الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه وعبرة

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


إجلالا لرسول الله ﷺ أن تخاطبه بمثل هذا الخطاب.
قال فأتت باب النبي ﷺ فلم تجد عنده بوابين لكمال تواضعه ﷺ على غير عادة الملوك فإنه لا يتمكن الداخل من الدخول لوجود الحرس والبوابين على أبوابهم فوجدت باب النبي ﷺ كغيره من الأبواب ليس عليه حارس ولا بواب وكأنها كانت تظن أن بابه ﷺ لابد أن يكون محروسا فلما جاءت قالت له لم أعرفك تعتذر إليه من مقالها فقال لها إنما الصبر عند الصدمة الأولى ومراد النبي ﷺ بذلك والله أعلم أنه ﷺ أعرض عن اعتذاراها إليه لأنه ﷺ لا يطلب بحقه ولا يقف عند نفسه وإنما نبهها على أمر من مطلوبات الشارع وهو أن يكون الصبر حال وقوع المصېبة لا إذا عاد للإنسان عقله وفكره ورويته بعد ذلك فإن المصېبة لها صدمة في أولها وهذا شيء مشاهد.

وكثير من الناس يتصرفون بتصرفات لا يدرون كيف تصرفوها ويتكلمون بكلام لا يعرف الواحد كيف تكلم به بل لربما قيل لأحدهم إنك قمت تصلي وهو لا يدري عما وقع منه وقد شاهدنا شيئا من ذلك وبعضهم لربما تكلم بكلام ولطم نفسه وصاح وما إلى ذلك فإذا قيل له ذلك لم يتذكر شيئا منه ولربما إذا ذكر به استحيا وخجل وتمنى أن ذلك لم يقع منه أو أن ذلك لم يكن بحضرة فلان أو فلان مما يبين ضعفه وعجزه وهلعه وخوار نفسه ومنهم من قد يتصرف بتصرفات أخرى في حال الصدمة الأولى بعضهم لربما لا يشعر بشيء من مصيبته وإنما يشعر بها بعد مدة على عكس المتوقع يعني بعضهم يقول بأنه مسترسل في حاله وفي ضحكه بل لربما بعضهم ضحك حينما يسمع الخبر ثم بعد
ذلك يأتيه ما لا قبل له به من الحزن ولربما تأخر ذلك عنه على غير العادة.

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين