الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 50 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


شهقاته تتعالا
انا جبتلك حاجات حلوه كتير هتعجبك
وغمز لها حتى يراضيها فيومين خصام لم يتحملهما مبررا لحاله انه اعتادها بحياته كما يعتاد المرء بعض الأشياء
جبتلك حاجات بنات كمان
احتلي الخجل ملامحها تطرق رأسها أرضا
انا خلاص مش عايزه غير اني أنجح... كفايه اللي بتدفعوا ليا
جذب ذراعها نحو الحقائب عندما لم يعجبه حديثها

الشنط ديه تاخدي تقيسي كل اللي فيها وتفرجيني...
كادت ان تتحرك شفتيها معترضه لتجد اصابعه فوقهما يحذرها
مش عايز اسمع اي كلمه تانيه
ثوب وراء ثوب كانت ترتديه حتى يعاينه بعينيه... ومع كل ثوب كان يفقد قدرته على ارضاخ عقله ان العلاقه التي تربطه بها ليست الا ميثاق ضمير وشفقه
ابتلع لعابه وهو يراها تدور أمام عينيه بذلك الثوب والسعادة تملئ قلبها
حلو مش كده
حلو ياعهد
لعڼ داخله سكرتيرته فقد أخبرها ان تجلب ملابس انثويه طفوليه وليس كما يرى أمامه
اقتربت منه بتوتر وقلبها يتراقص فرحا لارضاءها تعجب من اقترابها وصمتها
مالك ياعهد... في حاجه مش عجباكي
نفض رأسه من أفكاره العجيبه التي بدأت تراوده هذه الأيام يبعدها عنه يتجاوز حديثهم
نستيني ميعاد المدرس بتاعك... قومي يلا غيري هدومك واجهزي
انتفضت مفزوعه تركض من امامه
محلتش الواجب
وعادت الضحكه لشفتيه وهو يرى أفعالها المجنونه
الصداع كان يضرب رأسها بقوة لا تستطيع تحمله... اربعه ايام مضت على زواجهم وهي تجلس حبيسة غرفتها تبكي على حالها
هبطت الدرج بخطوات مترنحة تغمض عيناها من شدة الصداع... فلم يعد لديها القدرة للتحمل
وقعت عيناها على احدي الخادمات وهي تتجه نحو المطبخ بصنية موضوع عليها كؤس الشاي الفارغه
اتبعتها تفرك عنقها بآلم لتتجمد قدميها تبتلع غصتها وهي تسمع الحديث الدائر بين الخدم
وهو عاصم بيه هيفضل حبيسها في الاوضه كده
الله يكون في عونه مش عارفه ازاي بيصحي كل يوم على وشها
لتهتف الأخرى وهي تكتم ضحكاتها
هو انتي شيفاه بقى طايق البيت.. ده علطول في غرفه الضيافه او عند حامد بيه
التمعت عين الخادمه الأخرى بضيقا مما تسمعه بعدما اغلقت مصحفها
حرام عليكوا اتقوا الله
امتعض وجهي الخادمتان فمالت احداهما على الأخرى
عارفه يابت يامجيده سمعت من كام يوم الحج محمود بيزعق فيه وهو اللي أجبره عشان يقعد في البيت اليومين دول عشان الناس متتكلمش ويقولوا ساب عروسته
مصمصت الأخري شفتيها تتذكر ملامح خديجة ورقتها التي سمعت عنها وقد رأت صورتها من مقبل في غرفة السيد أدهم
بقى بعد ماكان متجوز الست خديجه الله يرحمها يتجوز مسخ... ده سي عاصم شكله عمل حاجه في حياته وحشه
ڼار التهمت احشائها وقلبها لم تشعر بقدميها وهي تهرول نحو غرفتها عائدة لمسجنها
دارت حولها پضياع تذرف دموعها تلطم فوق صدرها من الآلم
ولم يزيدها مكوثها بغرفته إلا اختناقا..والحل أمامها لم يعد الا الهرب من هنا
ست ايمان.. ست ايمان
هكذا صړخ الرجل الذي يقف

________________________________________
على البوابه الخارجيه للمنزل يركض خلفها
الټفت إليه تلتقط أحد الحجارة الضخمه ترفعها صوبه
ابعد عني سامع
وعادت تكمل ركضها لينتبه الحارس ان دهشته من حالتها اضاعتها من أمامه ليسرع نحو دار حامد دون أن يفكر ان يلحقها
دفعه قويه دفعها عاصم لرجله ثم عاد يلتقطه من تلابيب عباءته
غبي... تجمع الرجاله وتقلب البلد عليه سامع
اقترب منه حامد يمسك ذراعه
اهدي ياعاصم وخلينا نفكر هتكون راحت فين
ارتدت إحدى المنامات الجديده التي ابتاعها اليها بسعاده... لم يحرمها من مشاعرها الوليدة التي عادت تزدهر داخل قلبها.. غفرت له مافعله... وهاهي تقف أمام الطاوله تنظر لما اعدته له من طعام بعدما حرمته لايام من طعامها الشهي
داعبت الرائحه أنفه وهو يغادر غرفته
اخيرا عهد هانم اتكرمت ورجعت تطبخلنا
اتسعت ابتسامتها وهي تراه ينظر بتلذذ نحو الطعام
تجمدت عيناه بعدما ارتكزت على جسدها... ابتلع لعابه يتجاوز خفقان قلبه
يلا خلينا ناكل
صوته خرج متعلثما يحاول ان يشيح نظراته عنها.. سكبت له الطعام وقد علق شعرها بأنفه فأبتعدت عنه تجذب خصلاتها جانبا
ازداد خفقان قلبه وهو يلعن داخله سكرتيرته... يعلم تماما ما يشعر به ولكنه يتجاهلها
ها الاكل عجبك
وبعدما كان الجوع يدب معدته فقد مذاق الطعام وهو يصارع رغبة عيناه في التهامها
وازداد الأمر سوء وهو يشعر بيدها فوق يده تشكره
شكرا على كل حاجه بتعملها معايا
ونهضت من فوق مقعدها تلثم خده..اجفلها نهوضه المفاجئ ينسحب من فوق مقعده... تطالع خطواته بدهشه فقد كان سعيدا برائحة الطعام
أغلق باب المنزل بوجهها... تنظر اليه لا تصدق ان والدها قد باعه ورحل... رحل وتركها وحيده لا مؤي ولا أحدا
أصبحت الدموع تعرف طريقها لتنساب فوق خديها تهتف بحرقه
حتى البيت مسيبتهوش... خليتني تحت رحمه الناس
تعلقت عيناها بأسورتها البسيطه الملتفه حول معصمها.. وشئ واحد يدور بعقلها ستبعيها وتعود لديارها مهما كلفها الأمر
ايمان
وصراخه صم أذنيها في سكون الليل لتركض من أمامه... لا تريد شئ إلا الهرب من تلك البلده التي زادتها ۏجعا
صړاخها أجفل الحج محمود من راحته... التقط عصاه يخرج من غرفته بالطابق السفلى ينظر لولده مصډوما من
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 62 صفحات