الخميس 12 ديسمبر 2024

يقول أحد الإخوة من قرى الجزائر

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

قلت له  
والله سيبقى صنعك وخيرك يطوق عنقي ما حييت
فقد كان كل من في المستشفى يخدمني خدمة استغربت من مستواها الراقي جدا ولم اسمع بها سوى في مستشفيات الدول المتقدمة في هذا المجال !!
وبعد ثلاثة ايام امرني الطبيب الذي اجرى العملية الجراحية لابنتي بمغادرة المستشفى فطلب مني الشاب الذي التقيته اول يوم ان تمكث الطفلة في بيته اسبوعا اخر حتى تسترد عافيتها وتستكمل نقاهتها لان السفر متعب والمسافة بعيدة!! 

استحييت من كرمه وخيره وقولت له سنعود لقريتنا افضل لكنه اصر اصرارا شديدا واستجبت له ومكثت في ضيافته سبع ليال وكانت زوجته تخدم ابنتي وكان هو واولاده يترفقون بي وبابنتي ويعاملونني بمنتهى الرقة واللطف والادب !!
وفي الليلة السابعة لما وضعوا الطعام على المايدة وتحلقوا للعشاء امتنعت عن الطعام وبقيت صامتا لا اتكلم 
قال لي الشاب كل يا عم كل ما الم بك ! 
قلت وبصوت مرتفع ونبرة حادة والله لن اذوق لكم طعاما الا اذا اخبرتموني من انتم ومن تكونون
انت تخدمني طوال اسبوع كامل ومن قبل بالمستشفي وانا لا اعرفك تخدمني وتبالغ في اكرامي وكانك تعرفني او احد اقاربك وانا لم التق بك من قبل سوى مرة واحدة في المستشفى  
من انت بالله عليك !
قال يا عم كل هيا كل وبعد العشاء اخبرك  
قلت والله لن تدخل فمي لقمة واحدة ولن اكل طعامك ان لم تخبرني من انت ومن تكون
حاول الرجل التهرب من الجواب لكنه وامام اصراري اطرق براسه قليلا ثم قال بنبرة خاڤتة يا عمى ان كنت تذكر فانا ذاك الطفل الذي اعطيته خمسة دنانير سنة 1964 عندما كنت اجلس خلفك في الحافلة 
انا فلان ابن فلان  
قلت له اه تذكرت انت ابن فلان رحمة الله عليه من قريتنا 
نعم نعم لقد تذكرت 
يومها كنت في الحافلة متجها من قريتنا الريفية الى احدى المدن القريبة وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز على ما يبدو الخمسة عشرةعاما سمعت احدهما يحدث الاخر قايلا له هذا العام شحت السماء والخريف

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات