الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 11 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

تلك السيدة فكل واحدةةمنهم احتلت بالانانية واستكترت على تلك السيدة التي اهدتهم فلذة كبدها عن طيب خاطر وهى تتمني السعادة لكل منهم دون اقحام منها في حياتهم فلو كل واحدة وضعت نفسها مكان ام زوجها ما كانت التعقيدات وصلت الى هذا الحد بينهم فالزوجة الصالحة هى من تعين الزوج على بر أمه دون النظر الى ما تفعلة الأخرى وعلى الرجل اعدال كفتي الميزان فالام لها حق البر ولكن دون الخوض في حق الزوجة والزوجة لها تقديرا بعيدا عن الأم فكل له مكانته المختلفة .
ست الحبايب يا حبيبه..
يا أغلى من روحي ودمي.
ياحنينة وكلك طيبة..
يارب يخليكي يا امي .
ياااارب يخليكي يااامي
..
ياست الحبايب يا حبيبة.. حبيباااااا...
................
كل سنة وانتي ..طيبة يا ممتي وبعودة الايام ..تفرحي وتتهني ..وفعيدك نغني ونضربلك سلام ..يا حبيبي ياحلوين ..ياحبيبي ياطعمينو..كل سنة وانتي ..دايما طيبين .
تقف فتاة في الخامسة عشر من عمرها تهندم من ملابسها أمام المرآة وتنمق حجابها الصغير وتحكم غلقه حول وجهها الرقيق كحالها وهى تستمع لتلك الكلمات الرائعة التي قيلت في حب الأم ودوما تردد في مثل هذا اليوم بصوت الراحلة وردة لتلج اليها فتاة تقل عنها في الجمال قليلا ولكنهااكثر جاذبية منها فسحرها يكمن بداخل سوداوية عينيها وسمار بشرتها الخمري وهدوء ملامحها البسيطة لتردف اليها في ملل وحنق من وقفتها الطويلة امام المرآة هكذا يووه يا شروق انتي لسه مخلصتيش.. انت مبتزهقيش من الوقفة دي.. ياشيخة انا زهقتلك سلف ..يالا بقى انجزي علشان انا بدأت اتنرفز خلاص .
تجيبها شروق بسرعة من بين اسنانها التي تطبق على بعض المشابك المعدن الخاصة باحكام الحجاب خاصتها اممم خلاص اهو بظبط الحجاب بس اهدي شوية ..انتهت وهي تنظر لنفسها باعجاب وتمحيص في ذاتها لتهتف قائلة لشقيقتها التي تكبرها بثلاث سنوات خلصت ايه رأيك يا ريدة في لفة الطرحة الجديدة دي من اختراعي .. اجابتها الاخري بضيق والله روفيدة زهقت منك ومن اختراعاتك في لف الطرح بتاعتك اللي ولا كانك محجبه فيها دي ..يابنتي الحجاب له شروط وحجابك ده بعيد كل البعد عن الشرعية ..لازم الحجاب يغطي منطقة الجيوب اللي هى منطقة الصدر واشارت الي صدرها كوصف لحجابها الذي يداري الى اسفل منطقطة الجيوب لديها ..لتنتهي من الشرح قائلة له لتحثها على العجالة هاتفة وبعدين انفضي علشان نلحق نروح لتيتة علشان اتاخرنا عليها قوي وانا مصدقت ان بابا معترضتش زي كل مرة اننا نسبقهم على هناك وكمان انا متشوقة لتيتا قوي لاني بقالي كتير مرحتش ليها .
إجابتها شروق بتعجب وضيق من موقف ابيها وامها قائلة ليكي حق والله يارفيدة أنا كمان تيتا بتوحشني قوي ..لكن انا مش عارفه ماما ليه سلبية كده مع ان تيته ليها حق عليها دي امها بردوا ..ليه ضعيفة قوي قدام بابا مع انه هو امه عنده في المقدمة واحنا كلنا تحت رجلين تيته ام محمد وبردوا لازم نكون قريبين من تيته ام كمال دا حقها علينا كلنا .
روفيده وهى تحرك احد حاجبيها وتضم فمها في استفهام والله ماعرف ليه دايما بابا بيصر عليها كده ويتحكم فيها وهى بتخضع ليه من غير اي نقاش مع ان لا شرع ولا دين بيفرض عليها انها متبرش امها بالشكل ده .
شروق وهى تحرك رأسها وكتفيها في جهل منها معرفش ليه هو مبيهونش عليه أمه وبيتعامل معاها على انها ملهاش ام تخاف عليها بس بردو العيب عند الست مامتك لازم يكون ليها موقف ..ظلت الفتاتان تتحدثان في موقف امهم السلبي تجاه جدتهم التي لا تتواني في اسعادهم ولا تميز بينهن وبين باقي الاحفاد بل تفيض عليهم جميعا بالحب والحنان كلمت سنحت لها الفرصة..
توجهت الفتاتان الى الخارج ليجدن امهن جالسة في شرود وهى تستمع لأحدي الاغاني المعبرة عن الام 
ست الحبايب ..ياحبيبة ..يااغلى من روحي ودمي ..ياحنينة وكلك طيبه ..يارب يخليكي يا امي
كانت تتمتم وعينيها عالقة بالعبرات ..متأثرة بتلك الكلمات الرائعه ..في يوم كهذا كان من المفترض ان تكون عندها الأن تقدم لها فروض الولاء والبر ولكنها عاجزة فزوجها متعنت ولديه شخصية قوية وسيكرة ويرى ان أمه هى الأساس وبرغم انها سيدة ذات صحة عاليه الا انه يخشى عليها من الهواء ويصر على زوجته بخدمتها والعمل على راحتها في حين انه يتعسف بأمر زيارة امها كل اسبوع بحجة انه لا يستطيع أن يترك امه بمفردها .وها هو اليوم ايضا يتدخل ليمنعها الذهاب بدونه حتى تأتي اخته للجلوس مع امه حتى لاتظل وحيدة فعجبا لمثل هؤلاء الذين يحللون لانفسهم اشياء ويستكترونها بل ويحرمونها على الأخرين .. ليته يعلم عقوبه فعلته فهو يمنع زوجته من بر امها فيالا عقابه الذي سينوله فيما يقترف ..ليخرجاها من شرودها قائلين خلاص ياماما احنا هنخرج علشان مش نتأخر على تيتة وياريت حضرتك كنتي جيتي معانا قالتها روفيدة وهى تتمنى ان تنهض امها وتقرر الخروج معهم ..ولكنها خزلتها وقررت البقاء وتوجهت ببصرها نحو غرفة ام زوجها قائلة مش هينفع ..انا شويه كده وهحصلكم بس خلوا بالكم من نفسكم وانا اول ما عمتكم تجي هجيب ابوكم واجي على طول .
شروق بضيق ياسلام ياست ماما ..لسه هتستني بابا ولما عمتوا تيجي كمان ..طب افرضي انها مجتش والا راحت عند حمتها هى كمان هتعملي ايه ..امك دي مش ليها حق عليكي والا ايه ..يامام لازم تكوني اقوي منكده ..حرام بجد .
الام بخزي حاولت تواريه ففتاتها واجهتها بحقيقتها التي تحاول ان تواريها عن الجميع ولكنها من الواضح انها مكشوفة على مصرعيها امام
الجميع لتقول في تبرير تعرفي تسكتي .. بكرة لما تتجوزي هتعرفي يعني ايه ان الست لازم تكون اولويتها لبيتها وجوزها وان لازم تحترم رغباته وتنفذ طلباته من غير مناقشة وبعدين ستك أم كمال هى اللى ربتنا على كده وهى دي الأصول ياشروق هانم ..وانهت الحوار وهى تعلم انها تجمل الواقع فاستبداد زوجها ېخنقها بالفعل ولكنها لا تستطيع التحرر منه مما جعلها تهدر بهن يالا انتي وهى لاحسن يجي يقعدكم وأنا مصدقت انكم تسبقوني علشان تسعدوا ستكم بدالى شويه ..يالا علشان متتأخروش.
لتتبادل النظرات بينهن بيأس فهن لن يصلا معها لحل قاطع فهن ايضا يخشون بطش ابيهم الذي يفرض عليهم كامل سيطرته بحجة الخۏف عليهن ..مما جعلهم يهرولون الى الخارج كالفراشات التي تحلق في سماء الحرية دون التقيد بشئ سوى اخلاقهن الرفيعية التي ستكون سلاحهم الرادع اما عبس الاخرين اذا اراد احد التقرب منهم فهن ذوات شخصية مهذبه يحترمن اصول دينهن ويحترمون تلك الثقة التي وضعت فيهم وفي اخلاقهن الرفيعية التي زرعت فيهن قواعد حسن الأخلاق .
توجهت الفتاتان لشقة الجدة بعد أن اخذا الموافقة من امهن التي ابدت ترحابها وبعد محاورتهن التي جعلتهن يهرولن الى الخارج مسرعين خوفا حتى لا تحزن جدتهن وهى تحمست بهذه الفكرة لانها تعلم حزن امها منها الأن 
ولجت الفتاتان لجدتهن الماكسة مع ام سعد جارتها التي اتت من أجل مصارحتها من
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 50 صفحات