الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

القصر

انت في الصفحة 20 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

كده

عشان حياتي تتلون تبقي غلطانة
صمت لبرهة ثم أضاف بتأكيد
أنا مش غبي أنت كنت عايزاني ألعب وتكسبي وتطلبي مني ألون جزء من حياتي عشان كسبتي كان غيرك أشطر
اقترب من الطاولة بعثر الورقات قليلا وأخذ البعض يدسه على الأرض بكل قوته همس بفحيح الأفعي موجه كلامه لها
مش شوية ورق هيطفوا الڼار اللي جوايا
جلس حمزة على مقعد مكتبه يسب نفسه ويوبخ ضميره أنه طرد حنان دون مقدمات لا يعرف ظروفها تسرع في القرار اتهمها بعدم الثقة في أي شيء بالإضافة أنها لم تقصر في عملها قط كل ما فعلته كذبه في حياتها لا تؤثر على عمله عقله مشغول لم يشعر بخطي وليد عاد إلي رشده حين هز كتفه والتقطت أذنيه صوته يقول
وبعدين بقي معاك
فرك عينيه ليعلم أين هو حول بصره في جميع الاتجاهات حتى تيقن من وجوده في المكتب قال بعدم استيعاب
في إيه
جلس وليد على الكرسي المقابل له رمقه بنظرات غير محبة لهيئته قائلا
من وقت ما هي مشيت وأنت مش طبيعي
نهض من مكانه خطو بعض حركات في المطبخ باح بما في قلبه
حاسس إن ظلمتها هي مأثرتش في شغلها عشان أمشيها وقتها قولتلها تمشي عشان كنت مصډوم مش بفكر كويس
أخذ وليد قلم عبث فيه أظهر عدم اهتمامه لما يقول وهتف
محدش قالها تكدب ولو فارقة معاك أتصل بيها
حرك رأسه بالنفي كسي ملامح وجهه بالحزن باح بالندم
ياريت ينفع بس للأسف مسحت رقمها
علم أن الجلوس والتحدث له فائدة شعر بعدم رغبة تملئ وجهه لا حبذا أن يحب هذا المكان شعر بضيق في التنفس اندفع للأمام قبل أن يتفوه
أنا ماشي يا وليد أنا مخڼوق
سار في الطريق مشتت الانتباه لمح طيف حنان تعبر الطريق أندلف خلفها تلقائيا راقب تصرفاتها كانت تخرج من محل لأخر محلات منوعة من ملابس مقاهي مطاعم ...إلخ كل مرة تخرج خيبة الأمل ظاهرة على تعبيرات وجهها لمحته تبددت ملامحها إلي الضيق هرولت في خطواتها تعتمد عدم النظر عليه فعل عكس ما فعلته اقترب منها عندما تيقن أنها شاهدته وقف أمامها قائلا
بتعملي إيه هنا
لوت شفتيها في استنكار وتشدقت بفمها
وأنت مالك
جاءت أن تتحرك عرقل طريقها ليتحدث بتأكيد
بدوري على شغل
ضړبت راحتي يدها اليمني على ظهر أليسري ثم قالت بتهكم
أكيد هصرف على أبني منين
بث سمه كالثعبان عليها لدغها بشراسة حين قال
مش هسألك أبوه فين بس كان لأزمته إيه الكدب من الأول
شعرت بغصة داخل جوفها حاولت ابتلعها المحاولة باتت بالفشل هرولت في الركوض بعيد عنه لا ترحب بالحديث معه لأول مرة كانت تراه اليد الطيبة أحيانا وأحيانا الأخرى الأمان دمر كل هذا عقلها مشتت بشدة سارت في الطريق دون انتباه بينما هو يراقبها في تحركها كأنه انتصر عليها طرد تلك الأفكار التي استوطنت عقله لفترة من الوقت وهو في مكتبه
سعت عينيه من الصدمة عندما ارتطمت بسيارة أثناء عبورها من الطريق ركض بقوة الصاروخ نحوه مر بين المارين الذين التفوا حولها خفق قلبه بقوة تلون وجهه باللون الأصفر من الفزع فوجهها ملئ بالډماء ملامحه قد تكون مخفية صاح عاليا
إسعاف بسرعة حد يتصل بالإسعاف
سمع أحد الأصوات من الواقين يقول بتعجل
مستشفي ابن سينا التخصصي قريبة من هنا أسرع من الإسعاف
لم يتردد ثانية حملها بين ذراعيه اتجه بسرعة إلي المستشفي عمل كل المطلوب من ملئ استمارة ودفع أموال وقف أمام حجرة العمليات يعتلي وجهه القلق والخۏف سمع صوت رنين هاتفه المحمول ضغط على زر الغلق متوتر بشدة ليس لديه القدرة على الحديث
كانت أوصاله ترتعد أمله الوحيد نجاتها ظل يدعو الله كثيرا حتى خرج الطبيب اقترب منه في عجلة قائلا
طمني يا دكتور
أراد الطبيب أن يعرف كل شيء عنها خاصة بعد هيئتها التي تدل على فقرها فهذا الطبيب لم يري حنان مطلقا
حضرتك جوزها
فكر في الإيجاب بالتأكيد لكنه تراجع فهو لا يعرف ماذا يريد كفي أنه دفع الأموال الأزمة فقال بنفي
لا أنا أعرفها معرفة سطحية ممكن تطمني عليها
تصنع وجهه بالعبوس واليأس وهو يتفوه بسأم
للأسف هي في غيبوبة وحالتها خطېرة
أغلق عينيه پألم واضح لعڼ وسب نفسه على ما بذر منه ثم هتف بقلق
والحل
ربت على كتفه قائلا
أدعيلها بس هو مفيش حد غيرك
أومأ رأسه بالتأكيد بحزن يتجلي تعبيرات وجهه قال بأسف
للأسف ملهاش حد
تعمقت الفكرة داخل ذهنه خفي ابتسامته وفرحته اندفع للأمام وهو يقول
عن أذنك
ولج الطبيب
أحد المكاتب قال بلهفة
جات مريضة ملهاش حد هتنفعنا حالتها مش خطېرة كسر في رجليها وأيديها وفتحة صغيرة في جبينها
ترك سنان القلم أبعد مرمي بصره عن الأوراق فظهر شعاع الأمل في مقلتيه هتف
بجد
سرد له قصة الفتاة أن ليس لها أحد يسأل عنها سوي رجل واحد يعرفها معرفة سطحية وحالتها الصحية التي تبدو على ما يرام فقال بحماس
أديها حقنة منومة بعد لما تفوق من البنج
تنفست جوهرة بسعادة بعد شعاع الأمل الذي لحق بها بعد استعدادها للذهاب مع والدها إلي الطبيب كادت أن تفتح باب الخشبي احتقن وجهها
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 38 صفحات