كواسي
مقابل وجهها و غمز لها مكملا..
و لا حد يقدر يمسكني غيرك أنتي بس يا.... كواسي ..
يا بنتي مالك بس فيكي أيه! .. قالتها صفيه التي جاءت راكضة بلهفة نحوها أمسكت معصم يديها مكملة بتوسل..
سيبي رقبتك يا كواسي..متقلقناش عليكي يا بنتي..
رقبتي أيه يا ماما.. أنا ماسكة رقبة الحرامي ده.. أنتو مش شايفينه إزاى بس !!!.. أنتو عايزين تجننوني ..
يا بنتي أحنا لسه هنجننك.. أنتي مچنونة لوحدك و فرجتي علينا خلق الله..بصي في المرايا كده شوفي أنتي ماسكة أيه!..
ابتعدت كواسي بعينيها عنه و التفتت ببطء نحو المرآة لتصعق حين لم تجد انعكاس صورة هذا الرجل في المرآة معاها وجدت نفسها بمفردها و الأدهي أنها قابضة بكفيها على رقبتها هي!!!
سقط فمها من هول الصدمة و همست بصوت يكاد يكون مسموع لكنه وصل بالطبع لسمعه هو..
عفريت!!!..
حرك رأسه لها بالنفي و اجابها بهنجعية تليق بوسامته كثيرا..
عبيد ..
مش عفريت..
تلاشت أنفاسها و هي تنطق إسمه لمراتها الأولى..
عبيد!!!..
يتبع
و استغفروا لعلها ساعة استجابة.
الفصل الخامس و السادس ..
كواسي..
نسمة مالك..
..بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
وقفت كواسي تتنقل بين عبيد و بين عائلتها بأعين ذائغة
الجميع بلا استثناء تأكدوا الآن أنها حقا مجنونه
صدقوني أنا مش مچنونة.. في عفريت في الأوضة معانا قالي محدش يقدر يشوفه غيري أنا بس يا ماما..
تعالت الضحكات المكتومة من الواقفين يشاهدون ما يحدث باستمتاع كما لو كانوا بأحد صالات السينما..
اممم.. عفريت ايه اللي أنتي شيفاه يا كواسي.. أنتي مش هتبطلي هزارك ده يا بت ..دمدمت بها صفية و هي تصطك على أسنانها پغضب رمقتها بنظرة متوعدة مكملة..
عادت كواسيبنظرها ل عبيدالذي أهداها ابتسامته و تحدث بصوته العذب قائلا..
خرجيهم يا كواسي..
نظرت لأهلها الذين يرمقونها بنظرات تقدح شرر لا تعلم من أين أتت تلك الإبتسامة التي زينت ملامحها الباهتة تشعر بحزن بأعماقها يفوق التحمل نظراتهم لها ټحرق قلبها عادت بنظرها ل عبيد الواقف أمامها بطوله المهيب و وابتسمت له هو الأخر فأطبق جفنيه بقوة لعلمه بمدى حزنها
أطلقت تنهيده حارة و قالت بنبرة مرتجفة تظهر ذعرها الشديد..
أنتو مش مصدقين أني شايفة عفريت!..
حالة من الفزع أصابت الواقفين فبدأو يهرولوا للخارج حتى لم يتبق سوي والدتها و والدها و جدتها تطلعوا لها بنظرات يملؤها الشفقة و من ثم تبادلوا النظرات بينهما..
البت دي ميتسكتش عليها أكتر من كده يا سيد.. لازم نلحقها و نوديها للدكتور تاني ..
همست بها صفيه بصوت خفيض لكنه وصل لسمع كواسي..
بقت ساكنة محلها تطلع لهم بملامح خالية من التعبير فقط احتشد الدمع عند المقل من دهشة الألم ..
كواسي.. نطق بها عبيد جعلها تنظر له و تابع بلهجه هادئة يبث الطمأنينة من خلالها..
مټخافيش مني.. أنا مستحيل أذيكي..
صمت لبرهة و تابع بإبتسامته الجذابة..
أنا هنا عشان أشيل عنك حزنك و وجعك..
بغمضة عين تبدلت ملامحها المذعورة لأخرى مطمئنة قليلا بعد ما قاله لها و برأسها يدور سؤال واحد
هل ما يحدث لها نتيجة حزنها الذي كف عن التطور حتى أصابها الجنون! ..
لتندهش عائلتها حين رأوها تسير بعينيها بانحاء الغرفة حتى توقفت بجوارهم تماما تحديدا بجوار جدتها حيث وقف هو عقد عبيد حاجبيه بتعجب و هو يتأمل حاجبين جدتها قائلا..
قوليلهم يخرجوا و ياخدوا جدتك و حواجبها معاهم..
بهتت ملامحها من جديد و صاحت ببوادر هذيان..
أخرجوا و خدوا تيته و حواجبها معاكوا..
أنهت جملتها و تمسكت بجدتها بكلتا يديها و حتى أنها تعلقت بها بقدميها أيضا و نظرت لها نظرة متوسلة و هي تقول..
لا لا متسبنيش أنتي يا تيته..أخرج يا بابا أنت و ماما بس خليكي معايا أنتي يا وليه يا تيته بالله عليكي..
قالت جدتها پغضب و هي تدفعها بعيدا