روايه من الف ليله وليله
وطلبت منه أن يهرب بحياته..
ثم استدار الغول وقفل عائدا الى الجبل فلاحظ أن الراعي لا يزال يتبعه.. فأدرك الغول بأنه غير مضطر للقبض على الراعي.. لأن ذلك الشاب سيتبعه حتى قمة الجبل ما دامت صديقته الشابة تحت رحمة الغول..
سار الاثنان طويلا في أحراش الجبل صعودا الى قمته.. وفي الطريق قال احمد للغول وهو يسير خلفه بحذر
لم يتلق احمد جوابا فواصل بدوره الكلام
قصدت نعجتين..... بل خذ كل نعاجي إذا أردت..
لكن الغول واصل المسير ولم يكترث..
فأصيب احمد بالاحباط فأخرج مزماره وشرع بالعزف.. فالټفت إليه الغول وزعق نحوه ونهره.. فتوقف الراعي عن العزف فورا..
تلا ذلك أن التفتت بدور الى احمد وقالت وهي تبكي
رد احمد
لا تقلقي يا سلوى.. لن أتخلى عنك أبدا..
وصل الثلاثة أخيرا الى قمة الجبل.. فقالت بدور
أيها الراعي الطيب.. اسمك احمد.. أليس كذلك.. لا فائدة من البقاء معي.. أرجوك عد الى المملكة وأعثر على أمي وأخبرها بأني آسفة وأني أحبها جدا...
ثم أجهشت بالبكاء.. فقال احمد
لكن هنا.. إلتفت الغول الى احمد ثم نطق أخيرا فقال بصوت قادح
لقد فات الأوان.. لن يتمكن هذا الفتى من نزول الجبل مهما حاول.. فنحن الآن في منطقتي.. وفيها تتجلى قوتي..
اتجه الغول بعد ذلك الى أطلال قلعة قديمة منصوبة في منتصف قمة الجبل ليرتاح فيها.. تاركا الفتى والفتاة يتخبطان هنا وهناك كأنهما فأران صغيران
يحاولان العثور على مخرج من هنا فلا يجدانه..
وبعد سلسلة من المحاولات اليائسة جلس الاثنان ليستريحا تحت إحدى الأشجار وقد أنهكهما التعب..
وبينما هما يفكران بطريقة للخلاص من مأزقهما هذا إذ أخرج احمد مزماره وأخذ يعزف عليه ليريح أعصابه المتوترة.. فسكنت بدور كذلك وهدئ روعها.. فالټفت إليها الفتى وقال
هل حقا تسمعين نغمة الناي
قال
فأعيديها علي لأتأكد..
أخذت بدور تترنم باللحن الذي سمعته قبل لحظات فاستيقن الراعي بأن بدور كانت بالفعل تسمع صوت عزفه فقالت هي له
لماذا أنت مستغرب من كوني أسمع عزفك..
تردد هو قليلا ثم قال
فهذا المزمار الذي أحمله هو مزمار عجيب.. لا أحد يتمكن من العزف عليه أو سماع ألحانه سوى.......
المزمار_السحري
الجزء الثالث
قال احمد لبدور عندما أخبرتيني عند الغدير أنك تسمعين صوت عزفي أدركت حينها أنك فتاة إستثنائية.. لهذا السبب لحقت بك الى هنا ولم أتخلى عنك..
فهذا المزمار الذي أحمله هو مزمار عجيب.. لا أحد يتمكن من العزف عليه أو سماع ألحانه سوى.......
وفي تلك الأثناء.. قاطعهما الغول بظهوره المفاجئ حيث قال لهما بصوته البطيئ أنا جائع... وقد حان وقت الطعام...
لكن احمد أسرع بتقديم إحدى نعجاته للغول.. فحملها الاخير وانصرف.. فقال احمد
لقد كسبنا يوما إضافيا.. علينا بالإستفادة منه خير استفادة..
لكن مرة أخرى فقد بائت مساعيهما الحثيثة في العثور على مهرب من هنا بالفشل التام..
وأثناء الليل..
فسمعها تقول ليتني ما تركت بيتي وأمي.. وليتني رضيت بالذي خططته أمي لمستقبلي.. فهي إمرأة حكيمة.. وتعرف ما هو الأصلح لي..
قال هو لقد أردتي أن تكون لك كلمة أيضا يا سلوى.. فهذه حياتك التي تتحدثين عنها... فهوني عليك الأمر.. ولا تحملي نفسك مسؤولية ما حدث..
إلتفتت بدور الى احمد وقالت أحقا يا أحمد.. ألا تراني مخطئة في فعلتي
قال وكيف يكون مخطئا من يريد أن يقرر مصيره بيده.. والزواج أمر مصيري يا سلوى.. أفلا ترين ذلك
مسحت بدور دموعها وقالت بلى يا احمد أرى ذلك جليا الآن بفضلك.. فشكرا لك..
ابتسم الاثنان لبعضهما ثم قالت له لكن ما فائدة إدراك ذلك الآن ونحن على وشك المۏت..
قال أنا لن أدخر جهدا في البحث عن وسيلة لخروجنا من هنا يا عزيزتي سلوى فلا تقلقي..
آنذاك.. نهض هو واعتذر إليها قائلا آسف حقا يا سلوى فلقد اندفعت قليلا..
وهنا.. الټفت هو إليها وقال سلوى...
فأسرعت هي بالرد قائلة نعم يا احمد.. ماذا تريد
تلهف بدور لمخاطبة احمد فسره الاخير تفسيرا خاطئا.. فقد ظن أنها لا تزال منزعجة مما حصل.. فقال
كلا يا احمد.. انتظر..
لكنه واصل طريقه قائلا
فجلست بدور في مكانها وهي محبطة.. لأن