نسمه
افطر لقمة و انزل افتح المحل و إسلام أكيد هيفوت عليك وهو طالع..
اردفت بها مني بنبرة متوسلة..
انا هفضل قاعد له هنا لحد ما يرجع و اضربه القلم اللي ضربه لأخته قدام خطيبها و هكسر إيده كمان الفاشل اللي بيع مراته دهبها وعفش بيتها وخد الفلوس رماهم لصحابة الحرمية اللي قلبوه وضحكوا عليه وهو مشي وراهم وصدقهم و مسمعش كلمنا كلنا و أخرتها يمد إيده على بنتي في حياة عيني.. أمال لما أموت هيعمل فيكم أيه! ..
أنا وابنك انهارده يا مني يا قاټل يا مقتول..
.............................................لا إله إلا الله .....
.. بمنزل شرف الحداد..
يجلس على ركبتيه أرضا أسفل قدم والده..
أحلى صباح على أحلي أب في الدنيا كلها..
قالها وهو يقوم بوضع الجوارب بقدمه يليها الحذاء..
أردف بها نور شقيقه وهو يهرول نحوهما وجثي أرضا بجوار شقيقه الأكبر أسفل أقدام والدهما..
رفع نوح رأسه و نظر لوالده بابتسامة دافئة تطلع له شرف قليلا ثم تنقل بنظره بينه وبين شقيقه و زوجته تهاني التي تهندم له ثيابه و ابنتيه ندي التي تجلس خلفه على ركبتيها وتقوم بتمشيط شعره بحنان بالغ
ساد الصمت للحظات و كلا منهم منهمك بما يفعله بتركيز فقطع الصمت شرف و تحدث بصوت يملؤه الفخر..
أنا صحيح خسړت درعاتي الاتنين.. بس ربنا عوضني بيك يا نوح يا ابني أنت وأمك وأخواتك.. ضهري وسندي من بعد ربنا يا ولاد شرف الحداد..
الفصل الثاني..
بسم الله الرحمن الرحيم..
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون البقرة صدق الله العظيم..
شاب بأواخر العشرينات خريج كلية حاسبات ومعلومات قسم هندسة برمجيات يعمل بإحدى الشركات الخاصة
كان مثال للشاب الخلوق قبل عام واحد من الآن حتي تعرف على صحبة فاسدة سحبت قدمه نحو مشروع رأس ماله معتمد على نقود القروض
حاولت زوجته و والديه منعه بشتي الطرق من الأشتراك معهم إلا أنه أصر على موقفه قام بجميع مبلغ من الأموال كان صغير للغاية لم يفي بالغرض فقدم على قرض يسدد على خمسة سنوات يقوم بسحب أكثر من نصف راتبه كل شهر
ليصفعه القدر صڤعة داميه بفشل المشروع خسر كل ما يملك
بل و تكاثرت عليه الديون بسبب القسط الكبير الذي يخصم من راتبه كل شهر أجبره على بيع ذهب زوجته و حتي أثاث شقته الجديد قبل حتي أن يتم عام ثاني على زواجه
تاركا فراش فقط بأرضية إحدي الغرف ينام عليه بجانب زوجته وصغيره
من وقتها و تبدل حاله لأسوء ما يكون..
يا ابني اسمع كلامي و جرب البرشامة دي.. هتعملك دماغ جامدة و تنسيك كل همومك..
قالها سعد بابتسامة زائفة و هو يعطيها ل إسلام الجالس أرضا مستند بظهره على الحائط واضعا رأسه بين كفيه..
رفع إسلام رأسه ببطء و نظر له نظرة جامدة يكسوها الحزن و الحسړة نجح في أخفائهما و طرد زفرة نزقه من صدره وهو يقول..
قولتلك مليش في الزفت دا..
هب واقفا و أخرج هاتفه من جيب سرواله نظر به مكملا..
الساعه بقت سابعة يدوب أروح أغير هدومي وأطلع على الشغل..
وقف سعد هو الأخر و مد يده وضع قرصين السمۏم بجيب قميصه و غمز له مغمغما..
طيب خلي البرشمتين دول معاك.. أنت مطبق من إمبارح لو حسيت إنك بتنام على نفسك في الشغل أرفع واحده هتصحصحك أسبوعين قدام..
لم يرد عليه إسلام أكتفي برمقه بنظرة محتقرة فهو سبب ما وصل إليه بعد إلحاحه الشديد على أذنيه حتي إنصاع له و خسر كل شئ..
غادر المكان متجه نحو منزله الذي يتعمد الهروب منه دائما حتي لا يواجهه والديه و زوجته..
خاصة زوجته رقية حبيبة قلبه عشقه الوحيد والأبدي منذ ما حدث و هو لا يستطيع النظر بعينيها فكلما نظر لها يري حجم خطأه الهائل و الحزن الدائم الذي سببه لها جعل ملامحها منطفئه..
ظل يسير بخطوات مسرعة حتي وصل أمام منزله بعد عده دقائق قليله وقف أمام الباب و أخذ نفس عميق قبل أن يدلف للداخل..
صعد الدرج بتمهل حين وصل لسمعه صوت والده عبد الحميد الغاضب يتحدث قائلا..
أنا هعرف بطريقتي هو بيسهر في أنهى مصېبه كل يوم للصبح كده!..
قطع حديثه حين لمح إسلام يقف على الدرج أمامه وينظر له و ينفخ بضيق..
أهلا بالبيه اللي بيصيع على كبر بعد ما بقي أب و مسؤل عن بيت و زوجه وطفل..
كانت