الأحد 24 نوفمبر 2024

من اجله عرفت التسول

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

قدمها لي مبتسما.. كما عهدته سابقا طيبته تسبقه. لم تستأصل منه رغم فقره. فهو دائما كان عطوفا وحنونا على الفقراء الذين يحس بضعفهم وقهرهم. 
بعدها رحل بعدما طلب مني ان انتبه على نفسي. مودعة إياه بشكري له على صنع جميله معي.
رغم انه لم يدر مابيننا اي حديث. ولكن كنت طائرة بالفرحة كم سررت انني إلتقيت به مجددا. وكأنها عادت روحي للتو لجسدي من غربتها .. مع اني لدي بعض الشعور الضئيل بالحسړة على عدم تعرفه على مادلين قطته الحلوة.. أم انا التي تغيرت لهذا الحد لاصبح بشعة كالهرة الهرمة.
بعد ذلك لم يعد لي اي عمل اقوم به سوى مراقبة ويليام. حتى عائلتي لاحظت تشتتي و غيابي عن الدروس الخصوصية. و حصة الموسيقى التي احبها. اهملتها هي ايضا واهملت كل شيء احبه ومن بينهم زيارة اصدقائي المقربين.. فقررت ان اخبره الحقيقة. فلم اعد اطيق هذا الوضع.. وبينما انا ابحث عنه في المزرعة. وما إن لمحته من بعيد. حتى ركضت نحوه غير منتبهة اين ارمي بقدمي. وبينما أستعد لمناداته. فلم تنطلق من فمي بدلا اسمه سوى صړخة مدوية. سقطت على إثرها بسبب تعثري في حفرة غويصة بعض الشيء اظنها سيغرس فيها شجيرة ما. 
إنتبه ويليام وبعض العمال الذين بالمزرعة على صوت صړاخي. فركضوا جميعهم نحوي.. فكنت انا اتأوه واتنحنح كالطفلة المدللة التي لا تقوى على سقطة حنونة كهذه.. كان كل الذين إلتفوا حولي يطمئنون على حالي. إلا ويليام فعندما إستعبت ماحدث لي. رأيته واقفا متسمرا يراني بذهول وكأنه رأى عفريت.. إبتلعت لساني لحظتها. وبقيت عيوني خاشعة غارقة في عيونه التي تبادلني نفس النظرات. التي تقول اشياء كثيرة بصمت.. ياترى مالذي جعله مدهوشا هكذا لما رآني للمرة الثانية.! 
ثم إنتبه على نفسه. ومد يده كي يساعدني بالوقوف. ثم تبسم قائلا ما اقسى الجوع عندما يداهم بطن الإنسان. واردف اظن الجوع هذه المرة تملكك اكثر عن سابقه يافتاة 
حينها كنت كالساذجة انحني برأسي تاكيدا على كلامه. ونسيت انني جئت خصيصا لاخبره الحقيقة. من اكون انا.
اخذت القفة المملوءة بالخضر والفواكه التي اعطاني إياها ويليام وعدت بها ادراجي خائبة الرجى.. في الطريق تصدقت بها للمتسولين. ثم توجهت إلى منزلي. وما إن وصلت حتى اجد شخصا واقفا امام باب منزلنا يضع قبعة تكاد تغطي نصف وجهه. وأحد قدميه مرفوعة مثبتة على الحائط. 
إستغربته لما هو واقف ولم يحاول حتى ان يكلم الحارس..
هاي انت.. هل من خدمة اقدمها لك سيدي
لم يجيبني الشاب مباشرة في تلك اللحظة فمررت بجانبه غير مبالية بتصرفه الغريب. واردت ان أوكله للحارس حتى يهتم لأمره.. وبينما استعد لتجاوزه إذ به يرفع ذراعه للامام حتى يمنعني العبور من أمامه.. فكدت ان اقوم بتصرف احمق كضربه مثلا على رأسه لولا سماع

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات