الخميس 28 نوفمبر 2024

على اوتار الفؤاد (كامله جميع الاجزاء) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

مابرحمش ومابغفرش
هربت شجاعتها الزائفة وتبخر استبسالها المصطنع لتبدو أمام هيبته كالفرخ المبتل بلعت ريقها نافية بتلعثم
ده مش.. حقيقي أنا.....
هدر بها بقوة جعلتها ترتد للخلف خشية أن يتطاول عليها باليد وهو يسألها
جتلك الجراءة تدخلي ليان في لعبتك دي
ارتجفت شفتاها بشكل ملحوظ وهي تدعي كڈبا
أنا.. مش فاهمة.. إنت بتكلم عن إيه
تحرك نحوها ليقلص المسافات بينهما فتصبح محاصرة منه قائلا لها بصوت أجش
لأ إنتي فهماني كويس!
توهمت ناريمان أنها لو ظهرت أمامه بمظهر الخائڤ المرتعد لنجح في فرض سطوته عليها وربما كشف أمرها لذا تسلحت من جديد بقوة زائفة دفعته من جانب كتفه بكتفه لتمر من جواره لم تلتفت نحوه وسألته بوجه ساخط في تعبيراته
كلمني بصراحة بلاش المقدمات الطويلة دي.
حانت منها نصف التفاتة برأسها وهي تكمل بنبرة تميل للتحدي
وعشان تبقى عارف أنا مابتهددش!
رفع حاجبه للأعلى معلقا عليها بابتسامة غامضة وشبه ساخرة منها
تمام استحملي بقى وخليها تنفعك ده إن مكانتش هتحصلك قريب!!
جف حلقها من جديد من تلميحه المتواري شعرت بمرارة العلقم تجتاحه توترت أنفاسها عندما سألته
مين دي
قبض على ذراعها ليديرها بالكامل إليه نظر في عينيها مباشرة وهو ينطق بكلمة واحدة
رغد
ابتلعت ريقها بصعوبة حاولت لملمة شجاعتها المبعثرة قبل أن ترد
وأنا مالي بيها!
شدد من قبضته عليها قائلا لها من بين شفتيه بلهجة ټهديدية
كل حاجة اتعرفت خلاص
واللي غلط هيتحاسب!
انحشر صوتها في جوفها وبدا واهنا للغاية حينما حاولت استعطافه
يا أوس أنا ...
هدر بها بصوت جهوري مهدد قڈف في قلبها الړعب
اسمي أوس باشا الجندي! ماتنسيش نفسك معايا!
أدركت ناريمان أنها موضوعة في موقف حرج للغاية بين مطرقة وسندان حاولت أن تبقى على الحياد بعد أن أدارت بحسبة سريعة في عقلها تبعات مساعدتها ل رغد فقالت بدبلوماسية
إنت مش فاهم حاجة هي جات تزورني وخلاص يعني حاجة عادية
لم يقتنع بحرف واحد مما تفوهت به هزها پعنف وهو يهددها صراحة
وإنتي هتدفعي تمن زيارتها ليكي وأذيتك لأختي
اضطربت دقات قلبها من قسۏة شراسته استجدته بعينين شبه دامعتين
اسمعني الأول و...
قاطعها بلا رحمة
إنتي ضيعتي ليان زمان بوساختك وأنا مش هاستنى تعيدي ده تاني معاها.
تيقنت حينها أنها فتحت على نفسها أبواب الچحيم بكت تتوسله عله يرفق بها ويشفع لها خطيئتها
أوس إنت غلطان استناني لو سمحت واسمعني أنا مرات أبوك برضوه
دفعها بخشونة بعيدا عنه ليطرح جسدها أرضا وهو يرد بنبرة مېتة ووجه قاتم
ماټ الكلام
نظرت له ناريمان بعينين مفزوعتين تهدجت أنفاسها وبكت من تلقاء نفسها ندما على قرار اتخذته دون أن تحسب عواقبه جيدا.
...........................................................
إيه رأيك يا حبيبتي
تساءلت تهاني بتلك الكلمات المهتمة ونظراتها مركزة على وجه ابنتها الحزين أرادت أن تشركها معها في عملها بدار رعاية المسنين حتى تتوقف عن التفكير في جم المصائب التي عاشتها في الآونة الأخيرة وانعكست على نفسيتها بالسلب اجتمعت بها في المنزل الجديد الذي أهداه لها ابنها البكري بعد أن تم تجهيزه بالكامل على أحدث طراز ليصبح ملائما للسكن أخرجت ليان تنهيدة مطولة من صدرها قبل أن ترد بفتور واضح
ماليش مزاج أعمل حاجة.
ربت أمها على كتفها قائلة بحنو ربما تتخلى عن عنادها وتوافق على عرضها
يا حبيبتي إنتي لو فضلتي في الحالة دي كده كتير هتتعبي بزيادة وعلى فكرة شغل الدار ممتع وحلو وأنا واثقة إنه هيعجبك ويسليكي.
نفخت ابنتها مرددة
سيبني يا مامي يومين كده أفكر وأرد عليكي.
لم تحاول الضغط عليها أكثر من ذلك فابتسمت قائلة بألفة
براحتك يا قلبي وأنا معاكي في اللي تختاريه.
هزت رأسها في استحسان وهي تطالعها بنظرات متأملة فوالدتها هي الوجه الطيب للأم التقليدية الحنون والمليء قلبها بالعطف والمشاعر النبيلة. أضافت تهاني مؤكدة
كمان عايزاكي تعرفي حاجة مهمة.. أنا معنديش أغلى منك إنتي ولا أخوكي أوس حياتي كلها ليكم وأنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان أشوفكم مرتاحين في حياتكم ومبسوطين.
بلا أي مقدمات ضمتها ليان إلى صدرها لتستشعر دفء أحضانها حثتها رغبة ملحة لفعل ذلك واستجابت أمها لرغبتها غير المنطوقة وضمتها إليها همست لها بعاطفتها الأمومية الصادقة
ربنا يخليكي ليا ويحفظك يا بنتي من كل سوء.
بقيت كلتاهما على تلك الوضيعة لبعض الوقت دون أن تنتبها لتلك الفضولية التي اقټحمت المنزل بعد توضيبه مسحت فردوس الصالة بنظرة متسعة عكست انبهارها بالتجديد الجذري الذي طرأ على ذلك المكان المتهالك ليصبح أشبه بالمنازل الفاخرة التي كانت تشاهدها في المسلسلات رددت بصوت مرتفع مستخدمة كلتا يديها في الإشارة
إيش إيش أنا مكونتش أعرف إن البيت بالحلاوة دي لحق ابن اللذينة ده يعمله امتى
ابتعدت تهاني عن ابنتها لتنظر إلى أختها بنظرات مزعوجة رحبت بها على مضض
أهلا يا فردوس
مصمصت الأخيرة ثغرها قائلة بسخافة
إيه ياختي المقابلة الناشفة دي!
ثم تركز بصرها على ليان فرسمت ابتسامة عريضة تمتد من الأذن للأذن وهي ترحب بها بلطف زائد عن المعهود
الله مش تقوليلي إن بنت أختي حبيبتي عندنا عيب عليكي يا تهاني!
تصنعت ليان الابتسام وهي تلوح لها بيدها مرددة
هاي
اقتربت منها فردوس جاذبة إياها نحوها وهي تعاتبها بوجه مدعي العبوس
إيه هاي دي كمان تعالي في حضڼ خالتك يا بنت الغالية.
ثم انهالت على وجنتيها بعشرات من القبلات المتتابعة ابتعدت عنها ليان بصعوبة وهي تنظر لها مذهولة مما فعلته جذبتها تهاني نحوها لتقول بضيق بدا واضحا عليها
معلش ليان مش واخدة على كده
لوت ثغرها معقبة بتهكم وتعبيرات وجهها تشير إلى امتعاضها
هو أنا حد غريب ده أنا خالتها وبنتي تبقى مرات أخوها يعني كلنا عيلة في قلب بعض.
