السبت 23 نوفمبر 2024

رواية حان الوصال الفصل الثاني بقلم الكاتبه أمل نصر

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كارم ببساطة قبل ان يرتشف من عبوة المياه الغازية التي امامه غامزا بشقاوة
مفيهاش دخل يا سيدي بس هما اللي بيحلو الدنيا وبصراحة الحياة من غيرهم ملهاش معنى.
سمع منه ليقهقه بضحكة نادرا ما تصدر كنه منه معلقا
اقسم بالله انت مش معقول يا كارم
عادت عائشة في ميعادها اليومي من مدرستها لتفاجأ بزوجة عمها التي كانت تتقدمها قي دخول البناية محملة بعدد كبير من أكياس الخضروات والبقالة من لحوم واشياء اخرى لتقف وتضعهم اول الدرج وتستند هي بذراعها على الجدار تلتقط أنفاسها بلهاث لتتهكم هي من خلفها
ايه دا هما البياعين السريحة اللي احتلو الحارة وصلوا لهنا وعلى سلمنا كمان
استدارت لها درية بغيظ سائلة بعدم فهم
بياعين مين يا بت
شهقت عائشة بتمثيل ساخر
معقووول طنط دررية اسفة يا طنط بس انا افتكرتك واحدة بياعة من اللي بيسرحوا بالخضار وجاية تشوف رزقها عندنا .
برقت عيني المرأة بعدم تصديق مرددة
انا بياعة يا منيلة ايه يا ختي حصل حاجة في نظرك ولا ايه
لا والله يا طنط انا نظري ما شاء الله ستة على ستة بس الكياس الكتييرة اوي دي اللي سادة عتبة السلم تخلي اي حد في مكاني يظن كدة .
قالتها عائشة مؤدية الكلمات بيداها المفتوحتين في الهواء وعيناها التي وسعتها نحوهم بقصد حتى جعلت درية تتمتم پخوف من الحسد
خمسة وخميسة الله اكبر في عينك مش تخلي بالك يا بت من كلامك 
شعرت عائشة بداخلها بالانتشاء لرؤية الزعر الذي ارتسم على ملامح درية فواصلت تزيد عليها
وانا جيبت حاجة من عندي يا طنط ما انتي اللي سادة المجال قدامي بالخضار بتاعك وكياس البقالة والفراخ.... وانا راجعة من مدرستي وعايزة اطلع بيتنا اريح اعملها ازاي دلوقتي بقى اطير فوقهم يعنى اطيرر.
كزت درية على أسنانها بغيظ شديد لتدنو وترفع اشيائها ثم تفسح لها الطريق قائلة
اتفضلي يا ست البرنسيسة اديني شيلت الكياس كلها اطلعي على بيتكم بقى وريحي على كيفك
تحركت على الفور تتبسم لها بوداعة كأنها لم تكن على وشك ان تجلطها منذ لحظات. 
شكرا يا طنط.
شكرا يا طنط 
رددت بها درية من خلفها بدماء تغلي برأسها بسبب هذه الملعۏنة الصغيرة ولكنها تمالكت سريعا لتدعوها بابتسامة مزيفة تريد كسب ودها كي تساعدها
طب وانتي طالعة كدة وهتسبقيني ممكن يا عيوشة يا قمورة تاخدي بس في ايدك كيس البقالة ده تخففي عن مراتك عمك شوية.
الټفت برأسها لها بعد صعود درجتين من السلم تطالعها بفاه مفتوح قبل ان يخرج ردها الازع
بقى يا طنط عايزاني انا يا عيلة يا صغيرة اشيل واحمل على دراعي الضعيف الكيس اللي يوزن عشرة كيلو ده.
للمرة الثانية تثير زعرها وتعبر عنه درية هذه المرة بندمها
يا نهاار اسود يا رتني ما قولتلك اطلعي يا بت اطلعي مش عايزة حاجة منك بسم الله الحافظ منك ومن لسانك.
اهدتها ابتسامة رائقة لتنصاع منفذة الأمر بطاعة في الصعود امامها
براحتك يا طنط
بمفتاحها الخاص فتحت درية باب المنزل لتلج داخله تضع الاشياء التي تحملها اعلى الطاولة التي توسطت الردهة منادية باسم ابنتها والأخرى زوجة ابنها الأكبر 
. بت يا سامية بت يا اسراء واحدة فيكم تيجي هنا تشوف انا جيبت ايه للغدا
استمرت في النداء حتى خرجت لها اسراء من المطبخ تجفف يداها بالمنشفة الصغيرة
انا هنا يا خالتي معلش كنت بغسل المواعين 
ماشي يا اختي تعالي خدي كيس اللحمة ده اسلقيه ع الڼار وشوفي هتطبخيلنا ايه عندك

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات