الأحد 24 نوفمبر 2024

الحصان العجوز والبنت القمريه

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو هلال يناطح أعمامه وأخواله النجوم .. وحتى لا يتوه بين ظلام الفضاء الهائل كان لا  الصحراء العاړية وبالطبع كان يجب أن تحكي الشمس الأم لأبنها ولو باختصار حكاية تلك الخيمة وسرها ولماذا تأنس بها دون غيرها من علامات الكون الواسع .!
وهنا يقع المحظور كما يحدث في كل الحكايات فعندما سمع الهلال الشاب قصة الحصان العجوز والمرأة الطفلة تيقظ خياله النائم واشټعل رغبة في سماع صوت محلى برائحة البحر وبطعم السكر البري الغامض لكنه لم يفصح لأمه عن رغبته هذه وهو يودعها مقبلا إياها علي 
والغريب أنه عندما وجدها لعب القدر لعبته مرة أخرى إذ تصادف لحظتها خروج الحصان العجوز من الخيمة قاصدا سوق المدينة البعيدة وكان قد تعود علي مثل هذه السفرة كل ثلاثين يوما ليشتري حطب الأيام الباردة من السوق مقابل يوم عمل شاق وما العمل فقد كانت امرأته الطفلة تحتاج دائما إلى الدفء الصريح بعدما تفرغ من الغناء كل يوم.
 بها سريعا نحو الخيمة وراح يهبط عليها في خفة ورشاقة حتى إذا لامس الأرض لملم حباله وبلمسة سحرية واحدة صنع منها عباءة واسعة يغشي ضوءها الذهبي العيون فلم يتعرف عليه أحد عندما دلف عندئذ نحو الخيمة مسرعا .
وبصرف النظر عما حدث في تلك الليلة فإنها كانت تكفي لكي يتيه كل من الهلال المزهو ببريقه والمرأة الطفلة كل بالآخر إلى حد العشق فالمرأة قد غشي بصرها بالبريق الذهبي الساطع وسرى في روحها دفء الشباب الصريح أما الهلال الشقي فقد ضاع عقله تماما عندما 
كان من الطبيعي أن تتكرر هذه المرة المفعمة بالدفء والدهشة مرة كل ثلاثين ليلة أي في نفس الموعد الشهري الذي تعودت فيه الشمس أن تطلق ابنها الهلال الشاب ليتجول بين 
وتذهب أيام لتأتي أخري .. والحال هو الحال ولا أحد يدري بما يدور كل شهر مرة داخل الخيمة الحمراء الوحيدة .. فما زالت الشمس تواصل دورتها اليومية وتستدل علي الأرض بتلك العلامة الحمراء ومازال الحصان العجوز يجلس إلى امرأته كل ليلة يستمع صوتها

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات