من اجله عرفت التسول
قدمها لي مبتسما.. كما عهدته سابقا طيبته تسبقه. لم تستأصل منه رغم فقره. فهو دائما كان عطوفا وحنونا على الفقراء الذين يحس بضعفهم وقهرهم.
بعدها رحل بعدما طلب مني ان انتبه على نفسي. مودعة إياه بشكري له على صنع جميله معي.
رغم انه لم يدر مابيننا اي حديث. ولكن كنت طائرة بالفرحة كم سررت انني إلتقيت به مجددا. وكأنها عادت روحي للتو لجسدي من غربتها .. مع اني لدي بعض الشعور الضئيل بالحسړة على عدم تعرفه على مادلين قطته الحلوة.. أم انا التي تغيرت لهذا الحد لاصبح بشعة كالهرة الهرمة.
حينها كنت كالساذجة انحني برأسي تاكيدا على كلامه. ونسيت انني جئت خصيصا لاخبره الحقيقة. من اكون انا.
اخذت القفة المملوءة بالخضر والفواكه التي اعطاني إياها ويليام وعدت بها ادراجي خائبة الرجى.. في الطريق تصدقت بها للمتسولين. ثم توجهت إلى منزلي. وما إن وصلت حتى اجد شخصا واقفا امام باب منزلنا يضع قبعة تكاد تغطي نصف وجهه. وأحد قدميه مرفوعة مثبتة على الحائط.
هاي انت.. هل من خدمة اقدمها لك سيدي
لم يجيبني الشاب مباشرة في تلك اللحظة فمررت بجانبه غير مبالية بتصرفه الغريب. واردت ان أوكله للحارس حتى يهتم لأمره.. وبينما استعد لتجاوزه إذ به يرفع ذراعه للامام حتى يمنعني العبور من أمامه.. فكدت ان اقوم بتصرف احمق كضربه مثلا على رأسه لولا سماع