قصه وعبرة
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
وكذلك عشبة خضراء فسيظنون أنها أختهم
ردت الصغرى ألم يكف ما حصل لنا بسببها لندعها وشأنها ثم أنسيتما أنه لولاها لكنا وسط القدر مع البطاطا والجزر
لكن الأختان ردتا عليها لن نستريح حتى ننتقم منها ومن أبيها أيضا وإلا لن نرجع للمدينة فهناك أصدقائنا وأهلنا
ولما وصلتا إلى ضيعة صديق والدها أخبرتاه أن الأغوال هاجمتهم وخطفت أختهما مريم فذهب الرجل إلى أهل القرية التي بجواره وطلب معونتهم لإنقاذ البنت المخطۏفة وقتل الأغوال التي تسكن الغابة فتجمع الصيادون وجائوا بالكلاب وقادتهم البنتان إلى المكان الذي وضعتا به المنديل
لما وصل القوم إلى دار الغولة لم يجدوا أحدا فقالت البنت الكبرى لأختها لقد كانوا ينتظرون قدومنا ويبدو أن تلك الشريره أختنا مريم أخبرتهم بما عزمنا عليه والويل لها لو قبضنا عليها
قالت
الأختين أرجوكم أختي الصغيرة في خطړ لكن الصيادين هربوا ومعهم الرجل صاحب الضيعة ونادى على الفتاتين لتتبعانه لكنهما رفضتا واختفتا وراء الأشجار
كانت الأختين تستمعان مما يقوله الغول ثم مشتا ورائه ببطئ حتى رأتا الأميرة تطل برأسها من شق وسط الصخر فالتقطت كل منهما عصا وهمتا بضړبي عشبة خضراء على
أشارت لهما الغولة بإصبعها وقالت هذا جزاءكما فلقد أعطيتكما فرصة لتبتعدا من هنا لكنكما تماديتما على الأميرة وحتى أنا وأولادي لم نسلم منكما والآن ستهيمان في الغابة حتى تأكلكما الذئاب والضباع يا لكما من إبنتين لئيمتين لا تستحقان شيئا من الرحمة
بعد قليل جاء السلطان فعانق إبنته وهنأها على سلامتها ثم نادى حسن لحسن التطواني وقال له سأزوجك إبنتي و أملأ حدائق القصر بالظباء والأرانب البرية وأبني لكما كوخا تعيشان فيه وأيضا واحدا للغولة وولديها وسأزوج سعفان من مريم ونعسان من جارية صغيرة وأضع الغولين مع حرسي
أما أمهم فسأعطيها قدرا كبيرة لتطبخ فيها طعامها وربع ثور كل يوم مؤونة لها بعد ذلك نظر لإبنته وسألها ما رأيك في هذا الحل فأنا فلن أتركك وحدك بعد اليوم و لا أضمن أن يتكرر ما جرى لك
فكرت البنت قليلا ثم قالت لا بأس يا أبي فحدائق القصر واسعة ومليئة بالأشجار
كانت الغولة أيضا موافقة فهي سترتاح من عناء الصيد كل
يوم ثم أن الرعاة صاروا أكثر عددا ويوما سيدخلون أرضهم ويحاولون ايذائهم
أرسل السلطان ينادي في الأسواق أن الاميره الخضراء ستتزوج من حسن وأن سالم الطبيب أبوه تم العفو عنه وتعيينه في القصر lehcen Tetouani
فرح كل الناس فحسن كان محبوبا بين الرعية ويوم العرس تجمع أهل المدينة في الساحات وهم يرقصون ويغنون
جاء كثير منهم لرؤية الغولين الصغيرين اللذان سيتزوجان من بناتهم لكن وسط الجموع مشت فتاتين ضريرتين تحمل كل منهما عصا تتحسس بها طريقها وكانت الناس تساعدهما وتشفق عليهما ثم سألتا إمرأةبجوارهما أن تصف لهما ما تراه
فقالت الغول سعفان مع مريم ونعسان
مع واحدة إسمها حورية أما حسن فصار من الأمراء وهو جالس قرب الاميره الخضراء
قالت أحد الفتاتين للأخرى إسمعي يا أختي قد إستطعنا الخروج من الغابة بفضل عجوز ساحرة ضمدت جراحنا وآوتنا في دارها والأن لن يشك أحد فينا وسنفسد اليوم هذا العرس وننتقم من الأميره الخضراء
ومن أختنا مريم التي باعتنا للسلطان ثم أخرجت من جيبها قارورة صغيرة لتصبها وسط الطعام لكنها ما كادت تتحرك حتى عثرت قدمها في حجر وسقطت على وجهها أما القارورة فانكسرت على الأرض وطارت قطرة منها في حلقها وحين جرى الناس إليها وجدوها قد ټوفيت
أما الثانية فهربت لكن لم تكن تعرف أن قربها ڼارا لطبخ اللحم فسقطت فيها وصح على الأختين مثل ما يقال يا حافر حفرة السوء يأتي يوم وتقع داخلها وهذا ما حصل
وعاشت الأميرة في سعادة مع زوجها حسن وسط حدائق القصر التي تحولت لجنة جميلة لكثرة الأشجار والحيوانات والطيور وحتى السلطان بنى لنفسه كوخا
وقال لا شيئ أسوأ من حياة القصور وبدأ الناس يزرعون الأشجار في الأزقة وحول بيوتهم حتى أصبح إسم تلك الأرض المملكة الخضراء ويقال أن بعضا من أناسها ضخام الأبدان وهم من أولاد نعسان وسعفان هكذا يقال والله أعلم
كانت هذه حكاية من الزمن الجميل كل واحد وكيف يحكيها يبقى نفس الإسم لكن بأحداث وتفاصيل وإضافات أخرى أتمنى أن تكونو قد استمتعتم وعشتم لحظات ذهبت بنا إلى أيام لي عشناها بطيبتها وقلوب بيضاء ونية صافية ايام البساطة والبرائة والنقاء أيام العائلة المكتملة
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم