الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه وعبرة

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

مر ﷺ على امرأة تبكي عند قبر وجاء في بعض روايات الحديث تبكي على صبي لها.
وهذه المرأة مر بها النبي ﷺ وهي في حال مصېبة قد فقدت صبيها وصغيرها ومعلوم منزلة الولد من قلب الوالد.
فقال لها اتقي الله واصبري فأمرها بالتقوى أولا لأن من تحقق بالتقوى فإنه يكون ممتثلا مذعنا لمطلوبات الشارع ومن فقد التقوى فإنه لا يستطيع أن يزم نفسه بزمام الطاعة فتنفلت عليه نفسه وينفرط صبره فيصدر منه من ألوان الجزع والتعدي والأقوال والأفعال غير اللائقة ما لا يخفى.

فأمرها بالصبر وهذا هو الشاهد الذي من أجله أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث في باب الصبر.
وهذا الصبر هو حبس النفس في حال المصېبة عن الجزع والتسخط والنياحة وأشباه ذلك مما لا يجوز للإنسان أن يفعله في مثل هذه الأمور المكروهة المؤلمة التي لا يخلو منها إنسان.
وليس أمام الإنسان طريق أمام المصائب سوى الصبر وإلا فإنه مهما فعل لن يسترد به فائتا ولا يمكن أن يستدرك به أمرا يطلبه وينوح على فقده فإما أن يصبر صبر المؤمنين وإما أن يسلو كما تسلو البهائم يخف أثر المصېبة عنه يوما بعد يوم ثم بعد ذلك تتلاشى فهذا أمر لا يليق بالمؤمن.
فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصېبتي ولم تعرفه يعني ابتعد عني ولم تعرفه ﷺ وفي بعض الروايات قالت إليك عني فإنك خلو من مصېبتي ومعنى خلو من مصيبتها أنه فارغ البال فهي لم تعرفه ﷺ فتقول أنت تأمرني بالصبر ولم تذق ما ذقت قال فقيل لها إنه النبي ﷺ وجاء عند مسلم فأخذها مثل المۏت لما علمت أنه النبي ﷺ فصار ذلك أعظم من فقدها لولدها ومصابها أخذها مثل المۏت
 

انت في الصفحة 1 من صفحتين