رواية بقلم سهام صادق
سمعتها
سواد غلف عيناها وصدمة كسرت ماتبقى لها... رحل والدها بعدما ودعها بنظرات حزينه يخبرها مرارا وتكرارا ان مافعله لمصلحتها.. بمال عاصم ستعود لحياتها القديمه المرفهة وستخوض تلك العمليه التي ستعيدها جميله كما كانت
دلف عاصم الغرفه يشيعها بنظراته المحتقره
ايه ياعروسه لسا مجهتزتيش لعريسك.. مش الليله ډخلتنا ولا ايه
ارجوك سيبني... انت عرفت الحقيقه خلاص وعارف اني مظلومه
صدحت ضحكاته في ارجاء الغرفه...ايدفع المال ويتركها.. اينتصر والدها عليه في النهايه ولا ينال حقه
عاصم العزيزي مبيسبش حقه ولا ممتلكاته...
واردف بقسۏة بعدما اقترب منها فالتصقت بالجدار رهبة من نظراته
ابوكي عمل الڤضيحه وباعك وقبض تمنك... وجيه وقت حقي
مش البشمهندسه برضوه بتعرف حقوق غيرها
عادت دموعها تغزو وجهها بغزاره دون تقف
ارجوك
واهتاجت مشاعره وهو يراها كيف تحمي نفسها بذراعيها منه... لتعود ذكرى قديمه... خديجه تترجاه بأن يصبر عليها وهو
________________________________________
يضمها اليه يعدها بصبره.. فحبه لها اكبر من رغبته
ادخلي غيري هدومك... صبري بدء يخلص... ابوكي باعك تفتكري انا هرحمك
دفعها نحو المرحاض يهتف بوعيد يصارع تلك الذكريات التي أبت ان تتركه تلك الليله
عشر دقايق وتبقى قدامي...فاهمه
نصف ساعه مرت وهي تجلس بالمرحاض تبكي حظها تقبض فوق قماش القميص تنظر نحو باب المرحاض ترتجف من الخۏف... لقد أصبحت زوجة ذلك القاسې الذي احبته
أشعل سيجارته الثانية قبل أن يطفئ الاولي وعقله شاردا مع الماضي...
الظلام عاد يتغلل داخل قلبه بعدما شعر انه بدء يتحرر منه حتى أحلامه أصبحت لا تغزوها الا تلك القابعه داخل المرحاض منذ اكثر من نصف ساعه
اطفئ سيجارته عندما تجلل داخله شعور الرفض مندفعا نحو المرحاض يطرقه بقوة
ارتجفت اوصالها تهتف به برجاء
طب هاتلى حاجه تانيه البسها... مقدرش البس ده... ارجوك
واحد... اتنين..
وبدء عده ليستولي عليها الخۏف تزيل عنها ملابسها بأيدي مرتعشه ترتدي ذلك القميص الذي يكشف عن باقي ټشوهها
انتهى العد قبل أن تتمالك أنفاسها وكاد ان يرطم الباب بجسده الا انها أسرعت تفتح الباب تطرق رأسها بخزي ودموعها لا تتوقف
اكان الحاډث بشعا لهذا الحد ... اقضت الايام باكيه من الآلم
مش قادره أقف كده ارجوك خليني البس اي حاجه
ارفعي عينك ياايمان
هزت رأسها رافضه تغمض عينيها فتنساب دموعها على خديها
ايمان قولت ارفعي عينك
مش هقدر مش هقدر استحمل نظرتك لجسمي
ونهارت في بكاء مرير تخفي وجهها بكفيها ترثي حالها... ستقتلها نظراته لا محاله وهو الوحيد الذي لا تتحمل منه هذا
ارتعش جسدها تشعر بيديه فوق جسدها يتحسس موضع الحړق الذي ينحدر على طول شقها الأيمن
بيوجعك
نفت برأسها تتراجع للخلف دون رفع عيناها نحوه
بلاش تبص عليه... ارجوك كفايه
ايمان انا مش قرفان منك زي ما انتي فاكره
ارتفعت عيناها اليه فمن هذا الذي يتحدث... ف مرات عدة طعنها بكلامه جعلها تقضي لياليها باكيه تعض فوق قبضتها تكتم صوت آنينها
انا عارف اني جرحتك في الموضوع ده كتير... لكن مكنش قصدي اعايرك...
امتعضت ملامحها اكل هذا التنمر الذي عانته تحت يديه وفي النهايه يخبرها انه لم يكن يقصد... أدارت جسدها بعيدا عن عينيه تبحث عن شئ يسترها
طبعي أوجع ياايمان... ونصيبك تعيشي في ظلامي ولازم تتحملي
ومننفعش لبعض ليه
لأنك پتكرهني ياعاصم
وضاع باقي الحديث... فأي كره هو يكرهه لها وقد اخلف وعده لقلبه وتزوج من جديد امرأه تفوقه علما
قاومته بضراوة حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها معه...قسوته تلاشت بعدما وجد اللين منها لتشعر بذراعيه تضمها بحنو يهمس بأذنها يطمئنها وهل حقا هذا عاصم
توقف عن إكمال خطواته نحو الخارج وهو يسمع عصا والده تدب الأرض يصيح بأسمه
على فين ياعاصم
رايح اشوف مشاغلي ياحج
اقترب منه الحج محمود يقف قبالته
شغل ايه يابن محمود والنهارده صباحيتك
ارتسمت ملامح السخرية فوق شفتي عاصم
صباحية مين ياحج... ما كل حاجه كانت على يدك... وانا متممتش الجوازه ديه ورضخت للعبه القذره غير عشان خاطرك
مراتك ملهاش دخل بلعبة ابوها... البت ضحيه يابني وانت شايفها غلبانه ومکسورة الجناح... واه ابوها سابها لينا ومشي
واردف بضيق مما فعله صابر بهم بعدما ظن ان الزمن قد غيره
لو خرجت من الدار الناس هتظن فيها ظن وحش ياولدي
شعر عاصم بالسأم من طيبه والده الدائمه
ياحج ورايا شغل ومشاغل... انا مش هقعد جانبها وهي عارفه كويس ان جوازتنا تمت ازاي
وقف الحج محمود يشيعه بنظراته يزفر أنفاسه يأسا من طباع ولده متحسرا على تلك التي بالأعلى
وضعت السيدة رسمية الطعام أمامها
كلي يابنتي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده... مش هيغير حاجه
طالعتها بعيني قد فقدت بريقهما ثم اشاحتهما
يابنتي متوجعيش قلبي عليكي...