قصه وعبرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
مر ﷺ على امرأة تبكي عند قبر وجاء في بعض روايات الحديث تبكي على صبي لها.
وهذه المرأة مر بها النبي ﷺ وهي في حال مصېبة قد فقدت صبيها وصغيرها ومعلوم منزلة الولد من قلب الوالد.
فقال لها اتقي الله واصبري فأمرها بالتقوى أولا لأن من تحقق بالتقوى فإنه يكون ممتثلا مذعنا لمطلوبات الشارع ومن فقد التقوى فإنه لا يستطيع أن يزم نفسه بزمام الطاعة فتنفلت عليه نفسه وينفرط صبره فيصدر منه من ألوان الجزع والتعدي والأقوال والأفعال غير اللائقة ما لا يخفى.
وهذا الصبر هو حبس النفس في حال المصېبة عن الجزع والتسخط والنياحة وأشباه ذلك مما لا يجوز للإنسان أن يفعله في مثل هذه الأمور المكروهة المؤلمة التي لا يخلو منها إنسان.
وليس أمام الإنسان طريق أمام المصائب سوى الصبر وإلا فإنه مهما فعل لن يسترد به فائتا ولا يمكن أن يستدرك به أمرا يطلبه وينوح على فقده فإما أن يصبر صبر المؤمنين وإما أن يسلو كما تسلو البهائم يخف أثر المصېبة عنه يوما بعد يوم ثم بعد ذلك تتلاشى فهذا أمر لا يليق بالمؤمن.