قصه وعبرة
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
رواية عشبه خضراء كامله جميع الفصول بقلم احمد عماد
... يحكى في بلاد بعيدة عن سلطان كان دائما يدعو الله ليرزقه بأبناء يفرح بهم ونصحته زوجته أن يتزوج امرأة أخرى لكنه رفض لأنه يحبها وذات يوم سهر كثيرا ولم ينم إلا في الفجر فرأى في حلمه ملاكا يمد له إناءا من الذهب ولما أمسكه بين يديه فاض الماء على جوانبه
كان هناك جفاف في المملكة عانى منه الناس وانتشر فيهم الجوع والفقر لكن بمجرد أن بدأت الرضيعة في البكاء تجمعت السحب في السماء ونزل مطر غزير فامتلأت الأودية وفاضت الآبار بالماء وكل بقرة وأو نعجة ولدت ذلك اليوم توأما أما الأرض فأزهرت وصارت خضراء فهلل الشعب لمولد أميرته ولهذا سماها والزها عشبة خضراء
وكان لعشبة خضراء ثلاثة بنات عم جميلات كن يلعبن معها وقلما يفارقنها لكنهن بدأن في الغيرة منها حين زاد جمالها حتى أن من يراها يقول أنها حورية وليست إنسية
في أحد الأيام ضقن بها ذرعا و إتفقن على التخلص منها لعل أحد الذئاب أو الضباع يأكلها فيسترحن منها ويبقى الاهتمام والإعجاب لهن فقط لحسن التطواني فدعونها للخروج إلى الغابة للفسحة وجمع التوت البري وعندما وصلن قرب الأشجار قلن لها خوذي هذه السلة وإملئيها الثمار أما نحن فسنفرش حصيرة ونسخن الماء لطبخ الشاي وبعد ذلك نناديك
فشعرت بالخۏف وجلست تحت شجرة صغيرة لعل أحدا يأتي لأخذها و مر الوقت وبدأ الظلام ينزل وهنا فهمت أن بنات عمها إحتلن عليها لتضيع في الغابة وټموت
و هبت رياح شديدة فعلق شعرها الطويل بأغصان تلك الشجرة فأيقنت بالهلاك وقالت إن لم أخلص نفسي سأكون فريسة سهلة لوحوش الليل ومرت أمامها حمامة فسلمت عليها وطلبت منها أن تحل ظفيرتها مقابل
جاءت الغزالة ثم لأرنب وكل حيوان يأتي ويرى جمالها يغير منها ويتركها رغم توسلاتها
وبينما هي كذلك إذ سمعت حفيفا بين الأوراق فانكمشت على نفسها وفجأة ظهر ولدين توأم لكن منظرهما بشع فعرفت أنهما غولين صغيرين وأخذا ينظران لقلادة الودع على صدرها
فقالت سأعطيها لكما مقابل تخليص شعري
فوافقا على ذلك وصارا ينزعانه شعرة بشعرة حتى أتما ذلك ثم أخذا الودع وصنعا منها قلادتين ثم علقاهما في رقبتهما وهما يشعران بالسرور لهذه الزينة
قال لها أحدهما أنا سعفان وهذا أخي نعسان لكن بالله ماذا تفعلين وحيدة في هذا الظلام
فقصت