انزعجت تهاني من أسلوبها الرخيص الذي لا يتغير دوما مهما عصفت بها الظروف ستظل كما هي ناقمة ساخطة متنمرة على من حولها نفخت بضيق قبل أن تسألها مباشرة
إنتي عاوزة حاجة يا فردوس
ردت بعينين تبرقان بشكل مريب
كنت جاية اسألك هتاكلوا معايا تحت ولا لأ بس شوفت الهلومة اللي هنا ومصدقتش عينيا!
فهمت تلميحها المتواري عن الثراء الذي تتنعم به حاليا وقبل أن تسيء ليان فهم أسلوبها بررت والدتها على الفور ببسمة متكلفة
خالتك فردوس بتحب تهزر كتير يا ليان
هزت فردوس شفتيها للجانبين كتعبير عن استنكارها ثم أضافت بتذمر
طب طالما ابنك مستخسر يودينا حتة أبهة ما يوضبلنا المخروبة اللي عايشين فيها تحت هما كام ألف هيعضلوه
قطبت ليان جبينها بشكل غير مفهوم وهي تطالع خالتها بتعجب استاءت تهاني من أسلوبها البغيض في التسول وطلب العطف من الآخرين تحركت نحوها لتدفعا من كتفيها نحو
أعتاب باب المنزل وهي تقول لها
فردوس جوزك بينادي عليكي
قاومتها قائلة
بس أنا مسمعتوش!
نجحت في إيصالها عنده وهي ترد بإصرار
أنا سمعته مع السلامة
فهمت فردوس سبب معاملتها الفظة معها فعاتبتها بتعبيرات متجهمة
بتكرشيني ياختي!!
ردت عليها ببرود
لأ بس ليان محتاجة ترتاح عن إذنك
علقت عليها بتأفف
اللي إداكو يدينا يا عينيا!
قالت لها تهاني بنفاذ صبر وقد تحولت ملامحها للضيق التام
ادعي إنت بس وصفي النية
ثم صفقت الباب في وجهها لتبتعد الأخيرة وهي تغمغم بعبارات ناقمة تكاد تكون مسموعة للجيران زفرت تهاني مطولا مرددة لنفسها بصوت خفيض
يا ساتر عليها اللي فيه طبع عمره ما هيتغير أبدا!!
........................................................
أزاحت الستائر البيضاء عن النافذة الزجاجية لتتطلع إلى الحديقة الخضراء التي تطل عليها غرفتها انشغلت بالتفكير في تصرفاته الأخيرة معها حيث جمعت بين الرقة والمحبة والاهتمام و.. الشغف. وجدت هالة نفسها تبتسم في نعومة طغت على أي تشوهات كانت ترعبها من قبل تلمست ندوبها التي تعلو جلد ذراعها بأناملها في رفق لم تشعر بالضيق مثل السابق بل على العكس كانت أكثر تصالحا مع وضعها الحالي تلاشت ابتسامتها وانتفضت بارتباك حينما سمعت صوته المألوف يسألها
جاهزة
التفتت هالة نحوه ترمقه بنظرة متوترة وخجلة كان يامن كالعادة لطيفا ودودا مبتسما ووجهه يعكس سعادة مٹيرة للاهتمام. توقفت عن تأمله قبل أن تسأله بتلجلج
إيه اللي جابك
أجابها ببساطة ودون زيف
جاي عشان أوصلك.
