رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق
عقبال ما اعملك حاجه تغير بيها ريقك الأول وبعدين نتكلم في كل حاجة.
ها هو قلب الأم دوما يتحكم فيها برغم ما تقاسيه من أولادها.
حرك رأسه مستجيبا بإيمائة الموافقة ونهض متوجها الي المرحاض في صمت وخزي بادي عليه ليتوضاء بعد ذلك ويقوم بأداء فريضته قبل الشروق ليدعوا ربه مبتهلا أن ينول موافقة أمه الغاضبة ورضاها لما ينوى من ارتباط بتلك الفتاة أنتهي سامر من صلاته واستعدل من هيئته ليستكمل أرتداء ملابسة وتوجه لغرفة المعيشة وجلس بجانبها في صمت وهو عازم على محادثتها في هذا الأمر.
.ويجيب هو بتناول احدى المعجنات وهو يرتشف معه الشاي المزود بالحليب وهو بداخله يتمني أن ينتهى هذا الموقف السخيف الذي وضعته رهف فيه الأن.
كانت هناك فتاة رقيقة تستعدل من هيئتها وهى تدعوا في نفسها أن تقابله اليوم قبل ان يغادر كعادة كل يوم بعدما كان يحرص دوما على ملاقتها وهى تدعوا برجاء يااارب يا سامر الحقك قبل ما تنزل ..معرفش ايه اللي جرى .. كأنه بيهرب مني زمان كان بيتعمد يتأخر علشان يقابلني لتعود بذاكرتها للخلف في حنين.
عودة للماضي قبل عام
سامر بنظرة عاشقة فهى ربيبته وهو يفرض عليها العشق منذ ان كانت صبية صغيرة ليهمس لها في ود طبعا عارف كل حاجة وهو في غيري يعرف عنك كل حاجة.
تتدخل الام بينهما قائلة في مشاكسة لهما بعينين فرحة بهما جرى ايه يا اد أنت وهي ..اعملوا حساب لوقفتي والا تكوني فكرني طرطور ياخفيف .
سامر من بين ضحكاته ماشي ياريدة.. انتي تؤمري هنأجل كل حاجة لبعد الإمتحانات وتوجه للأخري بعملية قائلا يالا يا أنسة علشان اوصلك في طريقي .. علشان متتأخريش وترجعي تقولي أنت السبب .
أومأ ت الأخرى إليها في ود قائلة حاضر ياست الكل ..دعواتك لينا.
خرجا سويا تحت نظراتها الرضية وهى تدعو الله ان يكمل قصتهما فهى خير من تؤتمن على ولدها الصغير ..وكيف لا تؤامنها وهي التي قامت بتربيتها برفقة أولادها بعدما تركتهم أمها ورحلت في الصغر لتتركها أمانة عندها وهى خير من يصون تلك الامانة.
يالا ياقمر علشان منتأخرش ..اركبي حلو ..قالها سامر وهو يدير تلك الدراجه البخارية ويستقلها بجدية وهو يضع فوق رأسه تلك القبعة الواقية ويعطيها هي الاخرى واحدة لتضعها فوق رأسها وتستقل خلفه دون خوف فهو امانها دوما لتجيبه بخجل من كلماته قمر بالستر يا أبن عمي ..طول عمرك بتحب تجاملني كده .
يستمع لها وهو يسير بدراجته ليهتف قائلا بصوت عالى
نسبيا فصوت الدراجة يتفاعل مع الهواء أنا مبعرفش اجامل على فكرة ..انا صريح وبجد أنت احلى من القمر في نظري كمان .
ذاد خجلها والتهبت وجنتيها من تحت تلك القبعة التي تحجب عن بشرتها الهواء ليزيد توهجا وتردف هى بخجل أنت الي عنيك حلوة .. علشان كده بتشوفني بالصورة دي .
هى فتاة عادية متوسطة الجمال ذات عينان سود بشرتها بيضاء كحال قلبها لتعود لواقعها بعدما افلجها صوت انثوي قائلا ياااهيااام ..يالا يابنتي علشان الطابونة متتزحمش .
افلجها صوت السيدة أمل زوجة أبيها والتي تعتبر أم أخرى لها فأمل لم تهمل يوما في مراعتها لتجيبها وهى تحاول ان تستجمع حواسها التي كانت تعيش في ماضيها الجميل.
حاضر ياماما ..انا جاية اهو بس بكمل لف الطرحة قالتها هيام وهى تقوم باستعدال حجابها امام المرآة لتتوجه بعد ذلك الي زوجة ابيها قائلة وهى تسحب من يدها تلك البطاقة التموينية الخاصة بجلب ارغفة العيش المدعم تمام ياماما .. أنا هجيب العيش من البطاقة زي ماقلتي وهعدي على المطعم علشان اجيب الفطار كمان ..في حاجة تانية
حضرلك الخير يا قلبي بس كمان ينوبك ثواب عدي على مرات عمك شوفيها لتكون عايزة عيش والا فطار تجيبهلها بالمرة ..قالتها أمل بمحبة صادقة لتلك السيدة التي تعتبرها اخت كبيرة لها.
أومأت لها الأخرى بالموافقة بكل حبور فهى من الأساس تنوي المرور عليها من أجل الاطمئنان على هذا السامر الذي ابتعد عنها دون اي سبب وهى التي تتمني رؤياه لتجيبها بتأدب عيوني حاضر همر عليها بس انتي عارفة ان ماما فريدة النهاردة مش هتعوز عيش علشان عملا محاشي وعلى العموم انا همر عليها يمكن يكون ناقصها حاجة علشان الجماعة هيجو النهاردة.
اه ياحببتي منا عارفة طبعا انها عملة كل انواع المحشي علشان حبيبها لكن امبارح وانا بلف معاها المحشي قالت يمكن تعمل ملوخية جمب الأكل فبردوا ميجراش حاجة لو سألتيها ..اصلها بتصعب عليا ولادها برغم تعليمهم العالى ومراكزهم الحلوة الا أنهم قدام نسوانهم ملهمش لزمة ..الراجل لازم يكون حازم مع مراته علشان تحترم أمه لكن كل واحد فيهم مكبر دماغة من نحية الست الطيبة وساكت عن أسلوب مراته المستفذ.
اومأت هيام بحزن شديد فبالفعل أبناء عمها شخصيتهما ضعيفة أمام زوجاتهم فهن لا يقدرن امهم ودائما يقللون منها أمام الآخرون دون النظر إلى مشاعرها فهى دوما تحرص عليهم وتعد لهم أفخم الولائم ولا تحظي على شكر من هن وكل واحدة تأتي لها كالغريبة وتلقي الحمل على الأخرى وتلك السيدة لا تبوح بحزنها لأي منهم حتى لا يقولون انها تفتعل المشاكل وحرصا على سعادة ابنائها .
لتتوجه هيام الي الخارج قاصدة بيت عمها في الطابق الذي يسبقهم لتترجل الدرج وهى تدعوا الله ان تقابله فربما تتواصل بعينيه لتتعرف على الشئ الذي باعده هكذا عنها.
. . . . . . .