من اجله عرفت التسول
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
من_أجله_تعلمت_التسول قصة قصيرة.
لم أنسه يوما. فمنذ ان طرده والدي وعيناي تبحث عنه في كل مكان. وأتبع خطواته وأتطقس اخباره أتخيله في كل إنسان.. أتحدث معه كأنه موجودا تماما. فهو توأمي ولا ارى نفسي إلا وهو بجانبي حتى بعد مرور عشر سنوات تقريبا ودون كلل او ملل في لقاه تحققت امنيتي و إلتقيت به اخيرا. ليس وجها لوجه بل من بعيد . وهذا يكفيني. المهم أنه هو بخير وحي يرزق عكس ما اخبروني به بعض الاصدقاء والمعارف.
منذ علمي انه اصبح يعمل بمزرعة للخضر والفواكه وانا ازور المكان كل يوم خلسة أختبيء خلف بعض الاشجار وانظر إليه بتمعن كيف يعمل بجهد والعرق يتصبب على جبينه قطرة خلفها قطرات وتلك الصناديق التي يحملها الواحدة تلوى الاخرى على كتفه. ويصطفها فوق بعضها البعض. لقد كبر ويليام كثيرا حقا واشتد عوده. واصبح له جسد قوي بعضلات مفتونة.. تغير ليعافر الحياة بمفرده. أظن ان الحياة قست عليه كثيرا ولا تزال ولكنه المسكين لا يزال يثابر ويتعارك معها حتى الان.
هل اساعدك بشيء يا آنسة
اثناءها إرتعبت و رفعت رأسي نحوه بسرعة راجية انه لم يكشف امري لنفس الشخص الذي انتظر قدومه منذ مدة.. وإذ به هو نفسه.
حينها اصبح كل جسدي يرتعش. ورأسي يلف بي احسست ان الارض تبتلعني على مهلها. ليتها فعلت ذلك بسرعة .وقضمتني دفعة واحدة وانهت ذلك الموقف المحرج. من الإرتباك وكثرة فرط الحركة بسبب هول اللقاء الذي طالما إنتظرته بعناء. لكي نتواجه بالاخير وكل واحد غريب عن الثاني. او بالاحرى هو من يراني مجرد فتاة غريبة. لم يرها سوى في تلك اللحظة.. ليته يدرك ان هذه الفتاة هي نفسها مادلين التي تربت معه منذ الصغر التي كانت تمشي كظله ولاتفارقه منذ ان تستيقظ. حتى تأفل شمس الارض بمغيبها. ليته يدرك انها نفس الفتاة الصغيرة التي لطالما كان يحميها ويدللها بطيبة تصرفاته معها.. ليته....
لا لست بخير انا.. اناااا جائعة.
لم اعلم حينها كيف اجيبه. فلم يأتي في ذهني سوى ان اخبره بأنني جائعة تذكرت عندما كنت صغيرة اطلب منه ذلك فيذهب على الفور للمطبخ ويأخذ منه اي شيء يسد جوعي..
طلب مني لحظتها الإنتظار دقيقة.. فذهب ورجع محملا بقفة مليئة بالفواكه على اشكالها. وبعض الخضر