الحصان العجوز والبنت القمريه
لأحدكم أن يعرفه لو رآه في تلك الليلة صاعدا إلى بيته الفضائي مهتزا مثل عنقود ضوء غرير استقر القمر إلى موضعه المعتاد مطمئنا إلى نوم أمه الثقيل في الجهة الأخرى من الفضاء كلاهما أن شيئا ما قد تغير فيهما وقد يكونا قد شعرا ببعض الندم إلا أن السيف كان قد سبق العزل كما يقولون .
تماما رائحة البحر واختفي طعم السكر البري من صوت المرأة الطفلة بعدما سقط في قاعها حبه من ضوء القمر النحاسي ذلك الذي ظنته ذهبا في البداية.. فإن القمر المراهق قد أمسى من يومها وكما نراه أشبه برجل نزع عنه الكبر شعره الذهبي . بعد أن قل نوره وأصبح مجرد مرآه تعكس ضؤ أمه الباهر .. فمن يومها والقمر كما تراه العيون الساهرة الحالمة عيون الشعراء والفتيات على أعتاب البلوغ حزينا بلا دواء يتمنى لو تعود إليه حبات ضوئه المفقودة
أن نما الضوء في أحشاء المرأة الطفلة التي لم تعد كذلك ونمت معه كل آلامها الباردة القديمة بعدما انقطع القمر الحزين عن زيارتها مرة كل شهر دون ما سبب . وكالعادة فإن الحصان العجوز لم يستطع أن يفهم سر التكور في جسد تلك المرأة التي تنام بين قوائمه كل مساء منذ إلى سوق المدينة متعبا كعادته لكنه عاد ليلتها سريعا بعدما رفض التجار أن يعطوه ما يطلبه من حطب بالأجل وعندما اقتربت أقدامه من أبواب خيمته سمع زوجته المسكينة تصرخ الألم وتغني أنينا جديدا بصوت نحاسي ليست له رائحة البحر ولا طعم السكر البري الغامض .. صوت يثير البرودة في العرق ويبعث الحرارة في الډم .. أسرع إليها مستفهما ليرآها عندئذ غارقة في بركة ملونة بحمرة الڼار وبعض من زرقة الفضاء البعيد . وفكر المسكين أن هذا كله قد يكون من أجل الحطب الذي لم يقدر على