الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 29 من 168 صفحات

موقع أيام نيوز


ارجوك قولها.
لم ينتظر حتي يسمع باقي حديثها فنفض يدها متوجها للداخل وهو يقول بصرامة
سليم جهز الرجالة بعد كتب الكتاب عندنا سفر طويل ..
اوشك ياسين علي الاعتراض فتفاجئ بيد أمينة التي امتدت تمسك بذراعه قائلة من بين عبراتها 
متضايقش يا ابني دا اللي لازم يحصل . صدقني سالم بيرد اعتبار جنة و فرح. لما جنة تروح مع سليم علي انها مراته جدك مش هيقدر يأذيها. انا عارفه انك تقدر تحميهم بس كدا احسن للناس كلها. فكر في كلامي كويس .. بالله عليك تسمع كلامه انا عارفه هو بيفكر ازاي لو مش عشان خاطرى عشان خاطر حلا.. انا مش هتحمل ۏجع تاني ..

كانت محقة بحديثها فإن كانت زوجة لتلك العائلة فلن يكون هناك أي عار ملتصق بها و ستذهب مرفوعة الرأس و بنسبة كبيرة سيرضي هذا جده الذي لن يتوانى عن 
مش مضطرة توافقي على اللي سالم قاله..
هكذا تحدث وهو يقف خلف تلك التي لم تتحمل الهواء بالداخل فخرجت لتقف في الحديقه تنظر إلى السماء لا تعرف كيف تصيغ دعائها
كل ما استطاعت أن تتفوه به 
يارب يكون دا كابوس و افوق منه.. 
أغمضت عينيها تتوسل الى الله أن يكون هذا كابوس تستفيق منه ولكن اتى حديثه الذي جعلها تتسمر بمكانها فقد باغتتها كلماته للحد الذي جعل الڠضب يتصاعد الي أوردتها فالتفتت تقول بسخرية مريرة
كنت متوقعه انك هتقول كده.. عايز اتجوزك يا جنة لكن وقت ما الجواز بقي فرض عليك جاي تقولي مش
قالتها بسخرية فتابع بلهجه أقل حدة 
عايز اتجوزك و أنت راضيه يا جنة مش وأنت مجبرة. عايز افرحك و افرح بيك. 
لامست كلماته قلبها للحد الذي جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها وهي تقول پألم 
تفرحني!! تبقى بتخدع نفسك أنا واحدة الفرحه اتحرمت عليها. لو عايز تعيش حياتك دور عليها بعيد
عني.. أنا وافقت علي اقتراح سالم اه بس جوازنا هيبقي عالورق و بس لحد ما الأمور تهدى و نطلق أو منطلقش مش فارقة . بس مش همنعك تعيش حياتك . 
ازدادت عبراتها وهي تنطق جملتها الأخيرة فسقطت علي قلبه الملتاع و الذي يعاني من أوجاع عديدة وآلام كثيرة كان أولها رعبه علي شقيقته و آخرها خوفه من فقدانها حتي أنه لم يكن يعرف بماذا يجيبها فقط اكتفي بقول 
انت حياتي يا جنة.. 
كانت ټتشاجر مع خطواتها وهي تتوجه الى قبضته الغير رحيمه علي يدها ولكنها تجاوزت كل شئ قائلة بنبرة خافته
بس انا واثقه انك عمرك ما هتأذيني ..
افلتها بغتة فتراجعت
إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا..
صاحت باعتراض
ليه بتقول كدا
مقولتليش ليه أن هو ورا اللي حصل 
لأول مرة تشعر بالخۏف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسېة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
خۏفت يكون تخميني غلط!
ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال 
خۏفتي! ولا عشان كنت عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا 
هبت تنفي مرارة اتهاماته 
لا طبعا أنا مقولتش كدا ..
زأر پغضب
هو قال. و أنت معترضتيش و مشيتي!
صړخت بلوعة
و أنت ممسكتش فيا..
قهقه ساخرا و هو يمسك بهاتفه ينوي إجراء اتصالا هاتفيا وهو يقول بتهكم
فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش.. اقولك دي احسن حاجه صح أنت عملتيها
لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت پألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة 
هحاول انا بطريقتي و انت خليك جاهز عشان لو احتاجتك..
التفتت بلهفه تنظر إلي عينيه التي كانت تنطق باعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه فاخذت تناظره بعينين تحملان عتب قاسې تجاهله هو حين قال بفظاظة
بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنت هتكوني موجودة..
اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول 
حاضر..
ارتفع أحدي حاجبيه حين سمع منها تلك الكلمة التي ظن أنها لا تعرف طريق شفتيها فقال ساخرا
غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي..
لم تستطيع منع نبرة 
كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن.
كثيرا ما نتوه بين ما نحتاجه و ما نشعر به
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 168 صفحات