قصة الزاهدة أم الخير
وهذه هي المرحلة التي يحاول المستشرقون تشويهها والإساءة فيها إلى سيرتها فقد جعلت المساجد دارها واحترفت العزف على الناي في حلقات الذكر وساحات المتصوفة والأناشيد في دنيا التصوف وعزف الناي عند المتصوفة ليس نكرا ولا بدعا بل هو يبعث الوجد ويحرك القلب ويحلق بسامعه. ولكنها سرعان ماا عتزلتها واعتزلت الناس
رابعة الخاشعة
وقداستوعب حب الله لذاته كل خلجات قلبها حتى قالت فيه لما سئلت عن حبها للرسول الكريم إني والله أحبه حبا شديدا ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين.
كانت تصلي مئات الركع في
كانت كثيرة العبادة تلبس الصوف وما إليه من ثياب الشعر زاهدة فى الدنيا عاشت رابعة بمشاعر فياضة فقد كانت كثيرة الحزن والبكاء ما أن تسمع بذكر
فقال لها أما بعد فإن ملكي من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم وليس يمضي إلا قليل حتى أتمها مائة ألف إن شاء الله وأنا أخطبك لنفسي وقد بذلت لك من الصداق مائة ألف وأنا مصير إليك من بعد أمثالها فأجيبيني.
فردت عليه بعد المقدمة أما بعد اعلم أن الزهد فى الدنيا راحة القلب والبدن والرغبة فيهاتورث الهم والحزن فإذا أتاك كتابى هذا فهيئ زادك وقدم لمعادك وكن وصى نفسك ولا تجعل الناس أوصياءك فيقتسموا تراثك وصم عن الدنيا وليكن إفطارك على المۏت فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين والسلام.
فأبت وعاشت طوال حياتها عذراء بتولا برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبد ورأت فيه بديلا عن الحياة مع الزوج والولد . انقطعت فيها للزهد والعبادة وقراءة القرآن وظل ذلك دأبها طوال عمرها.. وليس كما يحاول بعض المستشرقين تشويه سيرتها ووصمها بالانحراف .
قال لها سفيان الثوري مرة يا أم عمرو أرى حالا رثة فلو أتيت جارك فلانا لغير بعض ما أرى.
فقالت يا سفيان وما ترى من سوء حالي ألست على الإسلام فهو العز الذي لا ذل معه والغنى الذي لا فقر معه والأنس الذي لا وحشة معه والله