الأحد 24 نوفمبر 2024

جلد الغزال

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


لك ثم إنزل إلى الحديقة في المساء وضع لها باقة ورد إنشد لها شعرا فسترد عليك .
في الغد حضر المؤدب وأمضى حسن أياما وهو يتعلم موازين الشعر ويحفظ الأشعار القديمة وكان يقوم في الفجر ولا ينام إلا متأخرا وإندهش أبوه وقال في نفسه لم أكن أعرف أن الحب بإمكانه أن يغير الإنسان فبعدما كان الأمير يطرد المؤدب ويسخر منه أصبح يلازمه ويتعلم منه كل شيئ .

وفي أحد الأيام لم يقدر الأمير أن ينام فخرج إلى حديقة القصر وقطف باقة من الورد ووضعها على صخرة ثم أنشد 
أين أنت يا رباب
هل حانت للقائك الأيام
لم يعد يسليني غناء القيان
ولا سمر الأصحاب
أو سروج الخيل
والأقدام في الركاب
سألت الرعد والبرق عنك
والقمر ونور الشهاب
تمنيت أن أراك
فهل السماء
تسمع صلواتي يوما
وتعطيني الجواب
كانت رباب في المخزن تطل على الأمير وهو لا يراها ولما سمعت شعره أعجبها وأحست بالحب يتسلل إلى قلبها وفكرت في الخروج إليه لكنها تمالكت نفسها وتذكرت العبد الذي أوصاها بالانتظار حتى يصلح حال الأمير ويكف عن مجونه . بعد قليل رجع حسن إلى القصر أما هي فخرجت وأخذت باقة الورد ثم كتبت شيئا على قرطاس 
في الصباح جاء الأمير ورأى الورقة على الصخرة ...
حكاية جلد الغزال
الصندوق الفارغ حلقة 4
لما فتح الورقة تضوع منها عطر شذي وكان فيها بيتين من الشعر
سلمت عليك
صاحبة خاتم الألماس
وقالت زارني رسول الهوى
وكلمني والكلام قياس
جلس يفكر في تلك الفتاة ومن تكون ما هو مؤكد أنه يحبها رغم أنه لم يرها قال في نفسه سأذهب إلى ذلك العبد وأسئله عنها . لما حضر بين يديه قال أرى أنها قد ردت عليك لكنها الأن تريد أن تختبر حكمتك فلا خير في رجل لا تدبير له !!! سأله وماذا علي أن أفعل قال مسرور هيا معي وسأقول لك في الطريق .
وصلا إلى فلاة مقفرة وقال له هناك صندوق فيه الطعام والماء لا تلمسه إلا إذا ضاق بك الحال ولم تجد ما تأكل وتشرب!!!وعليك أن تتعب وتتدبر أمرك وسآتيك بعد ثلاثة أيام. قال له وبعد هل سأرى رباب أجاب العبد إذا نجحت ستراها والآن سأنصرف ولا تنس نصيحتي .
إلتفت الأمير حوله فلم ير شيئا سوى الرمال فقال لن ألمس ذلك الصندوق ولو مت جوعا وعطشا ومن أجل عيون رباب سأعيش في هذه الفلاة وبدأ يمشي ويبحث حتى حل الليل ولم يجد شيئا .وفي الصباح صادفه شيخ طاعن في السنقال له يا إبني لقد أضعت طريقي هل لك أن ترافقني قليلا فكر حسن وقال لا بأس فلن أخسر شيئا .
مشيا حتى أحسا بالعطش دار الشيخ ثم أتى رجما من الحجارة وحفر تحته ثم أخرج قربة ماء وشرب وأعطاها للأمير وقال هي لك وفكر دائما أن تزرع خيرا في طريقك فقد يحتاج إليه غيرك فشكره الأمير ورجع إلى مكانه وواصل الشيخ السير دون أن يلتفت خلفه .
في اليوم الثالث شعر حسن بالجوع الشديد وفكر أن يفتح الصندوق ويأكل شيئا يسيرا لكنه تجلد وقال مثلما عثرت على الماء سأعثر على طعام لكن لا شيئ ينبت هنا بإستثناء الأشواك التي لا تأكلها سوى الإبل !!! ثم سار حتى رأى النمل يبني مستعمرة فتعجب لضخامتها مع صغر حجم النمل فجاءت إليه واحدة وقالت هل بالإمكان مساعدتنا !!! فقال لا بأس ثم بنى معهم وبعد ساعتين أصبحت كاملة .
بعد قليل جاء صف طويل من النمل كل واحدة تحمل حبة قمح حتى إجتمع لديه
 

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات