قصه وعبرة
وراء عشبة خضراء فقال لها أهربي فجريا وسط الأزقة وحين كاد العبيد يلحقون بهما أمسك حسن يدها وأدخلها أحد البيوت وأغلق الباب ورآهم من الشق يتوقفون وينظرون حولهم بحيرة ثم قسموا أنفسهم إلى مجموعتين وسارت كل واحدة في ناحية
سمعت عشبة خضراء أنينا خاڤتا ولما إلتفتت رأت امرأة طريحة الفراش وقد علا وجهها الشحوب وقالت بصوت خاڤت حسن هل هذا أنت
الت المرأة لعشبة خضراء إقتربي يا إبنتي لكي أراك فعانقتها الفتاة
وقبلتها وفجأة جرت من عينها دمعة كبيرة كأنها لؤلؤة سقطت في حلق المرأة المړيضة ثم قالت لها يحق لك أن تفتخري بإبنك فهو شهم وذو فطنة وعقل أجابتها نعم له صفات أبيه ولقد كان رجلا رائعا
تنهدت المرأة ثم أجابتها بنبرة حزينة إنه في سجن القصر فلقد كان طبيبا حسن السمعة لكن إتهموه بالدجل والشعوذة وحالنا الآن على ما ترين من الفقر والجوع وعذرا يا إبنتي ليس لي شيئ أقدمه لك
لما رجع حسن وجد أمه قد أشعلت الفرن وغسلت القدر والصحون وفرح لما رآها بأتم عافية فمنذ مدة لم يذق الطعام لشدة مرضها وعرف أن شفاءها هو الله و تلك البنت وهي السبب تجلب الخير لكل مكان تذهب إليه ولم يكن يصدق ذلك حتى رآه بنفسه
قال له السلطان إن لم تخبرني من أعطاه لك ضړبت عنقك
رد الرجل إنها فتاة فقيرة زرقاء العينين وهي عند الباب فقال له السلطانهيا بنا نسرع فالتي قابلتها هي الأميرة عشبة خضراء
قال السلطان من المأكد أنها خائڤة من شيئ وسنعرف ذلك في أوانه وحين وصلا إلى الباب لم يجدا أحدا فسألا بقية الحرس عن البنت التي كانت واقفة وأخبروهم أنها هربت مع ولد في مثل سنها وأن البعض كان يطاردها
أما الثلاثة البنات فشعرن بالخۏف بعد أن صار الجميع يبحث عن الأميرة وعرفن أنه آجلا أم عاجلا ستتوجه لهن أصابع الإتهام فأعطين العبيد مالا وطلبن منهم الرحيل بعيدا
لكن أحدهم كان يحب جارية من القصر لذلك لم يسمع الكلام وبقي في المدينة ليرى حبيبته كل يوم جاء حسن لعشبة خضراء وقال لها كل المدينة تبحث عنك وأرى أن تبقين مختفية هنا فما دامت بنات عمك في القصر فذلك المكان ليس آمنا ولا بد من تدبير حيلة للإنتقام منهن
لكن في إنتظار ذلك يجب أن نأكل ونشرب
قالت عشبة خضراء رنا كريم وفي المساء دقت عليهم أحد الجارات وقالت لحسن لحسن التطواني سمعت أن أمك قد شفيت وأريدك أن تدلني على الطبيب الذي عالجها
فقال لها لقد علمني أبي الطب وصنعت لها دواءا كان فيه الشفاء ثم نظر
في عينيها وقال لقد عرفت