نرجس
رأس نرجس غدا ظهرا في الساحة المركزية وسط المدينة فهلل السكان فرحا بذلك الحكم فيما اودعت نرجس زنزانة ضيقة وكبلت بالسلاسل بانتظار تنفيذ الحكم ..
لكن حالها لم يتبدل عن حالها قبل القاء القبض عليها فتوضأت وصلت المكتوبة وواصلت عادتها بقراءة الذكر الحكيم حتى حل المساء فاستسلمت لسلطان النوم
اما عزيز فعندما عاد الى منزله استقبلته زوجته فرحة وقدمت له طعام الغداء وفيه ما لذ وطاب فحاول عزيز ان يطاوع زوجته لكن صدره كان منقبضا وعبثا حاول ان يروح عن نفسه الا ان تفكيره بقي منصبا على
وفي عالم الطيف شاهد عزيز نفسه وسط عالم تستعر سمائه باللهب وأرضه كالفحمة السوداء وهو يقاد من قبل شخصين عملاقين يسحلان به على تلك الارض القاسېة حتى بلغا به حافة هاوية عظيمة وأرادا القاؤه فيها وهو لا حول له ولا قوة يبكي كالطفل المغلوب على امره
على اثر ذلك استيقظ عزيز وهو يصيح أمي امي يا الهي ماذا صنعت بك
امي ليست غاضبة مني على ما صنعته بها لقد رأيت ذلك انها ما زالت تنتظرني سأذهب اليها
هل انت مچنون تذهب الى أين أسمع يا عزيز أبن نرجس اذا ذهبت اليها فوالله لن تجدني هنا عندما تعود أفهمت
لن أختار غير أمي بعد الان ولو قدموا لي الدنيا بأسرها وانت بأمكانك العودة الى أهلك لأنك طالق .
عند انتصاف ظهيرة هذا اليوم تم سوق نرجس وهي مکبلة بالاغلال الى الساحة المركزية حيث نصبت لها منصة خشبية مرتفعة عن الارض
وقفت عليها نرجس حتى تراها الجموع الغفيرة التي حضرت لرؤية عملية القصاص بالاضافة الى حضور الوالي وقاضي القضاة وقائد الحرس الذين جلسوا في المنصة الشرفية
أجلست نرجس على ركبتيها ووضعت سلة تحت رأسها ..
ثم رفع السياف حسامه ونرجس ماتزال محتفظة بهدوئها