روية جنتي بقلم زهراء كريم
ﺇﻟﻴﻬﺎ ... ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻛﺪﺩﺕ ﺿﻨﻮﻧﻬﺎ .... ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺍﻓﻌﻰ ﻟﻦ ﺳﺎﻣﺔ ﻟﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﺷﺮﺍﻕ
ﺑﺘﻌﺮﻓﻲ ﻳﺴﻤﺮ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻛﻨﺖ ﺭﺍﺡ ﺃﻗﻠﻮ ﻛﺪﺍ ﻣﻬﻮ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﻳﻀﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻤﻮﺕ ﻓﻴﺎ ﻭﺇﻧﺖ ﻋﺮﻭﺱ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺳﻤﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻛﻔﻴﻬﺎ
ﻣﺘﺸﻜﺮﺓ ﻳﺄﺑﻠﺔ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺃﻧﻚ ﺭﺍﺡ ﺗﻮﺍﻓﻘﻲ
ﻛﺘﻤﺖ ﻏﻴﻀﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﻜﻼﻣﻬﺎ ﻣﺎﻓﻬﻤﺘﻪ ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﻴﺜﻢ ﻻﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ... ﻟﺘﺮﺍﻫﺎ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺖ ﻟﻬﻤﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﺃﻣﺎ ﺳﻤﺎﺡ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓ ﻓﺴﻤﺮ ﺇﺧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﺘﺎﺏ ﻭﻟﻮﻡ ﻟﺘﻨﺎﻡ ﻗﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻼﺩﺍﻋﻲ ﻷﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻀﻴﺖ ﺑﻤﻼﻙ ﻣﺜﻞ ﺳﻤﺮ
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ .... ﺣﺎﻭﻝ ﻧﻔﺾ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺘﻮﺟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻟﻴﺮﺗﻮﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻟﻴﺲ ﻋﻄﺶ ﻟﻠﻤﺎﺀ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎﻫﻮ ﻋﻄﺶ ﻟﻴﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻬﺎ .....
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺃﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﻟﺘﺒﺪﻭ ﻃﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻔﻰ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺴﺔ ﺃﻧﺜﻮﻳﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﺄﺧﺮ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻪ
ﻭﻗﻒ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﺑﻤﻨﻀﺮﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﺑﻤﻼﺑﺲ ﺗﻜﺸﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺮ .. ﻛﻴﻒ ﻻﺗﺘﻮﺗﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺃﻥ ﻻﺗﻠﺒﺲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ... ﺗﻌﻠﻖ ﻧﻀﺮﻩ ﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﺭﺑﻜﻬﺎ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ... ﺑﻞ ﻋﻔﻮﻳﺘﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ... ﺗﺴﺤﺮﻩ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﺘﻀﺮﻩ ﻗﺎﺋﻼ
ﺿﻞ ﻳﻨﻀﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﻄﻖ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻟﻴﻀﻔﻲ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺴﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ... ﻭﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﻭﺍﺗﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺋﻤﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ ﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ .. ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻧﻀﺮﺍﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺟﺘﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻣﻨﻪ
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺳﻤﺮ ﻟﺘﺴﺤﺮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﺘﺬﻫﺐ ﺑﻌﻘﻠﻪ ... ﻛﻢ ﻳﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻬﻰ ﺇﺭﺑﺎﻛﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺗﺴﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﺘﺼﺐ ﻟﻪ ﻛﺄﺱ ﻭﺗﺤﻀﺮﻫﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻪ
ﺿﻞ ﻳﻨﻀﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ... ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺒﻠﻪ ... ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻦ .. ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺷﻲﺀ ﺃﺧﺮ ... ﻳﺎﺇﻻﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻭﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻﺗﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ ... ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎﻓﻴﻪ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻴﻐﺎﺩﺭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﺎﻧﻲ .... ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ .... ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺗﺠﻮﻝ ﺑﻪ ... ﻛﻴﻒ ﻟﺼﻮﺭﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ... ﻓﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﺾ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻫﺪﺃ ﻋﻄﺸﻪ ... ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺮﺍﺟﻊ .. ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﺳﺘﻠﺒﻴﻪ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻓﻤﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺎﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ... ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺷﻜﻮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﺟﻨﺒﻪ ﻓﻠﻴﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﻨﺎﻡ ﺑﺴﻼﻡ ... ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻟﻨﻮﻡ ﺳﺒﻴﻞ ... ﺿﻞ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺳﻪ .... ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﺒﺮﺩ