الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة الزاهدة أم الخير

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ولدت رابعة في البصرة عام 95ه في القرن الثاني للهجرة في أحد الأكواخ الفقيرة بطرف من أطراف البصرة لرجل صالح و كان الناس يسمون هذا الكوخ كوخ العابد و ذلك لتقوى الوالد و إيمانه. فنشأت رابعة بين أبوين فقيرين وكان لها ثلاث أخوات بنات سبقنها إلى الحياة

نشأتها 

في هذه البيئة الإسلامية الصالحة ولدت رابعة العدوية كانت رابعة منذ صغرها فتاة لبيبة عاقلة ذكية زاهدة عابدة متهجدة

عنيت رابعة منذ صغرها بحفظ القرآن الكريم و ترتيله و كلما حفظت سورة من السور أخذت تكررها و تعيدها في ترتيل وتجويد مع الخشوع و تدفق الدموع حتى حفظت القرآن في سن صغيروتدبرت آياته وقرأت الحديث تدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمرالزهور.

ما لبث أن ماټ أبيها ثم لحقت به زوجته و بقيت رابعة يتيمة مع أخواتها البنات الثلاث

 قصة الزاهدة أم الخير

موقع كل الايام


و لم يترك الوالدان لبناتهما من أسباب الحياة و وسائل العيش سوى قارب ينقل الناس في نهر دجلة من شاطىء إلي شاطىء مقابل دراهم معدودة.
رآها مرة لص أثيم فتربص لها حتى وجدها مشردة منفردةفأخذها مدعيا رقها و باعها لتاجر ثرى بستة دراهم وكان رجل غليظ القلب قاسې المشاعر أذاقها العڈاب ألوانا الذي أذاقها طعم البلاء وسامها ذاقت تحت يده الرق والعبودية. غير أن هذا لم يطفئ ذلك القبس الإيماني في قلبها
فكانت تناجي ربها باكية إلهي.. أنا يتيمة معذبة أرسف في قيود الرق وسوف أتحمل كل ألم وأصبر عليه ولكن عذابا أشد من هذا العڈاب يؤلم روحي ويفكك أوصال الصبر في نفسي منشؤه ريب يدور في خلدي هل أنت راضعني تلك هي غايتي.

وكانت تؤدي عملها في بيت سيدها بما يرضي ضميرها وتؤدي فريضة ربها في إخلاص وتفان. استيقظ سيدها ذات ليلة فسمعها تناجي وهي ساجدة فتقول إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمتك ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك.. لكنك تركتني تحت رحمة مخلوق قاس من عبادك.

و يقال أنه بينما هو يراقبها إذ يخطف انتباهه انبلاج ضوء حولها ويري فوق رأسها مصباحا مضيئا غير معلق بشيء ففزع له فتعرف الرحمة طريقها إلى قلبه وفي الصباح يدعوها أي رابعة وهبتك الحرية فإنشئت بقيت هنا ونحن جميعا في خدمتك وإن شئت رحلت أنى رغبت.

فما كان منها إلا أن ودعته وارتحلت لتبدأ مرحلة جديدة.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات