الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الهوي

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

ابنى بس سلمى بقيت كرت محروق وبشخطة واحدة من جلال كانت هترجع كل حاجة ليه ومش بعيد تفضحنى ده غير ابوها طبعا مكنش هيسكت
التفتت الى اميرة والتى اسرعت باخفاء مشاعرها سريعا وقدرية
تقول بحزم
وبعدين مانتى بنت اخويا برضه واولى من الغريبة مش كده ولا ايه يابت
اميرة بابتسامة ملتوية صفراء تخفى ورائها نوايا سوداء كقلبها 
طبعا ياعمتى هو كنت اطول اتجوز كبير عيلة الصاوى ده حاجة ولا كانت حتى فى الاحلام
صړخت بداخلها پألم اكان يستحق منه الامر كل هذا التخطيط وتعريضها لتلك المعاناة من اجل ارض لو كان طلبها منها بنفسه ما ترددت ثانية ان تعطيه اياها خاصا بعد ما رأته منه من حنان ومراعاة فى فترة مرضها
ولكن اااااه والف ااااه فقد كان كل هذا تمثيل وتخطيط منه لها لم يشعر اتجاهها ولو بذرة واحدة من الحب قد رفعها للسموات السبع ثم خسف بها الى اسفل السافلين ينهيها ويعتصر قلبها دون رحمة او شفقة حين خيرها مابين زواجه من اخرى او رجوع حقها لها 
اڼفجرت الدموع تشهق معها بصوت مټألم بشدة ترمى ما بيدها ارضا ث صاړخة دون صوت يريحها تتسائل ماذا كان ينتظر منها اكان ينتظر رفضها فتلفظ كرامتها امام الجميع وهم يروا يأسها للاحتفاظ به اكان يتوقع ان تنحنى على اقدامها خوفا من ان تسرقه واحدة اخرى غيرها
اخذت تدور الاسئلة بداخلها كداومة سوداء تبتلعها حتى انتهى بها الامر تسأل سؤال لم تستطيع الفكاك منه
هل ما فعلته هو الصواب اكان تصرفها هو الصحيح فى ماحدث اكان يستحق الامر ان تحتمل كل هذه الالام حين تخلت عنه لاخرى غيرها
ظلت مكانها ترتمى ارضا لوقت غير معلوم حتى قررت استجماع شتات نفسها تنهض واقفة باقدام مرتعشة تستأنف عملها السابق بوجه شاحب وعيون شديدة الاحمرار وحركات هامدة حتى سمعت صوت فتح الباب لتسرع برسم اللامبالاة فوق ملامحها تتجاهل تقدمه البطيئ للداخل حتى توقفت خطواته امامها تماما يسود الصمت التام شعرت خلاله بتحديقه الثابت بها وهو يتابع حركاتها ليصدح صوته الحاد بعدها صارخا بها
اقدر اعرف ايه اللى بتعمليه ده 
لما اكلمك تردى عليا اياك تتجاهلينى مرة تانية
حدقت به بخيبة امل ترتفع ابتسامة ساخرة مريرة هامسة 
اهلا بجلال بيه الحقيقى طالت الغيبة والله
تحركت عضلة بجانب فكه كانت الدليل الوحيد على تأثره بحديثها تومض تعبيرات وجهه بشيئ لم تستطيع تفسير اختفى سريعا ترتفع ستار البرودة فوق
وجهه هامسا هو الاخر 
بالظبط جلال القديم ظهر ماهى واحدة زيك مستهلش غيره وعلشان كده تردى عليا من غير كلام كتير
ليله وعيونها تنطق بالتحدى 
راجعة بيت اهلى استحالة اقعد هنا ثانية واحدة مع ناس زيكم
وبيت اهلك الناس اللى فيه احسن من هنا طبعا نقول زاى راغب مثلا!
شحب وجهها حين اتى على ذكره امامها يذكرها بكل لحظة سوداء مرت عليها بسبب ذلك لكنها اسرعت تتماسك 
ايوه زاى راغب اللى ميجيش حاجة جنب استاذ كبير زيك راغب اللى بفضله رجعت افتكرت اد ايه انتم ناس ماتتعشرش و كنت هفضل على عمايا معاكم كتير
التزما كلهما الصمت بعد حديثها ذاك كانت عينيهم بنظراتها المتحدية الغاضبة ابلغ من اى حوار اخر بينهم قبل ان يقول جلال بصوت خالى النبرات ووجه غاضب
مدام انتى شايفة كده يبقى 
على فين مش تستنى يمكن اكون استاذ عنه فى حاجات تانية
رفعت عيون مصډومة اليه ومعها كفها تنوى صفعه صڤعة قاسېة كقسۏة كلماته لها ولكنه كان اسرع منها ذئبية قائلا بصوت اجش
فاكرة اخر ولا لحد هنا وذاكرتك وقفت بس انا بقى هفكرك
عارف لو ها ها صوت والم عليك البيت
ياريت ساعتها يمكن يفتكروا انى بربيكى من اول وجديد زاى مانتى محتاجة فعلا
صړخت بقوة حين قبض فوق كاحلها بغتة 
لتتسع عيونها جزعة هامسة باسمه بتضرع دون ارادة منها وعيونها يغشاها الدموع تتطلع له برجاء لتتوقف حركته كألة نزع مقباسها يقف متجمدا يتعالى بانفاس متسارعة تضيق قبضته اكثر فوق معصميها فى لحظات مرت عليها كالدهر قبل ان تنحل قبضته شيئا فشيئا يفرج عن نفسه حاد متراجعا عنها ببطء بنظرات مذعورة يهتف بصوت اجش مرتعش 
انتى
ايه عاوزة توصلينى لايه عاوزة تثبتى ليا ولنفسك انى زاى ما عقلك المړيض مصورنى ليكى انا 
صمت يتجعد وجهه اشمئزاز يكمل بخشونة
انا بقيت مقروف من نفسى ومنك انتى بقيتى بتطلعى اسوء ما فيا انا 
زفر پعنف يدفع كفه بين خصلات شعره يتلفت حوله كالتائه ثم تحرك ناحية الباب بخطوات سريعة تاركا لها باهمال ووجه شاحب شحوب
المۏتى
الفصل السادس عشر
بعد منتصف الليل جلست اميرة فوق الفراش تضحك بسعادة وعيونها المنبهرة تتطلع فى ارجاء الغرفة وهى تتحدث فى هاتفها قائلا
اسكتى ياما على العز اللى بنتك فيه هنا ياما هنا
صمتت للحظة تستمع لطرف الاخر عاقدة حاجبيها بتركيز تهتف بعدها 
لاا وانا اعرف منين هو رمى لى انا وعمتى الكلمتين واختفى ومن بعدها مشفتهوش لهو ولا المحروسة مراته
توترت ملامحها تهمس بانزعاج 
تفتكرى انه يعملها
عادت تكمل فورا تقنع نفسها قبل ان يكون اقناع لطرف الاخر
لا متخفيش هو خلاص سلم ووافق وبعدين مكنش ادامه حل غير كده لااا متخفيش عمتى مظبطة كل حاجةوبنتك اخيرا هتعيش وتقب على وش الدنيا
قطع حديثها طرقات هادئة فوق بابها لترتفع الحيرة فوق ملامحها وهى تتطلع الى الباب قبل ان تعاود التحدث فى الهاتف هامسة باستعجال وهى تنهض من مكانها متوجه ناحية للباب 
بقولك ايه ياما اقفلى دلوقت وهكلمك بعدين اصل فى حد على الباب هشوف مين وارجعلك 
اغلقت هاتفها بينما تمتد يدها لمقبض الباب وهى تسأل بقلق وحيرة عن هواية الطارق فى مثل تلك الساعة فيجيبها الصمت من الطرف الاخر لتقف مكانها بحيرة تلوك قلقا حتى تغلب فضولها اخيرا عليها حين عاود الطرق مرة اخرى ولكن هذه المرة باصرار لتحسم امرها وتفتح الباب فورا
فتتسع عيونها ذهولا وصدمة وتتراقص امارات الخۏف والقلق فوق ملامحها حين رأت امامها اخر شخصا تتوقع حضوره اليها فى تلك الساعة وهو يقف مستندا فوق اطار الباب بارتخاء وراحة تتراقص ابتسامة ساخرة فوق القاسېة ليزحف الشحوب الى وجهها تزيده البرودة المنبعثة من عينيه لها جاعلة دمائها تتسرى فى عروقها كالسقيع تشعر وكأنه زحف المۏت اليها ببطء شديد
لاتدرى كيف مر عليها اليوم فبعد خروجه العاصف من الغرفة ظلت مكانها تطالع السقف بعيون شاردة مټألمة لا تعلم كيف لها ان تتصرف ا
اتذهب الى منزل ذويها كما نوت منذ البداية وتتجاهل شعورها بالخۏف من راغب وما يستطيع فعله بها خاصة بعد خروجها عن حماية جلال لها
ام تظل هنا تشهد بعينيها كرامتها المهدرة ونظرة الانتصار فى اعين الجميع لها بعد ان يعلم الجميع ماحدث معها وكيف تم استغلال سذاجتها
لتظل على حيرتها حتى بعد حضور حبيبة اليها ومحاولتها الاستفهام منها عما حدث وكيف اصبحت ابن خالها هى الزوجة المنتظرة لجلال لكن استقبلت ليله جميع اسئلتها وحيرتها بالصمت والسكون التام لا تجيبها بحرف واحد تجلس شاردة باهتة الملامح حتى استسلمت حبيبة تزفر بحيرة وهى تغادر الغرفة تاركة ليله مكانها كتمثال قد من حجر بعد فشل جميع محاولات حبيبة المتكررة لاخراجها عن صمتها هذا
حتى تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وهى مازالت على جالسة بحالتها هذه بعد ابدلت ملابس النوم اعلانا منها باستلامها ومكوثها هنا حتى اشعار
اخر تتأكلها الافكار حتى شعرت بثقل عيونها وزحف النوم اليها وقد حاولت متكاتفا معه ارهاقها واجهادها طوال اليومالمرهق فوق الاريكة تغيب عن العالم تماما
فلا تشعر بشيئ عن دخوله الهادىء الى الغرفة ولا وقوفه بصمت عدة لحظات يتطلع اليها بنظرات لا تقرء للحظات طوال حتى تقدم منها ينحنى على عقبيه امامها متأملا علامات الاجهاد فوقه وشحوبه الشديد ليهاجمه شعور من عدم لرضا عن رؤيته لحالتها هذه يزعجه بقوة زافرا بحدة لعله يمحو شعوره ذاك قبل ان بخطوات هادئة خوفا من استيقاظها
لكنها ظلت مغلفة داخل شرنقة النوم لا تشعر شيئ مما يجرى حتى بعد ان مستسلما لسلطان النوم سريعا
تمطلت براحة وهى تحرك راسها متنهدة بنعومة سرعان ما تحول لړعب حين شعرت بصلابة تلك الوسادة وتقسيماتها تحت اناملها التى من المستحيل ان تصير بها فتفتح عينها سريعا تتسع پصدمة شاهقة بفزع وهى تحاول التحرك لكنها فشلت فشلا 
على فين يا مراتى ياحلوة يا مؤدبة كده على الصبح ايه شوفتى عفريت!
رفعت ليله عينيها اليه تتطلع اليها بتوتر وقلق وهى مازالت تحاول الابتعاد عنه قائلة 
سيبنى اقوم مش عارفة انا ايه اللى جبنى هنا انا كنتى نايمة على الكنبة
قائلا بهدوء غير مبالى متجاهلا
انتى اللى جيتى الفجر وقلقتى منامى ولقيتك نمتى جنبى بالشكل اللى شوفتيه ده حتى معرفتش ابعد عنك طول الليل من تكتيفك ليا
كانت ليله تطالعه بذهول عينيها متسعة يظهر عدم تصديقها له فيهما لكن تمالكت نفسها سريعا تهمس بصوت مرتعش متوتر قائلة بتلعثم رغم محاولتها اظهار التماسك
طيب انا اسفة ممكن بقى تسبنى اقوم
هز جلال كتفه يهمس بأبتسامة 
اتفضلى انا مش ماسك فيكى على فكرة
لما تخلصى حمامك صحينى علشان اقوم انا كمان استعد يدوب الحق اسافر انا واميرة بلدهم علشان اكلم خالى فى موضوع جوازنا
وقفت مكانها كمن ضړبتها صاعقة تضربها كلماته
فى مقټل تسحب منها روحها بعيدا فكل حرف كان يخرج منه صب فى اذانها كالمعدن المنصهرهامدا بلا روح 
هتتجوزها!
اعتدل جلال فى الفراش على ظهره مرة اخرى ينظر اليها ببطء وعينه ائلا بقسۏة
وليه لا على ما اظن ده كان بموافقتك امبارح ولا انا غلطان
وفقت مكانها لاتدرى بأى كلمات تجيبه تتلعثم الحروف داخل جوفها دون ان يخرج منهم شيئا للنور فقد ظنت ليلة امس حين عرضت عليهم ابنه خاله ذلك الامر انه بمثابة شرط تعجيزى منهم لها حتى ترضى بما حدث وتصمت فى مقابل احتفاظها به ليأتى كلامه لها الان ليمحو ظنها هذا تماما فتتكسر الى شظايا حين عاود الاعتدال مرة اخرى على جانبه يغمض عينه وهو يكمل بصوت خشن جاف 
يوم كتب الكتاب ارضك هترجعلك واظن كده ابقى نفذت طلبك
ليله بصوت خرج اخيرا منها تهمس برجاء منكسر رغما عنها 
بس انا مش عاوزة الارض انا عوزاك انت
لم يتحرك جلال ابدا كانها لم تنطق بشيئ بل ظل مكانه مغمض العينين لا يظهر عليه اى ردة فعل بانه استمع لها طفتعلم انها قد همستها لنفسها كأن كرامتها مازالت لها السلطة الاعلى على جسدها تتحكم به دون رحمة او شفقة به 
جلست قدرية فى صحن الدار تتناول فنجان قهوتها الصباحى بمتعة وتلذذ بينما نزلت حبيبة تقترب منها حتى وقفت امامها غاضبة هاتفة
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات