الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 32 من 168 صفحات

موقع أيام نيوز


اعتزال العالم اجد كل الطرق تأخذني إليك. حتى بات قلبى لا يعرف وجهة غيرك و لا يبغى ملجأ سواك. لا أدرك كيف حدث هذا و لكني استيقظت بيوم من الأيام لأجدك بالمنتصف بيني وبين روحي و هل يمكن لأحد أن يحى من دون روح شف
نورهان العشري 
كانت جنة تجلس علي حافة ذلك السرير الكبير و كل ذرة بها ترتجف أما خوفا أو ترقب لما هو آت فهي للآن لم تر جدها ولا حتي حلا. فقد جلبوها الى هذه الغرفة بعد أن أجبروا فرح علي تركها بحجة أن حلا تريد رؤيتها و بالرغم من هذا الذعر الذي يمتلئ داخلها به إلا أنها لم تقاوم أو بوجود شقيقتها معها فقد أيقنت بأن جدها يريدها وحدها! 

كانت ضربات قلبها تتقاذف بداخلها مما تحمله تلك الفكرة فهي بصدد خوض اكبر مواجهة بحياتها حتما أما بإنهاء حياتها أو إزهاق كرامتها.
منذ أن علمت بمرضها وهي تخشى من النهاية الحتمية له وهي المۏت. ولكنها الآن تتمنى لو تداهمها سكراته حتى تريحها من ذلك العڈاب الذي ستناله حتما على يده..
هبت من مكانها مذعورة لدي سماعها ذلك الطريق القوى علي باب الغرفه و بدأت ترى نهاية سوداء للباقى من حياتها علي يد هذا الطاغية ولكنها تفاجأت بالخادمة التي أخبرتها بأن تتجهز لأن جدها يريد الحديث معها..
أخذت عدة انفاس علها تهدأ من ضجيجها الداخلي وهي تخطو إلى الخارج مع أحد الحرس الذي أخرجها من باب خلفي للمنزل سالكا طريقا آخر غير هذا الذي جاءت منه فحاولت أن تهدئ من روعها و أخذت تردد بشفاه مرتجفة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
كانت الخطوات تتعثر بها فمن يستطيع الثبات وهو يسلك طريق المۏت و خاصة أن كانت بطريقة مروعه تشبه عينين ذلك العجوز الصلب الذي كان ينتظرها علي ضفة البحيرة الصافيه و التي تعلم بأن نهايتها ستكون مدفونه في أعماقها هذا إن كان رحيما بها..
توقفت أمام عبد الحميد الذي نظر إلي الغفير و سأله بنبرة قاسيه
عملت الي جولتلك عليه
الغفير باحترام 
حوصول يا حاچ
عبد الحميد بتأكيد
حد شافكوا و انتوا چايين اهنه
الغفير بنفى
لاه انى چبتها من الباب الوراني و محدش شافنا واصل..
طب روح انت.. و چهز الي چولتلك عليه ..
كان مۏتا بالبطئ تعلم بأن نهايتها بدأت بحرب الأعصاب تلك و ستنتهي نهاية مروعه تليق بجرمها فأخذ جسدها يرتجف و أغمضت عينيها بقوة تستجدي المۏت أن يخطفها في تلك اللحظه حتي ينتشلها من عڈابها المنتظر
فتحي عنيكي و بصيلي يا بت محمود..
كانت نبرته قويه يشوبها قسۏة جعلت فرائصها تنتفض و تسارعت دقاتها أكثر حتي بدت تسمع طنينها بأذنيها و جاهدت أن تفتح عينيها التي غزتها خطوط حمراء تحكي مقدار الذعر الذي يجتاح أوردتها
خاېفه 
قالتها حلا التي أطلت عليهم من باب الغرفه لترتمي بأحضان سالم الذي عانقها بقوة و كأنه لا يصدق بأنها آمنه بين ذراعيه فبالرغم من أنه خاطب عمه والذي لحسن حظهم هو لواء و مدير أمن محافظة المنيا و أخبره باختصار عن الأمر حتي يأتي بنفسه و
يطمئن عليها و يطمئنهم و ايضا ليعرف ذلك الرجل بأنه لا يخيفهم و لا يشكل خطړا عليهم ولكنه الأن و أخيرا استطاع أن يتنفس بإرتياح فهو أن كان من الأشخاص الذين لا يظهرون مشاعرهم بكثرة ولكنه يحمل بقلبه حبا كبيرا لشقيقته الصغيرة التي تربت علي يديه فصار يعتبرها ابنته التي لا يحتمل أن يلامس الهواء خدها فيجرحه.
أنت كويسه 
هكذا سألها بصوته الخشن فأومأت بالإيجاب فتدخل سليم الذي اختطفها من بين يدي سالم و قال بلهفه غاضبه
حد هنا ضايقك 
هزت راسها بالسلب وهي تقول 
لا متخافش
أطمئن قلبه لاجابتها وقام بقوة و يده تتحسس خصلات شعرها المسترسلة علي ظهرها و قام باحتواء وجنتيها يناظر ملامحها بشوق قبل أن يعيدها الي مرة أخرى و
داخله يحمد الله كثيرا بأن شقيقته عادت سالمه..
اقعدي يا حلا عايزك
تحكيلى الي حصل بالظبط 
هكذا أمرها سالم فخطت بأقدامها لتجلس بجانبه و أخذت تبلل حلقها الجاف قبل أن تقول بشفاه مرتجفه 
تقصد ايه
تدخل سليم مستفهما
الناس دي خطڤتك ازاي و حصل ايه من ساعة ما وصلتي عايزين نعرف كل حاجه بالتفصيل
احتارت كيف تجيبه و بما تخبره فتفرقت نظراتها بين شقيقيها اللذان يناظرانها بنظرات ثاقبه تشعر بها تخترق أعماقها فابتلعت ريقها و تعالت دقات قلبها و طال صمتها الذي اضفي وقود علي نيران سليم الذي هب من مكانه قائلا پغضب
ساكته ليه ما تردي علينا. حصل ايه و جيتي هنا ازاى
اهدي يا سليم حلا يا حبيبتي اتكلمي و مټخافيش من اي حاجه. 
ما أن انه سالم جملته حتي اخترق قلبه صوتها الملتاع وهي تصرخ في الخارج فهب من مكانه و هرول إلي حيث يأتي صوتها و تبعه كلا من سليم و حلا فتفاجئوا بفرح التي كانت تصرخ في أحدي الخادمات وهي تقول پغضب
أنا سيباك معاها هنا راحت فين 
تقدم منها
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 168 صفحات