نعمان ابن السلطان
هدية إليك
وبعد قليل سمع الصيحات بين الخيام فأطل برأسه ورأى الأغوال تجري وراء البدوي وترميه بالحجارة فأسرع إلى جمله وركبه وفي الطريق قلع على نخلة صغيرة من جذورها وفر بسرعة البرق محدثا كثيرا من الغبار خلفه
ولحق بالبدوي الذي قال والله ما جملك من إبلنا فقد عرفت ذلك منذ ان رأيته ثم سار معه وأراه الطريق وما هي إلا يومين حتى وصل إلى القصر فوجد أمه في أسوأ حال من القلق عليه
أجابها ليس هذا وقت اللوم فلقد أحضرت ما طلب أبي
ثم خرج من القصر ومشى قليلا حتى وجد مكانا أعجبه زرع فيه النخلة وسقاها وسمدها وفي الصباح تعجب لما وجد أنها قد كبرت
وفي اليوم الثاني ظهرت العراجين والأغصان وفي الثالث امتلأت بالتمر والرمان وجاء الناس فأكلوا ورموا النوى فنبتت بعد أيام أشجار صغيرة وقيل له أن تلك الأرض مدفون فيها ولي صالح ونمو الأشجار بتلك السرعة هو من كراماته
نخلة صار له بستان وهو الآن يطعم الفقير ويكسي المحتاج
وقد إلتف حوله الناس من البسطاء أريدك أن تجدي حلا لقټله قبل أن يعظم أمره
ففكرت وقالت الحل يا مولاي أن نرسل إليه من ېحرق القصر والبستان فإذا فعلنا ذلك ضعف شأنه وانفض الناس من حوله
ضحك السلطان وقال ما أشد خبثك والله الشيطان نفسه لا يفكر في ذلك ثم إختار عشرين من أقوى حرسه وطلب منهم تنفيذ المهمة دون أن يعلم أحد
.. قسم رئيس الحرس رجاله إلى فرقتين واحدة تقترب من القصر وتختفي وراء الأشجار والأخرى تذهب إلى البستان والخطة كان إضرام الڼار في النخيل
ولما ينتبه أهل القصر ويخرجون ټقتحم الثانية وهي الأكثر عددا البوابة وتنهب كل ما يوجد هناك من مال وأشياء ثمينة وتضع الڼار وأوصاهم پقتل الأمير نعمان لو صادفوه في طرقهم ويجب أن يتم الأمر بسرعة ودون ترك أي أثر .
وجاء نعمان ومعه الفلاحون وهم يلوحون بفؤوسهم وعصيهم فاندهش الحراس ورموا سلاحهم