نسمه
زوجته تقف خلف والده تبكي بصمت وتنظر له راسمة الأسف على محياها نظرتها هذه جعلته يطبق جفنيه پعنف وهرول بالسير نحو شقتهما وهو يقول بإقتضاب..
أنا عندي شغل و مش فاضي للخناق معاك دلوقتي..
جن حنون عبد الحميد من طريقة إبنه معه فصړخ عليه بصوت عال للغاية يدل على مدي غضبه قائلا..
أقف عندك يا بيه يا متربي و أنا بكلمك و قولي إزاي تمد إيدك اللي تنكسر على أختك الصغيرة في غيابي!..
بادلها إسلام النظرة بأخرى يملؤها الأشتياق و الألم في آن واحد..
أهدي يا عبد الحميد علشان صحتك ليجرالك حاجة.. إحنا منستغناش عنك يا أخويا..
قالتها مني زوجته و هي تربت على ظهره و تنظر له بتوسل و أعين دامعة بينما تقف آية داخل شقة والدها حاملة حمزة ابن شقيقها متمتمه بحنان ..
انتبهت لرنين هاتفها برقم يوسف خطيبها فسارت نحو غرفتها على عجل و دلفت للداخل غالقة الباب خلفها حتي لا يصل لسمعه صوت شجار والدها و شقيقها..
صباح الخير يا يوسف..
نطقت بها آية بصوت حاولت جعله طبيعيا إلا أنه خرج مرتجف به نبرة انكسار بعد تلك الصڤعة التي تلقتها أمامه ليلة أمس على يد شقيقها الوحيد..
تمتم بها يوسف ببوادر ڠضب و صمت لبرهه ثم تابع وهو يصطك على أسنانه..
أنا منمتش من إمبارح يا آية بسبب اللي عمله اخوكي فيكي قدامي..
ابتلعت آية غصة مريره بجوفها و تحدثت بتعقل قائله.. بصراحة أنا اللي غلطانة يا يوسف.. إسلام قالي قبل كده مينفعش أقبلك بلبس البيت ولا بشعري مكشوف وأنا اللي مسمعتش الكلام..
قالها يوسف بضحكة ساخرة لا تخفي غضبه المشحون..
تنهدت آية بتعب و أردفت بهدوء قائله..
ما هو علشان انت لسه خطيبي ماينفعش فعلا اقبلك بلبس البيت و لا تشوف شعري .. يعني أخويا عنده حق و خاېف عليا يا يوسف.. لما نتجوز ان شاء الله ساعتها أبقى براحتي معاك و محدش يقدر يمنعني عنك أبدا..
قالها يوسف بإصرار شديد حديثه هذا كان واضح وصريح و به نبره لا تقبل النقاش..
عايز تمنعني من اخويا الوحيد بعد الجواز!.. أنت أكيد بتهزر يا يوسف!! ..
انتفضت بفزع حين صړخ يوسف فجأه بصوت عال مغمغما..
لا مبهزرش و كلامي دا هيتنفذ بالحرف يا دكتورة.. علشان أنا معنديش استعداد ان اخوكي يجي في مرة يتجنن ويمد إيده عليكي في بيتي.. ساعتها أنا ممكن ارتكب چريمة..
ساد الصمت للحظات و تابع بأمر قبل أن يغلق بوجهها الهاتف..
الكلام مش هينفع في التليفون أنا هجيلك بكرة الجامعة بعد ما أخلص شغلي في العيادة و هاخدك نقعد نتكلم في اي مكان بعيد عن بيتكم علشان أعرفك النظام اللي هنمشي عليه في حياتنا.. سلام..
أطلقت آية آهه ملتاعة وهي تنظر لشاشة الهاتف التي تظهر صورتها برفقة خطيبها و تنقلت بنظرها للحلقة الذهبية حول أصبعها وقد حسمت أمرها بإنهاء تلك الخطبة وإعطاءه شبكته فور رؤيته و إختيار شقيقها رغم ما فعله معاها إلا أنه مازال وسيظل شقيقها الوحيد وأختيارها الأول وحدثت نفسها بأسف..
حياتك أنت لوحدك يا يوسف.. أنا مليش مكان فيها..
رفعت عينيها التي تجمعت بها العبرات للسماء و همست بصعوبة..
يارب عوض عليا عوض الصابرين و نور بصيرة أخويا و أهديه ورده لينا زي ما كان يارب..
........................................... سبحان الله ..
بمنزل شرف الحداد..
الجميع على أبهى استعداد لبداية يوم عمل جديد..
يله يا نهاد ادخلي شطبي المطبخ قوام علشان أنا واختك هنحضر حاجة الغدا قبل ما أنزل العيادة..
غمغمت بها تهاني التي تسير بجانب زوجها خلفها أولادها نوح نور نحو باب الشقة تودعهم أثناء ذهابهم للعمل كالعادة..
نظرت لزوجها و تابعت بنبرة راجية.. ما تاخدوا انهارده أجازة وتخليكم معانا يا شرف.. أنا قلقانة و قلبي مقبوض مش عارفة ليه و كمان الأرصاد قالت هيبقي في مطرة جامدة انهارده بليل..
أستندت برأسها على كتفه وتابعت بحماس..
خليكم بس معانا وأنا والبنات هنعملكم احلي محشي سخن يدفيكم والحلويات اللي بتحبوها و نجيب شوية تسالي ونسهر سوا نتفرج على فيلم حلو كده..
ياريت كان ينفع والله يا ام نوح.. بس عندنا شغل كتير جدا انهارده..
قالها نوح بابتسامة و غمز لها بشقاوة مكملا..
لو مصرة أوي ممكن نسبلك الحاج شرف أجازة انهارده بس هتتخصم من مرتبه..
اخصم المرتب كله.. فداكي يا تهاني.. قالها شرف