كواسي
كواسي التي تنظر له بإبتسامة بريئة ليصيح الرجل مرددا بجملة ظل يعيدها مرارا و تكرارا..
أيوه أنا اللي مبخلفش و كدبت على مراتي و فهمتها أن العيب منها هي..
صدمة ذهول دهشة أصابت الجميع بينما كواسي سارت بصمت حتى غادرت المستشفى و معاها عائلتها..
فور وصولهم للمنزل تحدثت كواسي قائلة..
أنا هبات عند تيته.. نزليلي هدومي يا ماما و البطاطس المحمرة و الجبنة بطماطم اللي قولتي لأختي تعملهم لي عشان جعانة..
بكت كواسي بكاءها المزعج من جديد و هي تقول..
هو اللي قالي!! ..
هو مين يا بت! .. قالتها جدتها و والدها و والدتها بنفس واحد لتتحول ملامح كواسي بغمضة عين توقفت عن البكاء و و أصبحت جامدة كأنها تحولت لشخص أخر و تحدثت بهدوء على غير عادتها قائله..
هي مين دي اللي نسيبها! ..
ابتسمت لهم إبتسامة دبت الذعر بأوصالهم و هي تقول..
كواسي..
صاحت فجأة پغضب في وجههم..
سيبو كواسي ترتاح..
أنهت جملتها و سارت من أمامهم بخطوات متزنة نحو تلك الغرفة دلفت للداخل و أغلقت الباب خلفها و بدأت وصلة جديدة من البكاء الحاد يصل صوتها للواقفين بالخارج ينظرون لبعضهم بعدم فهم من تصرفاتها المريبة..
ساعات طويلة مرت على كواسي حتى ڠرقت في النوم لم يستطيع أحد ايقاظها و تركوها تنعم بالنوم بعد اليوم العصيب التي قضته..
شيئا ما اقلقها أثناء نومها المتعب بعد وصلة طويلة من البكاء الحاد جعلها ټغرق في ثبات عميق فتحت عينيها ببطء لترى وجهه رجل يضع رأسه على وسادتها مقابل وجهها تماما!
رفعت يدها التي بدأت ترتجف بقوة و لمست لحيته الكثيفة بحذر فشعرت بسخونة بشرته أسفل أصابعها الباردة جعلت عينيها السوداء التى تشبه سواد الليل تتسع على أخرها حاولت إيجاد صوتها بشتى الطرق إلا أنه خذلها و فقدت النطق لثوان معدودة
صباح الخير ..
اختفت ابتسامته فجأة و رمقها بنظرة حادة أمرا إيها بجملة جعلتها تشهق پصدمة حين قال ..
قومي بسرعة أدخلي الحمام .. كليتك بتستغيث بقالها ساعتين..
فتحت فمها و جاهدت لتجد الحروف فخرج صوتها أخيرا بتقطع قائلة..
رفع حاجبيه و رمقها باندهاش مغمغما..
أيه اللي بتقوليه ده!..
اعتدل بجلسته و نظر لها بتحذير مردفا..
اعدلي كلامك و اظبطي نفسك معايا بدل ما اظبطك أنا ..
ألحقونااااي.. حراااااامي..
صړخت بها و هي تقفز من فراشها و تركض تجاه باب الغرفة فتحته و وقفت تقفز مكانها مرددة بلا توقف..
يا تيته ألحقينااااي..يااالهووووي.. ألحقوني يا ناس.. حررررامي ..
نهض هو من فوق الفراش واقفا ليظهر طوله المهيب واضعا كلتا يديه داخل سرواله الجينز بهنجعية و ظل يتابعها ببرود تام يحسد عليه..
بينما هي ظلت تصرخ بصوتها كله حتى أتت جدتها و تجمع بالمنزل جميع الأهل و الأقارب و حتى الجيران..
أهدى يا بنتي.. بطلي صړيخ خرمتي ودنا و قوليلي فين الحرامي ده ..
أشارت عليه باصابعها مرددة پغضب..
ما هو واقف قدامك أهو يا تيته!!..
تطلعت الجدة حولها بتعجب و من ثم نظرت لها و اردفت بتنهيدة..
يا بنتي مافيش حد في الأوضة غيرك..
تنقلت بعينيها المنذهلة بينه و بين الجميع الذين يأكدون حديث جدتها و قد أوشكت بالفعل على فقدان صوابها لتركض تجاهه و قبضت على عنقه بكفيها و هي تصرخ مرددة بانفعال..
ما أهو.. اهووووو...مش شايفينه إزاي!!! ما أنا ماسكة في رقبته الحرامي ده أهو.. حررررامي ده و لا مش حرامي!!! ..
لا مش حرامي و هما مش شيفني و لا حد يقدر يشوفني ولا يسمعني..
مال بجسده عليها كثيرا نظرا لقصر قامتها بالنسبة له حتى أصبح وجهه