روايه من الف ليله وليله
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
كيف حدث ذلك..
فقال لها أيتها المچنونة.. أتدركين أنك قد ضحيتي بنفسك لأجلي وأني كنت سأخسرك
قالت ولكنني هنا الآن.. وأنت لم تفقدني بعد.. فلا أحد يخسر في رهان الحب الصادق..
أذهله وجودها على قيد الحياة فصاح من الفرحةما زلت لا أصدق عيناي... أهذه أنتي أمامي حقا
وهنا.. اقترب منهما رجل في منتصف العمر وقال
أنا هارون.. شكرا لكما على إنقاذي وتخليصي من لعنتي..
لقد برهنتما بحبكما العذري لبعضكما البعض أن الأمل لا يزال موجودا في الحياة.. ما دام الحب موجودا فيها..
وأن الخير المستخلص من ذلك الحب لهو بالفعل أعتى من كل القوى..وأنه حقا يصنع المعجزات..
أثنى هارون عليهما كثيرا وبارك حبهما ثم ودعهما وانصرف..
أمسكت الملكة أبنتها من يدها بشدة وأخذت تجرها مرغمة إياها على نزول الجبل معها.. فصارت بدور تخاطب أمها وتطلب منها أن تتمهل عليها قليلا.. لكن الملكة أوغلت في عنادها ولم تترفق بها..
فصاحت هي بلى قد سمعتك.. وأنا بانتظارك لتنفذ وعدك لي..
وهكذا.. قضت بدور في القصر عددا من الايام وهي بحالة سيئة لأنها بعيدة عن الفتى الذي تعشقه..فأضربت عن الطعام وقضت لياليها في البكاء شوقا إليه..
وفي أحد الايام.. أبلغتها أمها أن الامير شهاب قد
فنهضت بدور بعصبية وهي مصممة على إفساد الخطبة وطرد الامير..
فالذي رأته أمامها لم يكن سوى أحمد لكن بثياب الامراء!!!
اقترب منها الفتى وأمسكها من يديها وهدأ من روعها ثم قال
تسائلت هي والدمع يتطافر من عينيها لكن كيف... أنت هو.... أنت شهاب....
فوضع هو راحتيه على خديها وقال أنا الامير شهاب واحمد معا... وسأشرح لك كيف..
فقبل فترة..عندما أصر أبي على تزويجي من بدور إبنة ملكة تلك البلاد.. كنت قد رفضت في البداية.. لكنني قررت بعد ذلك أن أزور هذه المملكة بمفردي حتى أتعرف أكثر على عادات شعبها وتقاليدهم..
فأثارني الامر.. وقمت بتبديل ملابسي معه.. وكذلك استبدال فرسي مقابل نعجاته وذلك المزمار العجيب..
ثم رحت أتجول الى أن قابلتك يا عزيزتي عند الغدير..
أما لماذا لم أخبرك حتى الآن.. فلأنني أردت بالفعل أن يكون حبك لي خالصا لذاتي.. وأن لا يكون لمنصبي تأثير على نقاوة ذلك الحب..وهذا ما تحقق بالفعل..
فيالسعادتي وحسن حظي بك يا أميرتي الفاتنة..
إستغرقت بدور بالنظر إليه ثم قالت أوتعرف بما أشعر به الآن
خشي هو من ردة فعلها فشعر بالتوتر.. لكن بدور فاجئته بأن عانقته بفرح وصاحت أشعر أنني أطفو في السماء.. وأخطو برفقتك فوق السحاب..
وهكذا أسدل الستار على قصة أخرى من قصص الحب الخيالية التي صارت تروى في أروقة ذلك القصر..
وفي إحدى المرات..مد يده الى حقيبته القماشية الصغيرة فاستخرج منها مزمارا..
نظر الراعي الى ذلك المزمار مليا... ثم حك رأسه وقال بدهشة
يا لي من أخرق... فلقد أعطيت الامير المزمار الخطأ... المزمار الذي لا يسمعه سوى من يحمل دماء ملكية..
بينما احتفظت بهذا المزمار الذي رغبت في إعطائه له.. المزمار الذي يدلك على نصفك الآخر.. ويرشدك الى الحب الحقيقي..
لقد كان في حقيبتي طوال الوقت!
النهاية