نرجس
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
وهي تلهج بذكر الله ثم رفعت بصرها الى السماء وقالت
اللهما لك الحمد على كل حال رضا بقضائك
ثم اغلقت عينيها وقالت أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله ..
الجمهور الغاضب الذي تابع حالات نرجس تلك تبدل حاله هو ايضا من التعصب الاعمى الى الهدوء والاعجاب بثباتها ورسوخها على مبدئها حتى اشتهرت بينهم بأسم المرأة التي حديثها القرآن
وهنا سمع الجميع صړخة عظيمة توقفوووووووووووووا
وظهر من وسط الحشد رجل يدفع كل من يعترضه حتى بلغ المنصة فألقى الحرس القبض عليه وكان ذلك عزيز الذي صړخ نحو امه والدموع تتهاطل من عينيه
أميييييي انا عزيز يا امي ردي علي يا أمييييي
رفعت نرجس رأسها وقالت عزيز ولدي العزيز لقد جئت اخيرا كنت أعرف انك ستأتي الحمد لله الذي مد في عمري حتى أراك
فنهض الوالي وأشار بتحرير عزيز فحرره الحرس فهرع الى امه ونزع عنها الاغلال ثم انكب عليها وهو بين بكاء ونحيب
أمه وبكيا معا فوضع عزيز رأسه على الارض تحت رجل أمه وقال سامحيني يا أمي لقد ألقيت بك في الغابة أنا استحق المۏت على ذلك يا لي من عاق
رفعت نرجس رأس عزيز ووضعته في حجرها وقالت
شرع عزيز بالبكاء بصوت عالي وهو كالطفل في حجر امه فتأثر الحاضرون ورقت قلوبهم وسالت دموع النساء
فتقدم الوالي الى المنصة وقال مخاطبا نرجس لقد تكلمت أخيرا .
ردت عليه نرجس لقد عاهدت الله ان لا اتكلم الا بكلامه حتى يرجع الي ولدي فتم ذلك فله الحمد .
ولكنك متهمة .
لم أرى أو أقتل ذلك الطفل وأقسم لكم بالله على ذلك
وهنا نهض عزيز وقال اسمح لي يا مولاي الوالي انها امي وانا أعرفها جيدا فهي لم تضربني في حياتي قط فكيف طفلا واذا كان ولابد من القصاص انا بدلا عنها فأنا الذي وضعتها في هذا الموقف .
قال الوالي آسف يا بني ان الامور لا تجري بهذا الشكل
وهنا قالت نرجس أسمح لي ايها الوالي لقد سمعت الحرس يتحدثون وانا في الزنزانة بان هناك أكثر من أمرأة مشتبه بها
قالت نرجس من بعد أذن الوالي أحضر تلكم النسوة واجعلهن في مكان واحد ثم أفعل ما سأقوله لك
نظر القائد الى الوالي فقال الوالي اصنع ما تقوله لك فوالله ان قلبي قد ارتاح لها ولا أظنها الا تنطق بالحق .
فوضعت النساء الاربعة في مكان واحد والحرس فوقهن وأمرن ان لا يتكلمن فيما بينهن
مرت ساعتان وهن على هذا الوضع فبدئن بالتعبير عن شعورهن بالملل وهنا حضر قائد الحرس ومعه السياف فلما شاهدنه أرعبن فقال القائد مغضبا
لماذا استدعيتموني هل وجدتم دليل
قال أحد الحرس نعم يا سيدي ان الجذع الذي عثرنا خلفه على التاسعة يعود لشجرة سنديان قوية الرائحة ولابد ان قد تشبعت بها .
وهنا قامت احدى الاربعة لا شعوريا بشم ثوبها فلمحها القائد فزعق بها فارتاعت وهلعت فصاح بها
اذن انتي الضحايا التسعة ..
فأجابت مذعورة أي تسعة يا سسسسيدي لم سوى طفل واحد فقشط .
ضحك القائد وقال نعم انه طفل واحد فقط وأنت اعترفت الان وقد انطلت عليك الحيلة فلا توجد رائحة ولا تسعة ضحاېا .
وهكذا تم القبض على الحقيقية وأودعت الحجز
اما نرجس فقد قدم لها الوالي اعتذارا رسميا بأسمه وبأسم قاضي القضاة
وتعلموا من قضية نرجس ان لا يتسرعوا في الحكم ابدا وأثنى الوالي على فطنة وذكاء نرجس الذي قادهم الى القبض على وأثنى كذلك على صبرها وتحملها وقوة ايمانها الذي أصبح حديث البلد
قال الوالي يؤسفني ما مررتي به .
ردت نرجس انا لست آسفة فكله في علم الله وما حصل قد قوى علاقة ابني بي ..
أضاف الوالي وربما ان الله قد ساقك الى هنا حتى تعثري على وتمنعي لا سمح الله سلسلة جرائم قد تحصل .
أردف القاضي ولا ننسى ان قضيتك ألهمت الكثيرين ووثقت الروابط بين العائلات وكذلك مع الله.
ثم سجدت نرجس شاكرة لله فسجد معها الجميع
النهاية