مدينة العميان
عن الثكنة .
ولما وصل أخبرهم برغبته في الإنضمام لعساكر الباي فرمقه أحدهم بطرف عينه وسخر منه وقال خذ حمارك وإنصرف فهذه ليست مهنة البدو !!! لم يرق ذلك لسعيد ورد عليه سأريك ما يفعله البدو ثم منه فوقع العسكري على الأرض فجاء رفاقه مسرعين لكن لم يقدروا عليه سمع القائد الضجة فأطل من النافذة فرأى عساكره يتعاركون مع ولد فوقف يتفرج وقد أعجبته شجاعته ثم صاح ويحكم توقفوا وقولي لي ما حدث !!! تقدم الولد وعينه متورمة وحكى له قصته فقال له آه ..تذكرتك لقد رأيتك البارحة من اليوم أنت واحد منا !!!
تختبرني يا سيدي ضحك وأجابه خمسة من عساكري لم يقدروا أن يغلبوك أليس هذا كافيا قال الولد سأرجع الآن وأخبر أبي وأمي وآتي غدا سار سعيد في طريقه والدنيا لا تسعه من الفرح وكان يضرب الحمار ليسرع ولما وصل أخبرهما ففرحا وفي الصباح أعدت الأم لإبنها جرابا بالطعام وذهب معه أبوه وسارا حتى إقتربا من المدينة فقال سعيد لأبيه أدخل معي لكن الأب تردد وأجابه ليس الآن المرة القادمة كان سعيد متحمسا ويطيع القائد في كل ما يأمره به فأعجبه وأكثر من ذلك أظهر براعته في الرماية
وحياها بأدب دون أن يرفع نظره عن الأرض وقال أجمل الأعياد لمولاتي ثم دار لكي يخرج لكنها قالت يمكنك الانضمام إلينا فالأكل كثير !!! مد سعيد يده وأخذ طبقا ملأه بالحلوى وبدأ يأكل مع الأميرة فطابت نفسها وأكلت هي أيضا .ولما إلتفت القائد شاهد صفية تضحك مع سعيد فإنزعج وهم بالذهاب إليه لكن الباي أومئ له برأسه وقال دعها ولا تفسد عليها عيدها
أحد الأيام مرضت أمه عليه فلم تره وتسمع أخباره منذ مدة طويلة فحمل له أبوه
جرابا من الطعام الذي يحبه وركب حماره إلى المدينة ولما وصل