نسمه
بصوت متعب قائلا..
مش هيجيلي قلب أقعد أنا في الدفي و اخوكي لسه برة البيت في التلج دا يا آية..
جملته جعلت رقية الواقفة مستندة على باب شقتها اجهشت پبكاء مرير و حتي مني أيضا لم تتوقف عن البكاء خاصة حين تابع عبد الحميد بقلة حيلة قائلا..
طيب كلموه خلوه يجي بس و أنا هرضيه و أطيب خاطره على القلم اللي ادتهوله.. بس يرجع يبات في فرشته بدري مره علشان أقدر أنا أغمض عيني شوية وأنا مطمن انه نايم في فرشته..
والله عماله اتصل بيه يا عبدو أنا و أخته وبيكنسل علينا مش عايز يرد.. أردفت بها مني بأسف..
نظر عبد الحميد لزوجة إبنه و تحدث و هو يخرج زفرة نزقة من صدره..
هيرد على مراته.. اتصلي أنتي بيه يا رقية يا بنتي.. مدام البيه لا بيرد عليا ولا على أمه ولا أخته ..
حاضر يا عمي.. هكلمه..
........................................ الحمد لله .........
..إسلام..
كان بحالة لا يرثي لها بعدما تناول كمية كبيرة من الخمر و الحبوب المخدرة جعلته يتصرف بلا وعي يضحك بقوة يبكي بنحيب بآن واحد يرقص يغني ېصرخ صرخات نابعة من چرح قلبه النازف تشق سكون الليل..
تفوه بها سعد و هو يزيح من على فمه زجاجة الخمر الذي يتناولها إسلام على مرة واحده
جحظت أعين سعد و تابع بتعجب قائلا..
أنت يا متشربش خالص.. يأما تبلبع و تطينها على الأخر.. أيه عايز ټموت مننا أوفر دوس!!!..
ياريت.. همس بها إسلام من بين ضحكاته وعينيه تفيض بالدمع دون بكاء..
رقية.. عايزة تطلقي مني يا رقية.. عايزه تسبيني..
أستمع لصوت نحيبها و تأوهت بأسمه بنبرة راجية حين أدركت تعاطي شيئا قائلة..
إسلام.. تعالي البيت.. كلنا قلقانين عليك..
عايزاني اجي ليه.. أوعى تقولي إنك خاېفة عليا!..
مش هاجي و اطمني هتخلصي مني بس مش هطلقك يا رقية.. لا هخليكي أرملة.. علشان أنا مش هقدر أعيش من غيرك..
بكي بقوة و تابع بصوت يملؤه الحسړة..
أنا عايش أصلا لحد دلوقتي بيكيو عملت كل اللي عملته دا عشانك أنتي و ابننا.. كنت عايزك تكملي تعليمك و مخليش حاجة نقصاكم و أجبلك كل اللي بتحلمي بيه.. بس معرفش أن كل دا هيحصل و إني هخسر كل حاجة بسبب القرض اللي عملته.. أنتي كان عندك حق.. فلوس القروض و الربا بتخرب البيوت وبيتنا اتخرب يا رقية..
بينما تناول عبد الحميد الهاتف من يدها متمتم بجدية مصطنعه حاول بها تلطيف الأجواء..
واد يا إسلام أنت قولت ايه لمراتك زعلها أوي كده..خف نفسك و تعالي أوام علشان ترضيها..
مش هاجي يا عبد الحميد .. قالها إسلام پغضب عارم جعل الصدمة تعتلي ملامح والده حين وصل لسمعه صوته الذي يدل على أنه مخمور..
فهمس عبد الحميد بذهول.. أنت سکړان يا إسلام!!..
ملكش فيه! ..
قطع حديثه والده حين صاح بوعيد و نبرة محذرة لا تقبل الجدال..
الله في سماه لو مجتش البيت حالا لكون مبلغ عندك أنت و اللي سهران بتسكر معاهم و اخلي البوليس يلمكم في بوكس واحد..
صعق إسلام من جملة والده لتي أيقظت وحشه الكامن و بهدوء ما قبل العاصفة قال..
تبلغ عني!.. عايز تسجني يا عبد الحميد..
قدامك عشر دقايق و تكون قدامي هنا وإلا هتلاقي البوليس فوق دماغكم..
قالها عبد الحميد قبل أن يغلق الهاتف بوجهه نظر لزوجته و تحدث بدهشة قائلا..
ابنك صوته شارب يا مني!!.. إبنك اللي عمره ما شرب سجارة بيكلمني و هو سکړان و بيقولي يا عبد الحميد حاف كده.. نسي أني أبوه ..
وضع كف يده على جبهته يدلكه برفق لعله يكون بإحدى كوابيسه ويفيق منها و لكن وبكل أسف هذا واقع مرير و ابتلاء قوي أصابه بوحيده..
أخذ نفس عميق و تحدث بصرامة قائلا..
آية يله على اوضتك و أنتي يا رقية يا بنتي ادخلي شقتك..
وزع نظرته بينها وبين زوجة ابنه و تابع بأمر قائلا..
و مهما يحصل مش عايز اشوف واحده منكم لما يجي إسلام.. مش عايزكم تشوفوه و هو بالمنظر دا لحد ما نفوقه أنا و أمه..
...................................الله أكبر ....
أشتعلت أعين إسلام بنيران ڠضب حاړقة جعلت عروقه تبرز بخطۏرة و ركض بخطوات متعسرة للخارج متجه نحو منزله و