كيد الحسناء
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الله صل الله عليه وسلم “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب”.
فأجابت هند على رسالته :”بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صل الله عليه وسلم،
فإني لا أجري العقد إلا بشرط، فإن قلت ما الشرط ؟
أقول:أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها، ويكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح والياً”.
قاد الحجاج بن يوسف القافلة التي فيها هند، وفي تلك الأثناء أماطت الستار لترى الحجاج وضحكت كيـ.ـداً له فقال هذا البيت من الشعر فيها: “فإن تضحكي يا هند رب ليلة.. تركتك فيها تسهرين نواحا”.
وعندما انهت أبيات شعرها، قامت بإلقاء دينار على الأرض، وقالت للحجاج وقع مني درهم فأعطيني إياها، فرد عليها أنه دينار وليس درهم،
فنطرت إليه نظرة كيدية فيها الكثير من التشـ.ـفي وقالت له: “الحمد لله الذي أبدلني الدرهم دينار”.
بعد وصول القافلة التي تقل العروس الجديدة للخليفة وجهازها إلى قصر الخلافة الذي كان يقيم فيه عبد الملك بن مروان، كان قد أعد وليمة للرجال
فتعمد الحجاج على أن يتأخر عنها، لذا لم يدخل بلاط الخليفة.
وعندما لم يجده الخليفة بين الناس، سأل عنه ثم أرسل في طلبه ليشارك بالوليمة، فردّ الحجاج بقوله “ربتني أمي على أن لا آكل فضــلات الرجال”.
فهم عبد الملك ما أراده الحجاج، وبالفعل، لم يقترب من هند لعدة أيام وكان يكتفي بزيارتها، إلى أن بدأت هند تسأل في القصر عن السبب،
فوصلها ما كان بين عبد الملك وبين الحجاج.
بعدما علمت هند بالأمر، فكّرت ودبّرت حلاً له، ثم أرسلت في طلب الخليفة عبد الملك بن مروان من أجل أن تراه، وما إن دخل عليها حتى قطـ.ـعت عقداً من اللؤلؤ كانت ترتديه، ورفعت ثوبها كي تجمع حبات اللؤلؤ فيه.
فقالت: “إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك”، فقال : نعم، فقالت: ولكن شاءت حكمته ألا يثقبه إلا الغجر، فقال لها: صدقت والله، قبـ ـّح الله من لامني فيك، ودخل بها.