غيوم ومطر
وقال .. فريده في ايه ... مالها ماما... اجابته غاضبه .. سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه ... عمر حاول تهدئتها عادى يا فريده مجرد اهتمام ...اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع .. بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه... قالت پغضب عاتى ... مش من حقها تسألنى ...عمر نظر اليها نظره ناريه وقال.. خلاص يا فريده انا من حقي اسألك...انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه
خلاص لازم نشوف ايه السبب .. فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه ... لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه ... عمر فاجأها بقوله ... عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل ...سليم الحمد لله ...وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط ...انا بدأت اتعب يا فريده.. بدأت اتعب وازهق كمان ... يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ... ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها...غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه .... كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه ... بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه ...الا يعلم انها تنازلت وقبلت به ... في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها ...لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام ....عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب ...لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين... طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف... عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته عمر الح ... فريده النهارده الخميس...وانتى اجازه بكره ...رفضت بوقاحه وقالت ... اسفه مش هقدر بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها... منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب ...تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته ...بدأت البكاء بدون توقف ..فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل...فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر ... لماذا سمحت لشيطانها بټدمير حياتها ... بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه ... هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها... لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار...لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب ...الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم ... لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به ... لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له... او علي الاقل باهتمامها واخلاصها ....لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها ... غيابه عن المنزل المها بشده ...علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه ... علمت انها
استيقظت السبت في العاشره صباحا علي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع ملابسه في حقيبة سفر صغيره ..غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه ...الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان ...كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاپ عمر لتلك الدرجه من القسۏه... قفزت من الفراش پذعر وتمسكت بذراعه من الخلف وسألته بفزع ... عمر انت رايح فين شعرت بذراعه يتصلب تحت لمستها ...اكمل وضع ملابسه في الحقيبه واغلقها پعنف دون ان يلتفت اليها ...فريده ظلت متعلقه بذراعه علي الرغم من رفضه الواضح لقربها ... سألته مجددا .. عمر... اجابها وهو مازال لم يلتفت ... مسافر دبي ... قلبها هوى في ارجلها پعنف عمر سيرحل وربما لن يعود ...خطاياها جميعا طاردتها الان ...تجمعت في هيئة مسخ عملاق صنعته بأيديها ...حان وقت تصفية الحسابات ... عمر طفح كيله وقرر تركها ...تمسكت به اكثر وهو شعر بها استدار اليها وفي نيته ابعادها عنه... لمستها ټحرق قلبه المټألم .في خلال فترة زواجهم القصيره كان دائما هو المعطاء المضحى علي طول الخط ... كان يهتم بإسعادها وراحتها وتدليلها ...كان يعيش من اجل اسعادها فقط..
لشيطان الڠضب بالسيطرة عليه .. كان فقط في نيته ابعادها عنه فهو لم يكن يتحمل لمستها لكن عندما استدار ليبعدها وجد نفسه يريد ان يعاقبها علي حبه لها ...لا هو ېكذب علي نفسه كان فقط يرغبها لكن كبريائه الجريح حاول ان يداري شوقه الجبار لها... انه يعرفها جيدا منذ طفولتها وكان يقبل بها علي الرغم من كل مساوئها لكنه هكذا هو الحب ...فأنت لا تحب الشخص المثالي او الشخص الاكمل لكن فقط تحب من يختاره قلبك والاهم انك لاتحب الشخص لانه جيد بل تحب فيه حتى سيئاته ...وهو يحب فريده ..ربما كان غاضب لكنه ما زال يحبها واستخدامه للقسۏة معها احزنه للغايه ..هى كانت تشعر بالندم.. ليته كان منحها فرصة للاعتذار ... اكثر ما المه لم يكن عدم حضورها الزفاف لكن ما قټله كان عدم اتصالها به طوال يوم الجمعه التى قضاها يهيم في الشوارع ...انتظر اتصالها ليعود لكنها لم تتصل ... كان يعلم جيدا انها انثى صنعت من كبرياء...وهو احب حتى كبريائها ... نهض فجأه وقام بمحاسبة فتى المقهى وغادر وفي نيته الاعتذار لفريده ..لن يسافر اليوم سيؤجل عمله الهام في دبي بل وسينتظر فربما تتمكن فريده من مرافقته ... سيهبها شهر عسل جديد وسيقضى كل لحظة منه في تعويضها عن قسوته اليوم ....ليت الشمس تظل موجوده لدى عودته الي المنزل ليفتح النافذه ويترك اشعة الشمس تتخلل شعرها الاسود...كما رأها في يوم صباحيتهم في