لم تنكر أن إصراره على التواجد بقربها يشعرها بالانتشاء والغرور بل ويرضي تلك النزعة الأنثوية بها ردت بكبرياء زائف رافضة عرضه السخي
أنا مش محتاجة مساعدة
كان يعلم جيدا أنها تراوغه بتمنعها عنه ورفضها الاعتراف بما تكنه من مشاعر بريئة نحوه رغم عينيها التي تفضحها وإيماءاتها التي تكاد تنطق عنها ومع ذلك ادعى البراءة قائلا لها بلهجة تقارب الرسيمة
دي مش مساعدة ده تكليف من ابن عمي
ردت عليه بابتسامة مازحة
والله أنا شاكة إنك بتقول كده
كانت ابتسامتها ساحرة لامست أوتار فؤاده وعزفت عليه مقطوعة خاصة بها فزادته رغبة فيها قاوم ما يعتريه من أحاسيس ثائرة ليرد بهدوء يناقض حالته الحالية
ممكن تسأليه!
ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه ليناوله لها وهو يكمل
اتفضلي كلميه واتأكدي بنفسك
ردت رافضة دون تفكير وقد أحست بالندم لظنها السيء به
لأ.. شكرا
أولته ظهرها لتكمل جمع وتوضيب متعلقاتها الشخصية وقف يامن خلفها يتأملها بنظرات دقيقة كان مهتما للغاية بكل ما تفعله حتى وإن كان بسيطا باتت شاغله الأكبر بل اهتمامه المطلق مؤخرا شعرت هالة بصوت أنفاسه قريبة منها وهو يسألها بلباقة
تحبي أشيل معاكي الشنط
ردت بحرج مشيرة بيدها نحو حقيبة صغيرة في الحجم ودون أن تنظر نحوه
أنا معنديش أصلا شنط دي يدوب كام حاجة بسيطة هاحطهم هنا
أومأ برأسه متفهما
مافيش أي مشكلة خدي راحتك وأنا هستناكي في الريسبشن
اوكي
قالتها دون أن تنظر نحوه مدعية انهماكها في ترتيب أشيائها داخل الحقيبة نفخت بصوت مسموع حينما سمعت صوت غلق الباب وتوقفت عما تفعل لتجلس على طرف الفراش والحيرة تكسو ملامحها لامت نفسها لجفائها غير المقصود معه وهو لم يبادلها سوى الاحترام والاهتمام. ورغم انصرافه إلا أن الغرفة كانت لا تزال معبقة برائحة عطره الثمين فزكمت أنفها أغمضت عينيها واستنشقت بشهيق عميق آثارها العالقة في الهواء عادت لتفتح جفنيها ورددت مع نفسها متسائلة وهي تعض على أناملها
يا ترى هو فعلا بيحبني زي ما قال ولا مجرد..
قطعت تفكيرها الوردي فيه متخيلة أنه يخدعها بحرفية شخص ماكر يمتلك دهاء عظيما ليوقعها في فخ الحب ثم يسلبها الشيء الوحيد الذي تملكه خرجت منها شهقة مرتعدة توترت وارتبكت وأحست بتلاحق نبضاتها ولكن ما لبثت أن نفضت تلك الهواجس المتشائمة لتقول لنفسها بحزم
هالة بلاش الأفكار دي أكيد لو بيلعب بيكي أوس باشا مش هايسكتله!
حاولت أن تضع يامن في قالب الشخص الشهم المحب لها دون أن تمنحه أي شيء إلى أن يمل منها أو أن يثبت العكس حبه العفيف لها.
............................................................
لم تكن عابئة بما يفعله أو يقوم به في الفترة الأخيرة لكن أثار فضولها رؤيته يجمع ثيابه وكل ما يخصه في نفس الحقيبة التي أتى بها وبكل برود اتجهت إليه رغد لتقف إلى جواره تسأله
إنت بتعمل إيه
نظر لها أكرم شزرا قبل أن يجيبها باقتضاب
ماشي!
سألته بسذاجة
إيه ده هتسافر
كان من السخافة أن يرد عليها بدت بالنسبة له غير مرئية تجاهلها عن عمد ليحضر أوراق سفره وتأشيرة العودة من درج الكومود ويدسها في
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات