الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 10 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه يجعلها تبخل على من حولها وبيتها باشياء كثيرة فحالتها هذه مرضية تخشى الفقر لأنها من اسرة فقيرة فقد توفى أبيها وهى صغيرة وتركها واخوتها يعانون مرارة و ضيق الحال فقد ذاقت مر الفقر والجوع الى ان تزوجها رؤوف برغم وضع أسرتها الضعيف ومع تشجيع أمه فريدة التي قالت له مقولة شهيرة في هذا الوقت الذي كان يحدثها عن تلك الفتاة التي كانت تعمل لديه في عيادة الخاصة في احد الجوامع وماله يابني ..ومالهم الفقرا والا التعليم المتوسط طالما بنت حلال ..دا حتى خدوهم فقراء يغنيكم الله وقامت بالانفاق واتمام لهذه الزيجة وتشجيعها له حتى تقدم لها غير عابئ لكونه طبيب وهى تعليم متوسط ولكنها تتجاهل ماسبق فبعد زواجها تناست وضعها السابق بل تملصت منه بأفعالها المړضية ولذالك قررت أحلام الإتصال بها للعب على وترها الحساس وهو أنفاق المال على زيجة أخيهم الأصغر سامر .. فرفعت جوالها بحماسة وهمت بالاتصال بها لتجد هاتفها يعلن عن استقبال مكلمة جديدة لتتفاجأ برنة خافته بإسم امال سلفتي ..واغلاق سريع للخط حتى لا تقوم هى بفتح الخط بينهم وتسحب من رصيد كلماتها .. اطلقت احلام ضحكة ساخرة رنانة وهي تردد بأندهاش يخربت بيت بخلك يا شيخة .. طب كملي الرنة يا أمال .. حتي دي بخيلة فيها .. دي مش هتكلفك مليم ..ېخرب بيت كده .
عاودت هى الاتصال بها فأستجابت امال بسرعة فائقة لنداء هاتفها الجوال الذي اعلن عن اسم أحلام سلفتي فتفوهت متشدقة بسرعة وهي تفتح الخط بينهن لتبرر لها تصرفها الغبي اهلا ياحلام ياحبيبتي .. معلش ياروحي اصلي معييش رصيد كافي فرنيت عليكي رنة بسيطة وقفلت بسرعة وخفت تفتحي عليا ومنقدرش نكمل كلامنا سوا.
اجابتها الاخرى بتصنع وهى تقول بتباهي كي تغيظها عادي ياقلبي ولا يهمك انتي عارفه معايا باقة ومبلحقش اخلصها.. بعد كده رني براحتك ومتخفيش وانا مش هفتح عليكي خالص ياروحي ..واكملت بمكر ها كان في حاجه والا ايه .
اجابتها الأخري وهى تلوي شفتيها بنزق من تباهيها أمامها وتريقتها المستترة لها قائلة ابدا كنت بشوفك رحتي عند حماتك والا لسه علشان مش عايزه اروح لوحدي.. وانتي ست العارفين اني مبرتحش هناك من كتر طلبتها.
أحلام بحماسة انا كمان كنت هروح لما كمال يجي.. بس لقيت الأحسن اننا نروح قبلهم علشان ميفتناش الكلام في موضوع جهاز الأستاذ سامر اللي اكيد عايزة تدبس اجوازنا فيه.
تاففت امال ضيقا وتنهدت وهى تردف اووف ..انا معرفش ايه الحوار ده دا واحنا ملنا بيه ..دا جوزي محدش ساعده في جوازنا خالص .. والله ماليها لزمه تدخل في الموضوع ده .. مهو شحط اهو وطول بعرض ميشتغل والا يتجوز احنا مالنا..واكملت هى الأخرى بحماس مماثل لقرينتها بس على قولك
لازم نكون حاضرين من الأول علشان ميفتناش اي اتفاق ما بينهم واغلق الخط بين هتين الحيتين اللاتي يردن تملك ازواجهن لأنفسهن فقط وابعادهن عن ترابط اسرتهم وبر امهاتهم ومساعدة بعضهم البعض ..فستأنفت آمال حديثها بسؤال سلفتها بعدما عاودت الإتصال مرة اخرى وقامت أحلام مهاتفتها من جديد بقولك صحيح نسيت اسألك .. انتي جبتي هدية ايه لحماتك في عيد الأم.
اجابتها أحلام بنزق وهي تلوي شفتيها وانا اجيب ليه كفايه عليا مامتي حبيبتي وهو هيبقى يديها فلوس والا يجبلها اي حاجه مليش فيه انا .
اجابتها الاخري ببلاهة وهى ترفع حاجبيها باعجاب طب والنعمة انتي جدعة ياحلام هو الصح كده كل واحد يجيب لمامته الهدية المناسبة.
قامت أحلام مستفسرة طب وانتي هتعملي ايه فالهديه .. والا جبتي خلاص .
اردفت الأخرى بغيظ وضيق من تصرف زوجها مفيش حاجه والله .. الدكتور حضرته مرضيش يخليني اشتري انا وقالي انا هجيب الهدايا لمامته ومامتي كمان .. قال ايه انا بسترخص الحاجة .. ولوت شفتيها واكملت متشدقة هو اصلا مسرف وهيخربها عليهم و انا عارفة ومتأكدة دا ايده مخرومة زي أمه الستةفريدة المضيافة اللي فتحاها قهوة واستراحة لكل من هب ودب .
كتمت أحلام قهقهتها فهي ترى بالفعل سلفتها بخيلة ومقننة ولكنها تحتاجها الأن في تنفيذ تخطيطها المقبل تجاه ام زوجيهما لانها تعلم ان شقيق زوجها رؤوف قادر على السيطرة على زوجته فهو يجبرها على زيارة أمه كثيرا في اثناء انشغاله في المشفي.. فعمله كطبيب جعله يغيب كثيرا في دوامه في المشفي التي يعمل بها ولكنه يوجه زوجته كثيرا الى زيارة أمه وهى تنفذ ڠصب عنها ولكنه يجهل تعاملها الفظ والمخزي مع أمه فهى تتفنن في احراج السيدة الكبيرة امام جيرانها وزوارها او في اي طلب تطالبها به او اي عمل ترفقه إليها.. فهى تتملص منه بحجة انشغالها بالأولاد مما جعل السيدة فريدة تقرر عدم اللجوء اليها عند احتياجها لاي طلب مهما كان شدته فهى استكفت بجيرانها واحبابها المقربين في قضاء متطلباتها وقضاء حوائجها واخرجت ابنائها وزوجاتهم من حسابتها كلها ..واحتسبت عند ربها ما يفعلون بها من عدم تقدير لها ..فيا ليتهم يعلمون انهم هكذا يعقون برها ولكنها تأبى ان يغضب قلبها عليهم فوقتها سينولون من الحياة مرها وقسۏتها .
...............
تجلس امام مرآتها وهي تتراقص من شدة فرحتها فهو تواصل معها قبل قليل ليخبرها يأمر محادثته لأمه وأخبارها بعزمه على الارتباط بها مما جعلها تنتشي لهذا الخبر السعيد فهي ستزفر بعريس لائق لها كما خططت في السابق ومن الواضح انه وقع اسير فخها .. فكم من المرات تواصلت معه وارسلت من الغرام اشعار وتقدمت اليه بكلماتها المعسولة حتى اوقعته بشباكها وساعدتها في ذلك أحلام وأمال اللاتين عملا على هذا الأمر بصورة اخرى ساعدتها على الوصول اليه بهذه السهولة ..رفعت جوالها لترسل له بعض العبارات عبر تطبيق الواتساب تعبر عن حالتها السعيدة انا اسعد واحدة في الوجود ياسمورتى ..وارفقت بعض الصور المعبرة والتي لم تكن غير مجموعة من القلوب والورود التي تنم عن سعادتها.
يقابلها الاخر بأرسال مرفق بصوت متحدث انا كمان فرحان يانوشة اني قدرت اقنع ماما بخطوبتنا ..عقبال الباقي كمان .
اجابته برسلة مسموعة هى الأخرى اكيد ياروحي هتقدر تقنعها واكيد اخواتك حبيبك هيسعدوك أحلام وامال اكدولى أنهم كلهم معاك .
وقف وقتها ولم يعاودها الرد ولكنه تذكر الأخرى التي تركها صباحا والعبرات متلألئة في عينيها ولا يدري لماذا هجمت على مخيلته الأن وهو الذي اصر على اقصائها من حياته وتركها في خيباتها تنعم وتتعايش دون أن يبدي اي شئ لها ينهي ما كان بينهم ..لينفض تلك الافكار من مخيلته ليعود الي واقعه الذي يريد ان يقنع نفسه به حتي يبتعد عنها ليزفر ضيقا ويقرر العودة مجددا إلى منزله لينهي الأمر برمته مع الجميع .
أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
الفصل السابع
مازلت الاصوات تصدح بالغناء لكل ام بعيدها وتفتح كل المحلات التجارية ابوابها معلنا السيل بمناسبة أعياد الربيع وعيد الأم خاصة لتنزل كل منهن من ننزلها وهى تشاهد تلك الاجواء وتتمني من صغراها ان يأتي اليوم ويهادوهن بمثل هذه الأشياء متنين لهم السعادة التي حرموها على
10  11 

انت في الصفحة 10 من 50 صفحات