الحافله
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
قصة في الحافلة .
كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم وكانت أمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية الناس ينتظرون أرجوك تنحي جانبا.
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانبا وكأنها تنتظرني فتوقعت أنها تريد أن تشكرني إلا أنها لم تفعل بل انتظرت لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق فقالت لي بصيغة الأمر احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.
حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة معلنا بصمته الشديد أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلست هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف فرحت أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماما إلى أن التفتت إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه وطالت التفاتتها دون أن تنطق وأنا أنظر أمامي حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها فالټفت إليها.
صبري على ماذا
على قلة ذوقي. أعرف تماما بماذا كنت تفكر.
لا أظنك تعرفين وليس مهما أن تعرفي.
حسنا سأقول لك لاحقا لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.
الأمر لا يستحق لا تشغلي بالك.
عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك
هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي
وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة
لا فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به ديني.
أخرجت اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة لكنني لن أسألها عن شيء أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا