الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه كامله القلب يهوى قاتله بقلم شيماء رمضان

انت في الصفحة 24 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


بين قدميه وابتلع ريقه بتوتر واقترب قليلا من الجد الذى لانت ملامحة وأشرق وجهه بابتسامة واسعة وهو يشير له كي يجلس علي المقعد المجاور له .
انفرجت أسارير مراد ولانت ملامحة المتوترة وجلس بجوار الجد فامتدت يد الجد لتربت علي فخذه قائلا بحبور ..شرفتنا يا ابني أنا هديلك أمانه لو مصنتهاش أو في يوم كسرتها وكسرت بخاطرها مش هتشوفني الراجل الطيب لا هتلقيني كابوس يكتم نفسك وانت نايم .

لا يكاد يصدق ما تفوه به الجد فسلم عليه بحرارة هو ووالدها ثم تحولت ملامحه للجديه قائلا ..بس في حاجة الأول لازم تعرفوها .
ظهرت الجدية علي ملامح الجد وسأله باهتمام ..حاجة ايه يابني خير ان شاء الله .
رد بهدوء حزين ..أخويا الأكبر مني كان عايش بره ومتجوز واحدة أجنبية ومخلف منها بنت وولد توأم عندهم دلوقتي تلات سنين أبوهم ماټ وهم عندهم سنة فوالدتهم جت هنا وسلمتني الأولاد بحجة انها مش هتقدر علي تربيتهم لوحدها وسابتهم وسافرت أنا تكفلت بيهم لكن أبوهم له أملاك هنا أنا متابعها وأول ما يبلغوا السن القانوني هسلمهم ورثهم .
صمت قليلا يتنهد بحزن ..كل اللي عايزة ان فرحة تعرف كده انها هتتحمل معايا مسئولية طفلين حاليا في مربية بتاخد بالها منهم وده وضع انا مش حابه اصلا لكن لو فرحة وافقت ان شاء الله هخليها تمشي وهنربيهم سوا باذن الله.
ربت الجد علي كفه بابتسامة رزينة وقال ..الكلام ده يخصك انت وفرحة بس وهي اللي ليها الحق تقبل بالوضع ده أو ترفض حالا هخليها تيجي وتكلمها ولو وافقت نقرأ الفاتحة والخطوبة باذن الله لما خديجة تفك الجبس وتبقي كويسه .
جلست أمامه ضامة ساقيها بشدة من توترها ناظرة للأسفل بملامح مرتبكة فأشفق عليها وقطع الصمت المفروض عليهما قائلا ..فرحة أولا كده أنا أعجبت بيكي لما شفتك مرة واتنين وتلاته لقيتك الانسانة اللي عايز أكمل معاها حياتي مش هقولك اني حبيتك وقلبي اتخطف مرة واحدة لسه شويه علي كده احنا مشفناش بعض غير كام مرة بس لكن باذن الله هصونك وهراعيكي وعمرى ما هغلط فيكي حتي لو في مشكلة بينا نحاول نحلها .
صمت قليلا ينظر لملامحها الهادئه التي تراقبه باهتمام وتنصت جيدا لما يقوله ثم شبك يديه ببعضهما البعض مبلغا اياها ما أخبر الجد به منذ قليل عن أمر رعايته لطفلي أخيه .كم أعجبها كلامه الرزين وأسلوبه الهادئ شخصيته التي تفرض سطوتها علي الجميع بمن فيهم هي .عندما طال صمتها زاد توتره أنها ترفض تحمل عبئ طفلين لا يلومها علي ذلك من حقها الرفض .
قطعت تفكيره همستها الخاڤتة ..وأنا موافقه نربيهم سوا يا مراد معنديش مشكلة بالعكس بحب الأطفال .
صمت مجبرا لايجد كلاما يصف حالته الأن فتلك الفتاة تفعل به الأعاجيب أعجب بها من أول وهلة وسيسقط قريبا مدلها بعشقها .تمت قراءة الفاتحة وأصبحت خطيبته كما تمني وقريبا يكتمل الحلم برؤيتها معه تحت سقف واحد يحضر من عمله ليجدها في انتظاره بملامحها الجميلة .يقفون علي باب المنزل يودعون حبيية بملامح حزينة وأعين مدمعه ولكن فرحين أيضا برجوعها لزوجها داعين الله أن يهدى حالها ويطمئن بالها .
قضت خديجة فترة الجبيرة بسلام وكل يوم يمر تسقط في بئر عشق صالح فلا تستطع التمسك بحبل حبه كي يجذبها اليه ولا تستطيع مساندة نفسها كي تبتعد عن دائره جفائه .طوال تلك الفترة غضبه من أفعالها القديمة بدأ يتلاشي رويدا ولكن كبريائه يقف حائلا بينهما وهو يقف كالغريق لا يستطيع النجاه لا لبر حبها ولا لبر الابتعاد عنها واقف في المنتصف متمسك بالحل الوسط البقاء قريبا منها ولكنه ېتمزق من الداخل وهي بجواره يريد الاستقرار في حياته كالباقين .. مال حظك تعيسا هكذا يا صالح ستظل كالغريب لا تجد وطنا تسكن اليه .
يوم الخطبة تألقت فرحة بفستانها الأحمر يزينه فصوص لامعة من اللون الأبيض كان الفستان من اختيار خديجة وكم برعت فى ذلك كثيرا .ألبس العريس الشبكة لعروسه تحت أنظار الجميع فانطلقت الزغاريد لتحدث دويا في المنطقة فاليوم ليس عاديا بل يوم خطبة حفيدة الحاج توفيق غفران .تأملت فرحة الشبكة بيدها بملامح هادئة ليست فرحة أو حزينة ولكنها حالة من السلام النفسي أنها تخطو أولي خطواتها في الطريق الصحيح .راحة البال التي غادرتها منذ مجيئها للمنزل هنا ومعرفتها بزواج صالح أتتها اليوم عندما ألبسها مراد محبسه زفرت براحه محاولة نسيان الماضي والتفكير فقط بالحاضر والمستقبل أما الماضي ستدعس عليه بقدميها كي تجعله ينزوى تحت التراب ولا يظهر له أثرا مرة أخرى .
وقفت خديجة بملامح مبتسمة ولكن الأعين تخفي وراءها حزنها من عدم شعورها بالفرحة تلك طوال زيجاتها الأربع السابقة كان زواجا مبنيا علي المصلحة فقط هي تحصل علي الأموال وهو يحصل علي زوجة جميلة لا يهمها ان كان متزوجا بأخرى أم لا مادام يوفر لها احتياجاتها فقط ويذهب شعور الأنثي
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 25 صفحات