قصة العزيز
كان نائما ... ولذلك لما استوى جالسا سأله الملك كم لبثت قال لبثت يوما أبو بعض يوم .. وذلك لأنه نام فى أول النهار عند الظهيرة وبعث فى أخر النهار والشمس أوشكت على الغروب فظن أنه نام لمدة خمس ساعات أو أقل من ذلك . وإذا بالملك يخبره بالمفاجأة التى كادت أن تذهب بعقله . قال له الملك بل لبثت مائة عام .. وإذا أردت أن تتأكد من هذا الخبر فانظر إلى طعامك وشرابك الذى كان معك فإنه لم يتغر رغم مرور مائة عام عليه . وما زال عزير يظن أنه كان نائما ولذلك لم يتغير طعامه وشراب فهو حتى هذه اللحظة لا يصدق أنه ماټ مائة عام . فأراد الملك أن يقطع الشك باليقين فقال لعزير إن كنت لاتصدق ذلك فانظر إلى حمارك . فنظر عزير إلى حماره فوجده مېتا وقد تهشمت عظامه وبينما وقف عزير ينظر إلى حماره فى حيرة ودهشه وإذا بالملك ينادى على عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى أخذ الملك يركبها على بعضها ... وعزير ينظر إليه متعجبا . وبعد أن قام الملك بتركيب العظام وضع عليها العروق والأعصاب ثم كساها باللحم وأنبت عليها الجلد والشعر ثم نفخ فيه فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء وهو ينهق . فلما رأى عزير كل هذا أما عينيه قال أعلم أن الله على كل شئ قدير .