الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة العزيز

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

كان نائما ... ولذلك لما استوى جالسا سأله الملك كم لبثت قال لبثت يوما أبو بعض يوم .. وذلك لأنه نام فى أول النهار عند الظهيرة وبعث فى أخر النهار والشمس أوشكت على الغروب فظن أنه نام لمدة خمس ساعات أو أقل من ذلك . وإذا بالملك يخبره بالمفاجأة التى كادت أن تذهب بعقله . قال له الملك بل لبثت مائة عام .. وإذا أردت أن تتأكد من هذا الخبر فانظر إلى طعامك وشرابك الذى كان معك فإنه لم يتغر رغم مرور مائة عام عليه . وما زال عزير يظن أنه كان نائما ولذلك لم يتغير طعامه وشراب فهو حتى هذه اللحظة لا يصدق أنه ماټ مائة عام . فأراد الملك أن يقطع الشك باليقين فقال لعزير إن كنت لاتصدق ذلك فانظر إلى حمارك . فنظر عزير إلى حماره فوجده مېتا وقد تهشمت عظامه وبينما وقف عزير ينظر إلى حماره فى حيرة ودهشه وإذا بالملك ينادى على عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى أخذ الملك يركبها على بعضها ... وعزير ينظر إليه متعجبا . وبعد أن قام الملك بتركيب العظام وضع عليها العروق والأعصاب ثم كساها باللحم وأنبت عليها الجلد والشعر ثم نفخ فيه فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء وهو ينهق . فلما رأى عزير كل هذا أما عينيه قال أعلم أن الله على كل شئ قدير . 

وبعد هذا الموقف العصيب قام عزير من مكانه وركب حماره وانطلق عائدا إلى قريتة وهو لا يدرى ما الذى حدث فيها خلال المائة عام التى مضت . فلما وصل عزير إلى قريته لم يعرف أحد من الناس ولم يعرف هو أحدا من الناس ... بل ولم يعرف شوارع القرية فقد تغير كل شئ . أخذ عزير يبحث عن بيته حتى وجد بعد جهد ومشقة . فطرق على الباب وهو ينتظر أن يرى إبنه الذى تركه منذ مائة عام وكان يبلغ من العمرعشرين سنة وكان عزير يبلغ من العمر وقتها أربعين سنة ... وكان قد ترك فى البيت أمة له تبلغ من العمر عشرين سنة . 
فلما طرق على الباب لم يرد عليه احد ... فأعاد الطرق مرة أخرى وإذا بامرأة كبيرة فى السن يبلغ عمرها مائة وعشرين سنة قد عمى بصرها تفتح الباب وتقول من على الباب فقال لها عزير يا هذه أهذأ منزل عزير قالت نعم . وبكت . وقالت ما رأيت أحدا من سنوات طويلة يذكر عزيرا وقد نسيه الناس قال فإنى أنا عزير . قالت سبحان الله ! فإن عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر ! قال فإنى أنا عزير كان الله قد

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات