قصة عند جهينة الخبر اليقين
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أو شأن ما ، وحين رجع وجد حصينا قد قتل الرجل ودماءه تسيل وديانا ، فسلّ سيفه ، وصړخ في وجه صاحبه قائلا :
– ويحك ! فتكت برجل قد تحرّمنا بطعامه وشرابه .
– فقال الحصين : اقعد يا أخا جهينة – يقصد الأخنس – ، فلهذا وشبهه خرجنا
فأكملا شربهما وكأن شيئا لم يحدث ، وتحدثا ، وحاول الحصين أن يطيل مع صاحبه الحديث حتى يجعله منبسطا ومرتاحا فيغفل عن حذره ويفتك به ، لكنه لم يعلم أن صاحبه كان أشد منه مكرا .
قال الحصين : يا أخا جهينة : هل أنت للطير زاجر ؟
يقصد علمه بحركات الطير ولغته وغير ذلك .
قال الأخنس : وما ذاك ؟
قال الحصين : ما تقول هذه العقاپ الكاسر ؟
قال الأخنس : وأين تراها ؟
قال الحصين : ها هي ذه .
فرفع رأسه إلى السماء مشيرا بأصبعه ، فما كان من الأخنس إلا أن نحره بسيفه في لمح البصر .
لنوضح أكثر هذا المشهد : حصين كان في خطته أن يسأل الأخنس عن علمه بلغة الطير ، وأراد أن يوهمه بوجود طائر يحلق في السماء حتى يتطلع إليه الأخنس ويرفع رأسه فينحره الحصين نحر الشاة .
لكن الأخنس فطن لهذه الحيلة فأوقع الحصين في حفرته التي حفرها ، ففتك به ، وأخذ كل المغانم والأموال ، وانصرف راجعا إلى قومه .
وفي طريقه صادف امرأة تبحث عن الحصين وتسأل عنه ، فقال لها : من أنت ؟
قالت : أنا صخرة امرأة الحصين .
قال : أنا قټلته .
فقالت : كذبت ، ما مثلك ېقتل مثله ، واستمرت تبحث عن زوجها ، في حين رجع الأخنس إلى قومه وهناك أنشد أبياتا منها البيت الشهير الذي صار مضرب الأمثال ، حيث قال :
وكم من ضيغم ورد هموس * أبى شبلين مسكنه العرين
علوت بياض مفرقه بعضب * فأضحى فى الفلاة له سكون
وأضحت عرسه ولها عليه * بُعيْد هدوء ليلتها رنين
وكم من فارس لا تزدريه * إذا شخصت لموقعه العيون
كصخرة إذ تسائل فى مراح * وأنمار وعلمهما ظنون
تسائل عن حصين كل ركب * وعند جهينة الخبر اليقين
فمن يك سائلا عنه فعندي * لصاحبه البيان المستب