رواية ملاك
إلتقاطها على جمب تحت
ملاك امسكت بالصوره بتعجب بردو مش فاهمه قصد حضرتك
سيف انتي عندك كام سنه
ملاك 21
سيف وف الصوره دي تقريبا عندك سنه
ملاك تنظر للصوره بتمعن
سيف التاريخ عندك بيقول إن تاريخ الألتقاط كان 1985 يعني قبل ماتتولدي بكتير
ياما انتي كبيره ومش عارفه تاريخ ميلادك
ملاك وهي تنظر للصوره بدأت تربط كلام المديره أمس على الهاتف مع المجهول بكلام سيف عن الصوره
ملاك بدأت الدموع تنهمر من عينها رغما عنها
سيف انتي كويسه
ملاك بحزن وبكاء كل الفتره دي كنت بدور على وهم وكان عندي أمل كبير اني الاقيهم دانا لفيت مصر كلها ورجلي دي ورمت من كتر المشي وانا بدور عليهم وف الآخر يطلع وهم
دخل حسام عليهم المكتب فجاه وهو يقول بفرح
نجمتنا هنا ومتقوليش بردو
ثم مد يده ليسلم على ملاك
لكن ملاك كانت تمسك بالصوره وتنظر لها وهي تبكي
حسام بتعجب نظر لسيف هو في اي مش مفروض تكون فرحانه دي صورها مغرقه المجلات
سيف وهو يلمح له شش مش وقته دلوقتي
حسام لم يفهم تلميحاته رد قائلا في اي ياجماعه ماتفهموني
حسام بذهول انسه ملاك انسه ملاك انا اسف لو دايقتك
سيف رد قائلا سبها دلوقتي الصدمه ال هي فيها كبيره واكيد محتاجه تكون لوحدها
حسام بتعجب صدمة اي ماتفهمني اي الحوار
سيف الصوره ال معاها كانت مفكره انهم اهلها وبقالها سنين بتدور عليهم وف الاخر طلعت الصوره مش لأهلها
سيف مين عالم
حسام بفخر بس اي رأيك ف ااصور ال ع المجلات مش قولتلك البنت دي هتبقى موديل وبإمتياز
سيف اه صحيح فكرتني ممكن اعرف يا استاذ حسام ياحضرة المدير التفيذي للفرع هدى دخلت الشركه هنا امبارح ازاي
حسام بإرتباك ع فكره هدى مش هتسكت البنت دي مش سهله
____________
هربت ملاك لمكان هادئ وجلست على شط البحر والصوره في يدها تنظر لها وهي تبكي
تذكرت حين كانت طفله ف العقد العاشر من عمرها
حين نادت عليها المديره قائله
ملاك تعالي انتي دايما بتسألي عن اهلك فانا كنت شايلالك حاجه لما تكبري ادهالك
تذكرت حينما اخذتها وكاد قلبها من شدة الفرح يطير
كانت تتحرك بلهفه بين صديقاتها وتخبرهم بفخر وحل ان هذه والدتها وهذا هو والدها الذي يحملها ف الصوره ويحتضنها بشده
تذكرت ركضها ف الشوارع تسأل الماره عنهم وكلها أمل انها ستجدهم
كانت تحدث نفسها قائله
اتمنى لو انني لم اعرف الحقيقه حتى لو كان مجرد وهم ع الأقل كان لدي سبب للبقاء على قيد الحياه
في كل مره كنت اشعر بالضعف انظر لتلك الصوره واشد ع نفسي لأقوى من أجل العثور عليهم
عندما يضع كل منا رأسه على وسادته يتخيل حلم ييريد تحقيقه يظل يتخيله كل يوم بنفس الصوره ونفس الكلام ولا يمل
لحظة لقائي بأهلي ذلك كان حلمي
حينما اضع رأسي اليوم على وسادتي بماذا عليا أن احلم لم يعد لدي شئ يشعرني حتى أن عليا البقاء
اشعر اني ممزقه وتائهه كل ما تمنيته من الحياه ان اعرف من انا والى من انتمي فالمرء دون مكان ينتمي اليه يشعر بالفراغ الداخلي الذي حتما يجعله يتلاشى ببطئ ليصبح سراب
لتفوق من سرحانها على صوت شاب يرفع صوته على امه قائلا
قولتلك كام مره انا مش بردان وبردو نزلتي ورايا من البيت علشان تديني الجاكيت الناس تقول عليا اي دلوقتي عيل وامه بتجري وراه
الأم يابني انا مقصدش بس انا عارفه انك هترجع متأخر والجو بيبرد باليلل وخاېفه عليك تتعب اقولك خده ومتبلسوش بس خليه معاك علشان قلبي يبقى مطمن
الشاب اخذ منها الجاكيت بضيق
يوووه انا عارف اني
مش هخلص يارتني اسافر وابعد عنكوا الواحد نفسه يحس بالحريه بقى
هاتي الزفت داه واتفضلي ارجعي ع البيت انا ماشي
رجعت الأم وملاك تراقب ملامح وجهها التي رغم تعنيف ابنها لها الا انه عندما أخذ الجاكيت فرحت جدا وكأنها اطمئنت عليه
وضعت كلتا يديها على جسدها وكأنها تحضن نفسها من نسمات البرد القارس قائله
لو يعلم كم من اليتامى ېحترق قلوبهم لرؤية امهاتهم ولو لمره واحده بالعمر لظل يقبل رجليها ليل نهار
ظلت جالسه لفتره طويله حتى جن الظلام واختلط
لا تشعر بشئ سوا اليأس والأحباط
واذا بالشاب الذي شاهدته يرفع صوته على والدته يمر عليها يبدو انه في طريق عودته للمنزل
لفت نظرها انها كان يرتدي الجاكيت ويغلقه بإحكام ويضع