نسمه
هو يحدث نفسه بذهول قارب للجنون..
عايز تبلغ عني.. حصلت كمان عايز تسجني يا عبد الحميد ..
أخذ الطريق بأكمله يركض تحت الأمطار الغزيرة المنهمرة فوقه و لكن دموع عينيه فاقتها غزاره بعدما تأكد انه ضل طريقة و وصل لنهايته..
دقائق معدودة و كان يخطو لداخل المنزل و من ثم لشقه والده ارتمي بثقل جسده على الحائط لوهلة يلتقط أنفاسه و من ثم طرق على الباب بكلتا يديه مرددا..
..................................لا حول ولا قوة الا بالله ....
رقية..
كانت منفصلة عن العالم أجمع بعدما وقفت بين يدي الله تصلي بخشوع تناجي ربها و تدعوا لزوجها من أعماق قلبها أن يلهمه ربه الصواب
شعرت پسكينة و راحة تغزو قسماتها و إزاح همها عن قلبها بعدما أيقنت أن كل ما تمر به الآن هو إختبار لها و عزمت على أجتيازه بنجاح مهما كلف منها الأمر..
و لكن!..
صوت صرخات حماتها المرتعدة تردد بهلع قائلة..
اهربي يا آية اخوكي ھيموتنا ..
هرولت رقية نحو باب شقتها فتحته بفزع ليسقط قلبها أرضا حين لمحت أخت زوجها تركض بوهن تاركة أثار دمائها بكل خطوة تخطوها..
تفوهت بها رقية و هي تركض نحو شقة حماتهالتصعق من هول ما رأت حتي أنها كاد أن يتوقف قلبها من شدة الصدمة بل الکاړثة التي فعلها زوجها بعائلته..
إسلام.. صړخت بها رقية صړخة مدوية جعلت زوجها يسترد وعيه فور رؤيتها جحظت عينيه بهلع و هو يدرك حجم الخطأ الفادح الذي فعله بحق والديه الملقيان أرضا غارقان بدمائهما..
أنا آسف.. آسف يا رقية سامحيني ..
أنهى جملته و وجهه السکين نحو قلبه أغلق عينيه و أخذ نفس عميق و هم بطعن نفسه بكل قوته طعنه نافذة ستزهق روحه في الحال إلا أن صوت والدته أوقفه حين همست بضعف و صعوبة بالغة قائلة..
هنا استجمعت رقية شتات نفسها و ركضت نحو حماها چثت على ركبتيها أرضا جواره وضعت يدها على رقبته تتحسس نبضاته البطيئة أسفل أصابعهاو خلعت حجابها و قامت بربطه بقوه حول صدره لتمنع تدفق الډماء و من ثم سارت زحفا نحو حماتها التي تجاهد حتي لا تفقد وعيها و خلعت عنها حجابها و عقدته حول جرحها أيضا بأحكام أمام أعين زوجها المنذهلة
أتحرك حالا يا إسلام وشوف مفاتيح عربية أبوك فين وخرجها من الجراج خلينا نلحقهم.. مش هسيبك تروح مني و تدمر نفسك أكتر من كده...
..................................لا حول ولا قوة الا بالله ...
أيه اللي جابك من الطريق دا!..
أردف بها نور بتعجب و هو يسير بجوار شقيقه بسيارته بينما نوح يقود الدراجة البخارية بتراوي و حرص..
مش عارف يا نور أيه اللي جابني هنا..
قالها نوح بدهشة و هو ينظر للطريق من حوله وتابع محدثا نفسه..
زي ما أكون الطريق بيوديني لحاجة مش عارف ايه هي!..
توقف عن الحديث و عن القيادة أيضا حين وجد فتاة ظهرت من العدم و توقفت أمامه بمنتصف الطريق..
انتهي الفصل..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل الخامس..
وكان للقدر رأي أخر أو ربما رأف بقلب عبد الحميد و زوجته بعد ما فعله بهما وحيدهما رغم أن تصرفه الخاطئ و عدم احتوائه لابنه في كربه الشديد إحدي الأسباب الرئيسية لما وصل إليه..
الطريق كان خالي و مفتوح أمام إسلام الذي يقود بأعلي سرعة ممكنة يود لو يسبق الرياح أو يعود به الزمن حتي لا يرتكب فعلته هذه بحق والديه
بعدما قام بحمل والده ووالدته الغارقان بدمائهما بمنتهي الحرص تجلس بجواره زوجته حاملة صغيرهما النائم و تتحدث بحدة و قوة زائفة تخفي بها خۏفها..
إسلام اسمعني كويس علشان كلامنا يبقي واحد لما يسألونا في المستشفى مين عمل فيهم كده هنقول ھجم على البيت حرامي و أنت كنت بره و أنا كلمتك لما سمعت صړيخ آية أختك اللي جريت من الحرامي في الشارع ..
بكي إسلام عند ذكر اسم شقيقته و بحسرة يغلفها الندم همس قائلا..
آية!!.. هي فين آية يا رقية..
هنلاقيها بحول الله وقوته هنلاقيها يا إسلام.. أنت وصلنا للمستشفي و روح دور عليها و أنا هفضل مع بابا وماما على ما ترجع بيها ..
أردفت بها رقية بثقة عمياء ويقين بالله ..
خلال دقائق معدودة كان يقف أمام