډمتها القوية عم حمزة متأكد اننا في الدور الصح و لا انت دخلتني شقة غلط!!
أجابها حمزة مؤكدا بعد أن أطلق سعال منظفا حلقه وهو يشبك يديه خلف ظهره من التوتر لا يا بنتي .. هي الشقة حتي اسم ابوكي علي الباب زي ماهو
هزت حياة رأسها في حالة إنكار بينما لم يستطع عقلها استيعاب الفوضى العارمة الموجودة أمامها قائلة بعدم تصديق عندما قفزت تلك الفكرة إلى عقلها بس دي مش شقة يا عم حمزة دا مخزن .. ايه اللي جاب الحاجات دي كلها هنا و فين عفش البيت!!
حاول حمزة تهدئتها قائلا بتلعثم احم .. استهدي بالله كدا بس يا ست حياة .. وانا هفهمك
نظرت إليه حياة بعيون جاحظة كادت أن