الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة عند جهينة الخبر اليقين

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 أو شأن ما ، وحين رجع وجد حصينا قد قتل الرجل ودماءه تسيل وديانا ، فسلّ سيفه ، وصړخ في وجه صاحبه قائلا :

– ويحك ! فتكت برجل قد تحرّمنا بطعامه وشرابه .

– فقال الحصين : اقعد يا أخا جهينة – يقصد الأخنس – ، فلهذا وشبهه خرجنا

فأكملا شربهما وكأن شيئا لم يحدث ، وتحدثا ، وحاول الحصين أن يطيل مع صاحبه الحديث حتى يجعله منبسطا ومرتاحا فيغفل عن حذره ويفتك به ، لكنه لم يعلم أن صاحبه كان أشد منه مكرا .

قال الحصين : يا أخا جهينة : هل أنت للطير زاجر ؟

يقصد علمه بحركات الطير ولغته وغير ذلك .

قال الأخنس : وما ذاك ؟

قال الحصين : ما تقول هذه العقاپ الكاسر ؟

قال الأخنس : وأين تراها ؟

قال الحصين : ها هي ذه .

فرفع رأسه إلى السماء مشيرا بأصبعه ، فما كان من الأخنس إلا أن نحره بسيفه في لمح البصر .

لنوضح أكثر هذا المشهد : حصين كان في خطته أن يسأل الأخنس عن علمه بلغة الطير ، وأراد أن يوهمه بوجود طائر يحلق في السماء حتى يتطلع إليه الأخنس ويرفع رأسه فينحره الحصين نحر الشاة .

لكن الأخنس فطن لهذه الحيلة فأوقع الحصين في حفرته التي حفرها ، ففتك به ، وأخذ كل المغانم والأموال ، وانصرف راجعا إلى قومه .

وفي طريقه صادف امرأة تبحث عن الحصين وتسأل عنه ، فقال لها : من أنت ؟

قالت : أنا صخرة امرأة الحصين .

قال : أنا قټلته .

فقالت : كذبت ، ما مثلك ېقتل مثله ، واستمرت تبحث عن زوجها ، في حين رجع الأخنس إلى قومه وهناك أنشد أبياتا منها البيت الشهير الذي صار مضرب الأمثال ، حيث قال :

وكم من ضيغم ورد هموس * أبى شبلين مسكنه العرين

علوت بياض مفرقه بعضب * فأضحى فى الفلاة له سكون

وأضحت عرسه ولها عليه * بُعيْد هدوء ليلتها رنين

وكم من فارس لا تزدريه * إذا شخصت لموقعه العيون

كصخرة إذ تسائل فى مراح * وأنمار وعلمهما ظنون

تسائل عن حصين كل ركب * وعند جهينة الخبر اليقين

فمن يك سائلا عنه فعندي * لصاحبه البيان المستب

انت في الصفحة 2 من صفحتين