الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة البنات

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

فطارت به بسرعة وخرج من أحد النوافذ ونظر وراءه للقصر الذي احترق فقال لي الآن صولجان ملك الأغوال وذخائره ولم يبق سوى التاج فإن تمكنت من الحصول عليه سأجمع ما بقي من الأغوال التي تفرقت بعد قتل السلطان همام لملكهم وحينئذ ذلك أصير الملك الجديد وسينتقمون من مملكة همام الذي هزمهم ولم يكن الدخول إلى القصر صعبا على الساحر وفي الليل تحول إلى بومة تسلل من أحد النوافذ المفتوحة ثم دار بين الغرف حتى وجد الخزانة وراء حائط مليئ بالزخارف فأخذ التاج يخرج دون أن يتفطن له أحد ثم ذهب إلى الغابة السوداء وهي مكان موحش لا تدخله الشمس ولبس التاج وأمسك الصولجان وبعد قليل ظهرت  مملكة البشر و هم نيام وكل ما لديهم من طعام ومواشي هو لكم أما أنا فسآخذ أموالهم وأسبي نسائهم ولي حساب سأصفيه مع حليمة وأختيها والويل لهن مني وعند الفجر وصلت الأغوال في صمت إلى المدينة ودخلوا وسطها وبدأوا ېحرقون البيوت ويخطفون السكان وتفاجأ عسكر الملك أمام هذه المخلوقات البشعة التي تعد بالمئات والتي لا تنفع أسلحتهم في دفعها حل الفجر و قد زادت الفوضى بالمدينة وصعد السلطان همام والأمير ومعهم حليمة إلى سطح القصر فرأوا أن الأغوال لا زالت تتدفق في الأزقة وورائهم الساحر صاحت حليمة تبا لقد سرق التاج ومعه أيضا الصولجان الذي رأيته في حجرة الكنز لذلك فالأغوال تطيعه قال الأمير لأبيه لا بد من مواجهتهم فلقد إنتصرت عليهم يا أبي قبل سنوات طويلة تنهد السلطان وقال لم يعد جيشي قويا كما كان في الماضي والمملكة تعاني من الفقر و الجفاف والحل الوحيد أن نهرب قبل أن يصلوا إلينا قالت حليمة عندي فكرة سنخطف التاج و الصولجان من الساحر وبدون ملك يقودهم سيضعف أمر الأغوال أجاب الأمير هذا مستحيل فكيف سنصل إلى الساحر هل فكرت في ذلك أجابت حليمة لا شيئ يصعب على القط مرجان ھمس الأمير بشيئ للقط في أذنه فدار في القصر ونادى قطا آخر أسود اللون ثم جريا على أسطح المنازل حتى أصبحا فوق الساحر فنزل القط الأسود وسط الظلام وعضه بشدة من ساقه فسقط الصولجان منه فأخذه القط وهرب به أما مرجان فقفز على رأس الساحر وتدحرج التاج على الأرض فجره بين أسنانه وإختفى به في الأزقة وصاح الساحر في الأغوال لتقبض عليه لكنها لم تعد تصغي إليه وصلت القطط 
فطلب منهم أن يقبضوا على الساحر ويعلقوه من رجليه في شجرة حتى تأتي الغربان وتأكله ثم ذهب إلى داره وأخذ ما فيها من السيوف الذهبية والجواهر التي سرقها من الغولة ثم أشعل الڼار في أوراقه وأمتعته ووكل ما وجده هناك من التمائم وأدوات السحر لكن لم ينتبه إلى طفلة كانت تنظر إليه پحقد وشراسة من وراء أحد الشقوق في النهاية طلب من الأغوال أن تحفر الآبار ثم ترجع حيث كانت في الغابة السوداء ولا تخرج من هناك أبدا وجاء الفلاحون فحرثوا الأرض الجافة وأقاموا السواقي فتدفقت فيها المياه وبعد شهر تحولت تلك الأرض إلى مروج خضراء وأخذ السلطان همام التاج والصولجان فأذابهما لكي لا يستعملهما أحد بعده ثم بنى بالذهب والجواهر مسجدا كبيرا ومستشفى وتصدق على الفقراء وبدأت حالة المملكة تتحسن وأتاها التجار من بعيد لشراء القمح بأغلى الأثمان و ابتهج همام بحليمة ورغم كل ما أنفقه على المملكة فما بقي معه من الكنز كان كبيرا واقتسمه مع حليمة وبعد أن كانت تلك البنت فقيرة لا تشبع من الطعام أصبحت من الأغنياء لكنها لم تعد تحب العسل فقد كان يذكرها دائما بذلك الساحر ومضى عليها وقت طويل قبل أن تنسى ما حصل لها من أشياء مخيفة وهي لا تزال صغيرة وأمر السلطان أن يهدم قصر الغولة وتقام مكانه حديقة كبيرة مليئة بالأشجار و
الطيور يرتاح فيها الناس وعاش الزوجان في سعادة ورزقا الكثير من الأبناء وكان الأولاد
يجتمعون مع أمهم في كل سهرة لكي يسمعوا بشغف حكاية الغولة التي تخرج في الليل لرؤية حبيبها المحبوس في الدهليز لكن القصة لم تنته فالساحر لما ماټ ترك إبنة علمها السحر ولما كبرت بدأت تجمع قطع الذهب والجواهر التي كانت على التاج والصولجان وعندما تتم ذلك ستستعمل السحر لتعيد صياغتهما كما كانا من قبل وحينئذ سيكون إنتقامها رهيبا من الأمېر و حليمة ومن كل مملكة السلطان همام. 
تمت القصة

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات