كواسي
من ثم لشقة جدتها بالدور الأول طرقت على الباب بخبطات متتالية و هي تهتف برجاء..
افتحي يا وليه يا تيته.. الوليه أمي هتنزل تمسكني..
عملتي أيه المرادي يا بت يا كواسي .. قالتها جدتها و هي تضحك و تفتح الباب لها لتقفز كواسي داخل الشقة و أغلقت الباب خلفها ركضت حول جدتها مرددة بتوسل..
فرقعت ال١٥٠٠ اللي كنت محوشاهم و أمي عرفت و هتنزل تعمل من وداني قطايف.. خبينااااي بسررعة يا تيته بشعر حواجبك اللي طلقاهم علينا دول..
بتتريقي على حواجبي و عايزانى اخبيكي طيب مش هخبيكي المرادي و خلي أمك تنزل تبططك زي الفطير..
اقتربت كواسي منها وقفت أمامها مرددة بتوسل..
أهون عليكي يا كواسي.. ده أنا حبيبتك اللي إسمها على إسمك..
طرقات قوية على الباب كادت أن تهدمه تليها صوت صفيه تصيح پغضب عارم يبشر بټدمير الأخضر و اليابس..
الحقينااااي يا تيتة بالله عليكي.. و رحمة جدو لتخبينااااي منهاااا.. قالتها كواسي پبكاء مصطنع دارت جدتها حول نفسها و هي تتمتم بسرها..
لمعت عينيها بفرحة و ابتسمت ابتسامة واسعة و من ثم جذبتها من يدها نحو إحدى الغرف قامت بفتحها و سحبتها خلفها لټضرب كواسي الأرض بقدميها و هي تقول..
دي أول أوضة بدور عليا فيهاااا..
اصبري يا بت.. أنا هخبيكي في مكان سري محدش يعرفه غيري أنا و جدك الله يرحمه..
انزلي يا بت هنا بسرعة..
أنزل فين يا تيته! .. أنتي هتدفنيني ولا أيه يا وليه!..
ظهر الحماس على وجه كواسي التي أظهرت هاتفها و قامت بإشعال الكشاف و دخلت عبر الباب الخشبي للغرفة السرية أسفل الأرض مرددة بانبهار..
ساعدتها جدتها على الهبوط بحذر و هي تقول..
سيبي الباب مفتوح و أنا هعدل السرير و لما أمك تطلع هبقي اشيل المرتبة و اطلعك..
قالت كواسي و هي تدور حول نفسها و تشاهد اللوحات المعلقة على جميع حوائط الغرفة بأعين منبهرة..
بس متتاخريش عليا يا تيته إلا أنا جعانة أوي..
لمحت مصباح قديم بجواره أعواد من الثقاب تهللت اسريراها حين قامت بأشعاله و وجدته مازال يعمل و بدأت تتأمل اللوحات المعلقة حولها حتى رأت لوحة وحيدة بأعلى الحائط مغطاه بالكثير من القماش و حتى الأكياس البلاستيكيةقادها فضولها نحوها و مدت يدها حاولت التقاطها إلا أن قصر قامتها لم يسعفها..
تطلعت حولها تبحث عن شيء تقف عليه محدثة نفسها..
يا ترى اشمعني اللوحة دي اللي محطوطة فوق اوي كده لوحدها و كمان مغطينها!..
وجدت مقعد متهالك فجذبته بلهفة و صعدت عليه بحرص و أخيرا وصلت للوحة لكنها لم تستطيع حملها لشدة ثقلها استجمعت كل قوتها و قامت بحملها لتصرخ بفزع حين انكسر بها المقعد و اسقطها أرضا فوقها اللوحة بالغبار الذي كان يغطيها..
يا وقعتي المهببة عليا و على الفستان الجديد اللي اتبهدل تراااب..
ظلت تسعل بقوة من رائحة الغبار المتناثر حتى هدأ و من ثم بدأت تزيل الغطاء عن اللوحة واحد تلو الأخر لتندهش حين وجدتها مرآة و العجيب إنها مازالت سليمة و لم تنكسر بعدما سقطت بها أرضا..
أزالت كواسي عنها الغبار حين رأت بعض الكلمات مكتوبة عليها بشكل دائري