الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 18 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

الاخرى ما اقرته عليها قائلة طبعا يا اما .. كلامك صحيح وربنا مبيسيبش والأيام دوارة لاكن أنا صعبان عليا حال الست الغلبانة دي .. والله عمرها مجابت سيرتهم بالشين ابدا .
تاتي عليهن جارة اخرى وهى تحمل بيديها بعض الاكياس المحملة ببعض الطلبات التي تحتاجها منزلها لتستوقفها ام سعد وتتبادل معها الحوار هنا وهناك في امر سكان الحارة ..لتكن هذه حياتهم اليومية فهن دوما يتبادلن الحديث هنا وهناك ليتعارفن على اخبار بعضهم البعض والتلصص على حياة بعضهم حتى يأخذون العبر وتتناقل الأمور بعضهم دون اي خصوصية ما بينهم نظرا لتقاربهم وانفتاحهم على بعض كحال منازلهم المتقاربة والبعيدة عن الخصوصية.
. . . . . . . . . . . .
ومن داخل مسكنها وبعد انتهائها وأولادها من الطعام وهى تجلس فوق احد الأرائك وبجوارها ابنها الكبير الذي يتبادل النظرات بينه وبين رءوف الذي يفكر في كيفية افتتاح الحديث معها في هذا الأمر..لتزيح هى عنهم الحرج لتبداء هى الحوار الذي نتج عنها صدمتهم من معرفتها الحقيقة ..وموافقتها عليها أيضا .
تقصدي ايه ياأمي ..يعني انت موافقة على انك تسيبي سامر يتجوز في الشقة هنا .. وبناء علية تعيشي في بيت البلد ...قالها كمال بعدما قذفتهم فريدة بما روته بمعرفتها قصة أخيهم وموافقتها على ترك منزلها له.. ليهنأ اخيهم بحياة مستقرة كحالهم فكم كانت مفاجأة لهم فهم توقعوا عكس ذلك فكم كانت مهمة شاقة لهم فهم رسموا مخططات عدة لفتح هذا الأمر معها وكل منهم نسج مخيل في داخله نحوها .
رءوف بنظرة شاخصة فهو اكثرهم تعلقا بأمه فبين حديثها غموض وبين نظرتها نظرة حزينة تكسوها وتحاول هى موارتها ليردف بصدق أمي أنا بقولك اهو انت هتكوني معايا..هتعيشي معايا وتخلى بالك من ولادي وأمهم.. انا ببات كتير في المستشفى وببقى خاېف عليهم ..واكمل بصدق متمنيا ان شاء الله هتكوني سعيدة معانا.. وحدج زوجته التي ولجت لتستمع حديثه وهى ترسم على محياها الرضى ولكنها تجهل معرفة الحما بما تكنه له زوجة الأبن الذي يجهل مخطط زوجته وينتشي فور تخيله وجود امه في كنفه .
ليباغته الأخ الأكبر الذي اتخذ مسلكه في سلبيته أمام زوجته المتسلطة التي تغرس بسمومها افكاره وتجعله يتضارب في مشاعره تجاه تلك السيدة التي دوما يستشعر تفضيلها لإخوانه عليه وأولادهم على أولاده اه ياعم مين قدك ..مانت الي على الحجر ..واستطرد صادقا فهو رغم ذلك الشعور الذي يتملكه الا أنه يعشق هذه السيدة بس بردو لازم تقعدي معايا زي ما تقعدي مع رءوف و ابتهال هنقسم الأيام مابينا ولغاية ماسامر يتمم جوازة ويدخل الدور معانا .
ازدرءت سيل لعابها بمرارة صبغت حلقها وانتفخت رئتيها بالهواء لتزفر قائلة بعدما قرأت معالم وجوههم جميعا فكمال يرتدي ثوب الاقتناع برغم تيته في الحديث وزوجته تحدجه بنظرة ضيق وتحاول رسم السعادة فوق محياها ورءوف يحاول تصديق ما تتصنعه زوجته امامه من رضى وابتهال التي يكمن بداخلها التوجز من موقف زوجها هل سيرحب بأمر استضافة أمها في بيته كما يستضيف هو أمه التي يقطن معها في نفس البناية ولا يتركها ابدا برغم ان لها ابناء اخرون وتعاملها هى كما لو كانت ابنتهافهل ستكون امها عنده نفس المكانة ..وسامر الذي يحاول استجماع تشتته من موقف امه التي كانت صباحا رافضة لهذا الأمر فهو توقع انها ستنهال عليه امامهم بوابل من التعنيف والتعسيف ولكنها تقدم له الحل على طبق من فضة وتهديه الحل في حوار بسيط وبرغم شعورة بالألم تجاهها فهو وعدها قبل سابق بالا يتركها وانه لن يبعد عنها وها هو اليوم يخلف وعده لها ولكن عزاءه الوحيد انها هى صاحبة الإقتراح فهى التي بادرت بفتح الحوار بينهم وهى التي اقترحت عليهم هذا الأمر وازاحت عنهم ثوب الحرج لتهتف بعد ذلك بقذيفتها الأخرى.
ومين قالكم اني هروح عند حد فيكم ..انا لا يمكن اشارك حد في بيته او اكون مصدر إزعاج ليكم ..قالتها بتعفف وشجن وهى ترصد انفعالات زوجات ابنيها السعيدة بما اردفت لتهتف امال بهمجية صح ياطنط ..ليكي حق طبعا وبيتك الي في البلد اولى بيكي ...فطنت
لما اصدرته من هراء فأردفت بتلجلج مستشعرة الحرج من نظرات الجميع الشاخصة لما تفوهتهقااصدي ان طنط من حقها تكون براحتها طالما هى عايزة كده ..لكن لو تحب تبقى معانا فميجراش حاجة طبعا تنور في اي وقت.
اكدت احلام بمكر استشعرته فريدة من خلال كلامها لا طبعا طنط لازم تكون معانا في كل مكان علشان نطمن عليها وكلنا نبقى في خدمتها دي ماما هتفرح بيها لما تيجي معايا كل زيارة مهو مينفعش نسيبك لوحدك طبعا لما نبقى مش موجدين في البيت .
ابتهال بتوجز من عزوف امها عن السفر لبلدتهم ااه ميجراش حاجة انك تروحي البلد ياماما واحنا كلنا مش هنسيبك وانا هبعتلك البنات في الاجازات لكن لو تحبي تيجي عندي طبعا مفيش اي مانع بس انا خاېفة تدايقي من وجود حماتي معانا في البيت.
تركت كل واحد منهم يبوح بما يكنه وهى تزرف الألم ويخفق نابضها حزنا على فلذة كبدها الذين تدثروا برداء الأنانية ولكنها تحمل نفسها الذنب في وصولهم لهذا الأمرفالقت بقذيفتها الأخيرة انا مش هروح البلد وأقعد لوحدي ..انا هروح دار مسنين .
صاعقة رعدية امطرتها هى على مسامعهم لينفي كل واحد منهم ماسمع .
كمال نافيا وهو يتقدم نحوها ايه ياأمي الكلام ده!دار مسنين ايه !
ليتدخل رءوف بعد أن نهض متوهجا ليقف أمامها ويجثوا على ركبته قائلا ماما ليه دا كله ..بيت البلد اكرم لو مش عايزة تقعدي مع كل واحد فينا شوية ..مع ان انا مش شايف فيها حاجة لما تقسمي وقتك بينا وانت فرد ..لاكن إحنا مجموعة.
ابتهال وقد راقها كلمات أمها حتى لا تحمل عبئ جديد عليها فيكفيها زوجها وأمه واولاده ومسئوليتها تجاههم التي تجعلها في دوامة دائما طب والله ماما معاها حق ..هى دور المسنين دي وحشة ..دي كأنها فندق سياحي والا مستشفى خاصة .
أكملت أحلام بحماسة فهى الأخرى لا تريد اعباء جديدة فوق حملها بل راقها هذا الأمر الذي سيبعد تلك السيدة التي يؤرقهم وجودها فعلا ياابتهال كلامك مظبوط ..دي حتى فيها رعاية خاصة واهتمام عالى بالنزلاء..يعنى خدمة خمس نجوم .
آمال تتدخل بكلماتها المشجعة لتساهم في اقناع الرجال الذين بدى عليهم عدم الموافقة حماتى بتفكر صح طبعا ..فلوسها وهى حرة فيها وتقدر تبيع حقها كمان في الأرض بتاعة البلد وتحطه وديعة وتصرف على نفسها ومتتحوجش لحد ودا عين العقل .
اهى الستات كلها مقتنعة بكلامي وكل واحدة بتأيد وبتشجع كمان و لأ ايه أمال جابت الناهية واستطردت بسخرية وبصراحة انا بحب اخد رأي الستات لأنهم صحبات البيت واظن يا أولادي ملكشوش رأي بعد رأي نسوانكم نظر كل منهما لزوجته ينتظر المؤازرة للرفض ليجد نظراتهم شاخصة بجمود وتوعد وينتهى الحوار وهى تخبرهم انها ستنتقل خلال الأيام القادمة حتى تفسح المجال للعروس الجديد لتقوم بالتجهيزات الجديدة ورمت
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 50 صفحات